رمضان زكى معتوق يكتب: نهر النيل "حمال الآسية"

نهر النيل هو ذلك الشريان الحيوى لرى الأراضى المصرية واستمرار الحياة للمصريين، فنحن كمصريين نعرف جيدا قيمة هذا النهر العظيم ومقدار الفوائد الكبيرة على مر العصور فهو شاهد ميلاد حضارات وشاهد أيصا انكسار وانهيار حضارات اخرى وهو المنحة الإلهية، التى لخصها هيرودوت فى جملة ستظل راسخة فى وجدان المصريين وهى أن مصر هبة النيل، وذلك اعجابا منة لهذا النهر الخالد وتأثيره فى حياة المصريين، وكما أن مصر هبة النيل حقا فإن النيل هبة المصريين القدماء ونقمة المصريين فى الوقت الحالى.

فأجدادنا القدماء بالجهد والمثابرة والتنظيم وحسن الاستغلال استطاعوا الاستفادة التامة من هذا الشريان الحيوى فلا ننسى أبدا دورهم فى استغلال هذا المورد المائى ولا ننكر حسن استخدامهم لة حيث تنظيم المياه وشق الترع وعمل الجسور وزراعة الاراضى وتقسيم العام لمواسم زراعية لتنوع الزراعات للاستفادة التامة من مياهه واستخدامه كوسيلة للمواصلات فكانت العلاقة بين المصريين القدماء ونهر النيل هى علاقة التآلف.

أما الآن فلو زار هيرودوت مصر لكان له رأى آخر لأن المصريين أصبحوا نقمة لهذا المجرى المائى الرائع فهم يعاملون النيل بكل قسوة فيلقون اسوأ ما لديهم فى مياهه من مخلفات وقمامة وصرف صحى، فتحول المصريون إلى وسيلة تعذيب ووجع للنهر فكيف نبنى المصانع على ضفافه ونحن نعرف أن الوسيلة لتصريف المخلفات الصناعية هى مياه النيل وكيف لنا نحول مياه النيل إلى مقبرة للمصريين، كما ظهر فى مركب الوراق للمثال لا الحصر فكيف لنا عندما نحاول استغلال المنظر الرائع للنيل كوسيلة للتنزه والمتعة والترفية أن نقدم أولا الإهمال وعدم الاهتمام واللامبالاة بحياة البشر وعدم الوعى بالاسس والقوانين التى لا وجود لها ،ساسا من قبل السادة المسئولين فلا عجب أن نقدم اربعين مصريا للغرق فى مياه النيل لا زال بعضهم فى غياهب النهر ليكونوا امتدادا لمسلسل الإهمال وعدم الاهتمام لنفيق على كارثة جديدة تتعالى فيها الاصوات ويتم اقصاء بعض المسئولين من مناصبهم لتهدأة الرأى العام جون وضع حلول جذرية كالعادة وبعدها تعود ريمة لعادتها القديمة كان الله فى عونك يا نيل حمال الاسية فى هذه السنين.