مى عزت تكتب.. كلمة م الآخر

الأربعاء، 08 يوليو 2015 05:00 م
مى عزت تكتب.. كلمة م الآخر لاتجعل فضولك سببا في جرح الأخرين - صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بيوت تنهار بكلمة، وأخرى تبنى بكلمة، صداقة تتوطأ بكلمة، وأخرى تفشل بكلمة، دمعتك تسيل بكلمة، وكلمة أخرى ترسم ضحكة، كما يقولون الكلمة الطيبة صدقة، لكنها أيضا سيفا فى بعض الأحيان يكون حادا فتذبح، وفى أحيان أخرى يكون باردا فتعذب.

ليس من يقول الكلام الحلو هو قارئ هذا المقال، بل من ينطق ولا يعرف أنه أصاب بكلمته قلب مستمعيه دون أن يدرى . سنسرد مواقف لكلام (بيجيب من الآخر فى الوجع، رغم أنه ممكن يكون قصدك بيه خير بس للأسف فعلا بيوجع)، كلام يقال كل يوم بيننا (ملهوش أى تلاتين لازمة) وعدم التعليق أفضل منه بكتير.

كلنا أشخاص فضوليين جدا حتى لو لم يكن من أمامك هو صديق مقرب لك، لكنك تتشوق لمعرفة الجديد لديه، ونصيب البنات الأنسات من هذا الفضول هو نصيب الأسد (إيه هو مفيش جديد؟) ليس شرطا أنه ما صورهلك خيالك أنها واضعة مواصفات صعبة للزوج أو أنها شارطة أن يقوم جوازها على قصة حب، هى تريد تكوين أسرة سعيدة، لكن من حقها التفكير ألف مرة، ليس رفضها للفرص (واحدة بترفص النعمة) ولكنها قد ترى شيئا أنت لا تراه، وإذا أصبح اختيارها خطأ لن تنفع مواساتك ليها ولن تحمل معاها عاقبة الاختيار، وقتها سينطق لسانك بالدعاء، ( فالأحسن اركن فضولك على جمب وادعيلها من الأول بكلمة حلوة بدل السؤال)، وتذكر دائما أن نصيبها فقط فى يد الله.

لم يتبقِ لدينا ثقة فى الآخرين وجميعنا نخبئ سرا، سؤالنا المتكرر (مالك فى إيه؟) قد تكون إجابته الحقيقية مجرد إرهاق، ولكننا نوصل الشخص بإلحاحنا لرد تصوره العقل الباطن لشىء قد لا يكون فى الأساس مصدر إزعاج، ولكن فقط لإشباع فضولنا، ولكنه أصبح يزعجه الآن لأنك قد وضعت بعض النكهات، (فى حاجة مزعلاك فى البيت، أنا مزعلك، أو فلان مزعلك، أصله عمل كذا فقولت ليكون ده زعلك) والآن قد تسببت فى مشكلة بينهم، والكارثة لو بسؤالك أظهرت عيبا فى أحد، (مش ملاحظة إنك تخنتى؟، إيه الحباية اللى فى وشك دى؟، عينك تعبانة كده ليه؟) للعلم لديها مرآة كبيرة فى منزلها وقد شاهدت كل هذا بعينها، وتبحث عن الحل، ولا تريد منك تذكيرها من حين إلى آخر، فالإنسان بطبيعته لا يحب أحدا يرى عيوبه ويتحدث عنها، وخاصة لو فتاة، وإذا كان فى شكلها فقد أصبت مشاعرها الأنثوية، لا تقول أريدها الأجمل، لكنها تريد الجمال الكامل أكثر منك، اكتفى بالتشجيع أو إذا كانت لديك تجربة أو معلومة مفيدة انقليها .

لا يقبل كلامنا دائما بقلب صافى، والدعوة العلنية قد تصيب بالضيق، والأفضل أنك تدعيها سرا، ( كأنى بقول لحد ربنا يرزقك بالذرية الصالحة يوم عيد الأم وهو لسه مستنى كرم ربنا)، حزينة هى دائما ولا ترى أنت شروخها، وقد يكون لديها مشكلة وأنت قد أضفت لها بذلك إحساس العجز والنقص، رغم أن نيتك صافية وبتدعى بس (خليها فى سرك) .

كلنا نحتاج لقواميس لنتعرف عليما يحمله الكلام من معانى مخبأة، ومثالا المتزوجين حديثا يحدث بينهم اختلافات ومشادات من كلمة تخرج عن غير قصد وعندما نبرر نيتنا من الحديث تتصاعد المشكلة وكأننا صمت أذاننا.
عند هذه الكلمة، وعندما نغضب دائما لا نستمع لدفاع الآخر، وكأننا كنا ننتظر الهفوات لكلانا وأنه سيكذب للخروج من المشكلة ولن يقول ما يفلح أبدا ولن يقدربكلماته إيقاف بركانى الثائر وهنا لا يصلح الكلام الحلو فالصمت أفضل بكثير.

رصاصات على شكل كلمات تخرج فتصيب القلب فى مقتل، لا أعلم هل العيب فى من يتكلم بنية صافية أم فى المستمع الذى لا يتقبل الكلام بصدر رحب، العيب ليس فى أنك تتعامل بطبيعك مع الآخرين، بل أصبح عليك الحذر فى كل شىء حتى فى الكلام .

وأخيرا لو لديك كلمة حلوة (قولها م الآخر) أو اكتفى بابتسامة صافية لعلها تصل برباطة يد على قلب موجوع.


موضوعات متعلقة..


- مى عزت تكتب: تعددت الأحلام








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة