أكرم القصاص - علا الشافعي

كريم عبد السلام

العلاقات المصرية الروسية

الثلاثاء، 25 أغسطس 2015 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يعد بالإمكان اعتماد مقولة الرئيس الراحل أنور السادات، إن 99 فى المائة من أوراق اللعب بمنطقة الشرق الأوسط فى يد أمريكا، فقد جرت مياه كثيرة فى النهر منذ أن أطلق السادات مقولته هذه، التى برر بها تحوله الدرامى بالبلاد من المعسكر الشرقى إلى الارتماء فى أحضان الولايات المتحدة.

كان السادات فى تلك المرحلة مشغولاً كليًّا باستعادة الأرض المغتصبة فى سيناء، وكان مدركًا بحسب تقييمه للأمور أن السلاح والدعم السوفييتى لن يمكنه من تحقيق الانتصار الكامل على إسرائيل، كما أن الولايات المتحدة ولوبى صناعة السلاح بها لم تكن لتسمح بهزيمة ساحقة للسلاح الأمريكى فى إسرائيل بالسلاح السوفييتى فى مصر، ومن هنا كانت مناورة السادات ليحقق نصرا رمزيا كبيرا بالسلاح السوفييتى بشرط أن يلوذ بعدها بالمعسكر الأمريكى ليقدم المثال لبقية الدول العربية.

ربما اكتشف السادات قبيل اغتياله على أيدى تلامذة سيد قطب، أن الارتماء الكامل فى أحضان واشنطن لم يكن صائبا تماما، فلا حلم الرفاهية الاقتصادية تحقق بالانفتاح السداح مداح، ولا قادت مصر البلاد العربية بعد صلحها المنفرد مع إسرائيل، وظلت أمريكا تحافظ على التفوق النوعى فى موازين القوى لصالح إسرائل فى مواجهة الدول العربية مجتمعة، لكن القدر لم يمهل السادات ليراجع مقولته أو ليناور أمريكا برؤية جديدة، كما فعل مع الروس.ما حدث بعد السادات كان كارثيًّا، فقد تحولت مصر الكبيرة إلى منطقة نفوذ أمريكية، وأحيانا إسرائيلية، وتعطلت فيها كل مراكز القوة والإبداع، وتآكل محيطها الإقليمى والأمنى، وانكفأت داخل حدودها فى ما يشبه الغيبوبة بعد أن كانت فاعلة إقليميا ودوليا بفعل إدراك قادتها بما تملكه من مكونات الدولة المحورية.

بعد ثورة 30 يونيو فقط أدركت مصر أنها تواجه مشروعًا أمريكيًّا مدمرًا لإعادة تقسيم وتفتيت المنطقة على أساس عرقى ودينى، تمهيدًا لمغادرة واشنطن للمنطقة نهائيا، بعد أن تتركها واهنة وبدون أية قوة عربية متماسكة يمكنها مواجهة إسرائيل، ولم تكن مصر قادرة على مواجهة المشروع الاستعمارى التدميرى الأمريكى الجديد بدون الانفتاح مجددًا على أصدقائها القدامى فى روسيا والصين، وإعادة إحياء دوائرها الحيوية عربيا وأفريقيا، ومن هنا جاء التطور المذهل فى العلاقات المصرية الروسية فى جميع المجالات، وتوظيف التحالف العربى لدعم هذه العلاقات التى تبدو مثمرة لصالح البلدين.. وللحديث بقية.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة