محمد شوارب يكتب: تركوا لكى يهلكوا فى صمت

الجمعة، 11 سبتمبر 2015 08:23 م
محمد شوارب يكتب: تركوا لكى يهلكوا فى صمت لاجئى سوريا - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لقد صدق حدسى وليته ما صدق، ووجدتنى محاطاً بقضايا ومشاكل تثير الغثيان ويخفق لها القلب وتدمع لها العين لما تراه من أوجاع وآلام على حال الأمة!
إن الأمة العربية فى هذا العصر والزمان هى أكثر آلاماً، وإن الأرض هى التى يستنسر بها البغاث، إنهم يدافعون عن أوطانهم بالصياح، ويردون السلاح الفاتك باليد العزلاء. فإن المشردين والمنكوبين فى أوطاننا العربية من يحس بأزمتهم ويفتح قلبه وأرضه لهم، بعدما شردت أنفسهم وضاعت بيوتهم وأراضيهم فى أوطانهم، ما ذنب هذا الصبى الذى جرفته المياه وهو ميت وتلقيه إلى شاطئ غريب لا يعرف من أين أتى وإلى أين ذهب؟
لقد حصدنا الفرقة والخصومة بيننا، ولا أعرف أياماً فيها يسود التعاون والتواد فى هذه الأيام النكدة، لقد أصبحت القلوب القاسية لا يجدر بها أن تحمل عناصر الرحمة لهؤلاء الأسر المشردة والمنكوبة عن أوطانهم، فإن الأمة تؤاخذ بعوج ورذيلة، ووجود قلة صالحة لا يغنى عنها ولا يجنبها المصير المحتوم . فالصراع الدائر الآن فى الأوطان العربية هو السبب فى هجرة هذه الأسر المشردة والمنكوبة من أصحاب الأرض والوطن، فأصبحوا تائهين فى أوطانهم، إن من الغرب ما يخدش ظفره فيتحرك له مجلس الأمن، أما نحن هنا فى أوطاننا العربية نعانى آلام وجروح وقتلى وشهداء ومشردين ومنكوبين من الألوف منهم لا يكترث لمصابهم أحد فى مجلس الأمن، فإذا لم نغضب نحن لمصائبنا، فلا نلوم الذين يستقبلونها وهم لا هون. عجبى على الإهمال العربى لمأساة هؤلاء المطرودين والمشردين والمنكوبين فى أوطانهم وخارج أوطانهم.

ففى أغلب أوطاننا تحدث ولا حرج عن الفتنة والإرهاب والخصومات والاستعلاء والفقر والجوع إلى دنيا الشهرة كلها أمراضاً معقدة لا يستأصلها إلا الإيمان الصحيح والعقل والحكمة، فنحن ليس فى مرحلة إلى غاية ما، إنما استقرار على وضع دائم وارتباط برسالة تجمع بين التراد والمعاش والمعاد. فنحن فى حاجة إلى الوعى والبصيرة والحكمة والهدوء والتروي، فإذا وكل أمرنا إلى المتخلفين فمستقبلنا فى مهب الرياح. إن الاستبداد السياسى فى وطننا العربى هو داء دوى وليس أسوأ منه إلا تجاهل أثره والتعامى عن خطره، فإن المستبدين يضعون أنفسهم فوق المسئولية، إنهم يخطئون الخطأ الرهيب، فإذا افتضحوا كان غيرهم غالباً هو كبش الفداء. إن الناس تولد أحراراً فليس لأحد له الحق فى أن يستعبدهم ويقتلهم ويشردهم عن أوطانهم، فالمجتمع الصحيح كالجسم الصحيح يشد كيانه ويضبط أموره وتتعاون قواه المنفذة تعاوناً وثيقاً يسير به فى أداء رسالته، كما تسير عقارب الساعة فى حساب الوقت والزمن.

يقول الله تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس، تأمرون بالمعروف، وتنهون عن المنكر، وتؤمنون بالله). أننى أهيب بكل أصحاب العقول النيرة أن يجيلوا أبصارهم بالنفع العام لأوطانهم ومنع العوائق التى تصد الناس عنه، فإن أنفسنا وبلادنا وحياتنا وآخرتنا فى ضمأ هائل إلى مزيد من الوفاء والأخلاق والتعاون والتواد والترابط والتراحم والأخلاق والرحمة بالمشردين والمنكوبين والمستضعفين فى أوطانهم. فمن حق الأمة التى تأذت فى رسالتها وتردت سيادتها أن تعيد النظر مرة ومرات عديدة أخرى فى الأسلوب والحكمة التى تحكم بها، وأن تبلغ دعوتها ورسالتها لما فيه الصالح العام .

ما أحوج الأمة إلى رجال لهم حلم وأناة، لهم الإخلاص والتجرد يبتعدون عن أسباب النزاع والخلاف ويرفضون الصيحات ويتحرون وحدة الصف والكلمة، ويشدون الفرقاء المتخاصمين إلى الخلف، ريثما يتم إصلاح ذات البين بحل تتغلب فيه المصلحة العامة للأوطان، ويبتلع البعض غيظه لوجه الله ووحدة الكلمة والصف العربى . ما أحوجنا إلى حل أزماتنا وفتح قلوبنا لبعضنا البعض، فما دمنا نحب نغفر لبعضنا البعض.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة