فيصل سليمان أبو مزيد يكتب: حان وقت العطاء أيها المصريون

مصر تمر بمرحلة حرجة تستوجب الإنصات وعدم الإسهاب فى الكلام، والتعقل والحكمة عن الهمجية والفوضی، ولا أقصد الفوضی الاجتماعية، بل الفوضی الأخلاقية التى تفسد سلامة المجتمعات، بسلوكيات خاطئة تصدر من بعض أفرادها، لعدم إدراكهم حجم المخاطر التى تتعرض لها مصر.

وفى هذه المرحلة الحرجة التى تعيشها مصر، بسبب جذور الفتنة التى تسعی لهدمها وفتنة أهلها، لابد أن يقف الشعب خلف قيادته، يناصرها ويؤازها، ليس بأفعال تطلبها منه، بل من واجبات تحتم الأوضاع علی القيام بها.

ومن هذه الواجبات، عدم السماح لأحد أن يعرض سلامتهم للخطر، والإشاعات أن تنتشر، والفتنة أن تستعر، والتى يهدف الفاسدون ببثها زعزعة استقرار مجتمعهم.

وقد يكون هناك بعض التجاوزات من قبل مؤسسات الدولة حين تتعامل مع الأفراد، ولكنها لا تذكر مقارنة بالمخاطر التى تحيط بمصر.

فالمصلحة العليا تستوجب علينا أن نقدر الظروف ونخلق الأعذار، لذلك لابد من توافر حسن النوايا، وتغليب المصلحة العليا فى نظرتنا للأمور وردود أفعالنا.

فمصر الآن تواجه صورة من صور الإرهاب، يتلقی دعما خارجيا ويقتل أبناءها وفلذة أكبادها، لزعزعة استقرارها، وتشتيت قدراتها.

وتواجه إرهابا بصورة أخری، تنظيم إخوانى متغلغل فى مجتمعاتها، يبث سمومه وينهش فى جسدها فكان لزاما علی الشعب أن يكون متيقظا لكل من تسول له نفسه أن ينشر سمومه بين أفراده، ويمنع الجريمة قبل وقوعها، بوعيه وحذره وسرعة بديهته. فمصر تحتاج منا اليوم أكثر من قبل، وحان وقت العطاء لها، فلنقدم لها جزءا مما منحته لنا، ويكفى أنها سقتنا من نيلها وتربينا بعزها.