بعد 5 أعوام من إعدام الملايين منها.. "التطوير الحضرى" تدرس مقترح تخصيص 3 مناطق لتربية الخنازير.. و"البيطريين": ستعيد فيروس الأنفلونزا من جديد.. وعضو بـ"الزبالين": ربع مليون أسرة تعيش على تربيتها

أكثر من 5 سنوات منذ عام 2009، مرت على إعدام ملايين الخنازير بمنطقة منشأة ناصر والخصوص وعزبة النخل بمحافظة القليوبية، وعلى الرغم من خطورة تربيتها بالمناطق السكنية، إلا أنها عادت من جديد بشكل مستتر بين أهالى منشأة ناصر بمنأى عن الجهات المختصة، وذلك لما تمثله تربية الخنزير من تجارة رابحة تدر أمولاً طائلة على أصحابها، فضلاً عن التخلص من المخلفات العضوية .

مقترح للتطوير الحضرى بتخصيص مناطق بديلة لتربية الخنازير

وتدرس الدكتورة ليلى إسكندر، وزيرة التطوير الحضرى والعشوائيات مع مجلس الوزراء، تخصيص أماكن بديلة لتربية الخنازير بمصر، لافتة أن هذه المناطق يتم دراستها وكيفية تطبيق الاشتراطات الصحية الملائمة، وتقنين أوضاع هذه التجارة، خاصة أن لها دورًا هامًا فى التخلص من المخلفات العضوية المهدرة.

وتابعت إسكندر، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه تم اقتراح عدد من المناطق البديلة، على رأسها منطقة 15 مايو ومدينة بدر وتخصيص حظائر بالقطامية بطريق العين السخنة، لافتة لأن ما زال التنسيق مستمرًا مع الجهات المعنية، وعلى رأسها وزارة الصحة ومحافظة القاهرة ووزارة الزراعة، لوضع آليات محددة لتقنين أوضاع الخنازير فى مصر .

بينما تحاول الوزارة تقنين أوضاع حظائر الخنازير، ويرى أهالى منشأة ناصر أن اختيار أماكن بديلة للتربية بالصحراء على حد وصفهم "تجربة فاشلة"، وجرس إنذار للتخلص من بقايا الخنازير المتواجدة، والتى لم تتجاوز نسبتها 25% من التى تم إعدامها فى مصر.

عضو بــ"الزبالين": هيفضلوا يرحلونا لحد ما يودونا حماس عشان نربى الخنازير"

عزت نعيم، أحد مؤسسى نقابة الزبالين، أكد أن هناك أكثر من 12 مليون طن مخلفات عضوية تصدر عن القاهرة، وكان الخنزير هو المصدر الوحيد للتخلص منها، لافتًا أن هناك 4 مناطق بالعاصمة الكبرى معروف عنها التربية، وأبرزها "منشأة ناصر، عزبة النخل، المعتمدية والبراجيل، 15 مايو"، حيث يصل أعداد الأسرة بها إلى ربع مليون نسمة يكون الخنزير مصدر رزقها الوحيد .

وأضاف: "مقترح إنشاء مناطق بديلة للتربية بالقطامية والمدن الجديد لن تتلاءم مع متعهد القمامة الذى يقطع مئات الكيلومترات فى الصحراء يوميًا، لذلك لا تستطيع هذه البدائل التخلص من تربية الخنازير بالمنازل مثلما تطمح الحكومة"، وتابع: "هيفضلوا يرحلونا فى الصحراء عشان قرفانين من الخنازير لحد ما يودونا حماس"، وتابع: "الحل الوحيد لمواجهة التربية بالمنزل هى التعاقد مع متعهدى القمامة بدلاً من الشركات الأجنبية والسماح للعامل بتحصيل رسوم القمامة التى يتم جمعها على فاتورة الكهرباء، مع توفير منطقة بكل حى تخصص للتخلص من المخلفات العضوية وقتها فقط أجزم أن تربية الخنازير فى مصر ستختفى وستكون مقتصرة على أباطرة القمامة والخنازير، مثل إسرائيل عياد ومجدى فؤاد وراجح حكيم ".

عزت نعيم: ارتفاع أسعار كيلو الخنزير إلى 50 جنيهًا بعد اختفائه من الأسواق

وتابع نعيم، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع": "الحكومة بتاعتنا شغالة على أبو قديمة لأن لحوم الخنزير تمثل تجارة هامة وارتفعت أسعارها فى الأعوام الأخيرة فأصبح الكيلو الواحد يصل إلى 50 جنيهًا بينما كانت قبل قرار الإعدام لم يتجاوز 20 جنيهًا".

نقيب "البيطريين": إعادة فتح أقسام ذبح الخنازير يعيد فيروس الأنفلونزا

وأشار الدكتور سامى طه، نقيب البيطريين، إلى أن الخنزير هو عبارة عن وعاء خاص لانتقال فيروس الأنفلونزا وظهوره من جديد، فضلاً عن الأمراض التى لا تحصى، والتى ينقلها هذا الحيوان، موضحًا أنه يتم الإشراف على قسم ذبحها داخل مجزر القاهرة، وتشديد الرقابة عليها داخل الأسواق حتى لا يتم اختلاطها بمنتجات اللحوم الأخرى.

وتابع نقيب البيطرين: "اقتراح تخصيص أماكن بديلة لتربيتها بمثابة عودة جديدة لانتشار الفيروس من جديد، وقرار إعادة فتح الأقسام المخصصة لها بالمجازر خطوة تعيدنا للوراء وتجعلنا ننتظر قنبلة موقوتة جديدة من الأمراض المعدية".

إسرائيل عياد: خسرت أكثر من 8 ملايين

يروى"إسرائيل عياد"، أحد أهم أباطرة القمامة والخنازير فى مصر، لـ"اليوم السابع": "خسرت أكثر من 8 ملايين جنيه خلال تراجع تجارة التربية فى مصر، والحكومة وعدتنا أكثر من مرة بتوفير أراضٍ لتربية الخنازير دون جدوى"، لافتًا أن هناك أرضًا تبلغ مساحتها 40 فدانًا بالقطامية، ومحافظة القاهرة لم ترغب فى تسلميها حتى الآن.

وتابع عياد: "لدينا استعداد للتربية بمنأى على المنازل والبيوت، لكننا نحتاج إلى توفير أماكن بديلة وحقيقية"، مؤكدًا أن بعض التجار الصغار يلجأون إلى الذبح خارج المجزر وتهريب الخنازير عبر سيارات ليلاً بطرق غير شرعية، لذلك يجب تشديد الرقابة على المجازر وتقنين بيعها".

وتعد تجارة القمامة وتربية الخنازير "بزنيس" هام ومربح يتصارع من خلاله عدد من الأباطرة وأبرزهم "إسرائيل عياد" و"مجدى فؤاد "وراجح حكيم"، الذى جاء قرار إعدامها فى عام 2009 بمثابة ضربة قاضية لإمبراطورية تمكنوا من تأسيسها على مدار سنوات.