عفوا.. «عواجيز الفرح»!!

يدهشنى أن يرتكب من يزعمون أنهم أساتذة سياسة، الأخطاء ذاتها التى يسقط فيها عوام الناس ومحدودو الثقافة.. فهناك خطأ شائع يردده «الببغاوات» عن أن مصر تعيش صراعا ثنائيا بين المؤسسة العسكرية وما يسمى بجماعة الإخوان- التتار الجدد- مع أن الحقيقة الثابتة تؤكد أن تلك الجماعة فى صراع مع الدولة المصرية قبل ثورة 23 يوليو بسنوات طوال.. فهذه جماعة نافقت «الملك فؤاد» ثم لدغته فانقلب عليها.. وتلقفت «الملك فاروق» مدافعة عنه لحد الهتاف: «الله مع الملك» فى مواجهة أغلبية كانت تهتف: «الشعب مع الوفد» ثم تبادل الطرفان إطلاق النار كل على الآخر.. وهى المعركة التى سقط خلال احتدامها القاضى «الخازندار» ثم «محمود فهمى النقراشى» كرئيس للوزراء.. وبعدها تم اغتيال مؤسسهم وزعيم هذه العصابة- حسن البنا!!

يمكن أن نقبل من محدودى الثقافة وعوام الناس، ارتباكهم فى تعريف ما حدث خلال «25 يناير» على أنه ثورة أو انتفاضة.. أما أن نجد من يزعمون أنهم أساتذة سياسة يعانون الارتباك ذاته.. فتلك خطيئة غير مقبولة.. أو أن يتجنبوا التوصيف حتى يهديهم العلم- لا المشاعر- إلى ما يمكن أن يطرحوه على من يعتقد فيهم أنهم علماء فى ميدانه!!

المؤسف أنه بعد كل هذا التاريخ الأسود لأخطر عصابات القرن العشرين، التى أسقطتها ثورة «30 يونيو» فى مطلع القرن الواحد والعشرين.. يخرج علينا من يزعمون أنهم أساتذة سياسة، ليحدثونا عن الإخوان كجماعة سياسية.. وفى الوقت نفسه لا ينكرون أن لديهم تنظيما خاصا يمارس القتل والتخريب، قبل ثورة 23 يوليو وليس انتهاء باغتيال المستشار «هشام بركات» النائب العام!!

إذا كان من يزعمون أنهم يمثلون «النخبة» يعانون هذا الارتباك وعدم القدرة على التوصيف الدقيق.. فلابد أن نترفق بعوام الناس ومحدودى الثقافة والمعرفة.. خاصة أننا مازلنا فى عرض بحر الأحداث، ومن يحترمون أنفسهم يعتصمون بالصمت حتى نرسو على شواطئ الحقيقة!!

هذه الصورة تدفعنى إلى أن أدعوكم للانصراف عن الذين تجاوزهم الزمن والأحداث.. فالتركيز على قدرة مصر على تجاوز أزمات الكهرباء والوقود، وتأهبها لافتتاح قناة السويس الجديدة مع غيرها من إنجازات يلمسها المواطن وينحنى لها العالم تقديرا.. فيها فائدة أكبر بكثير من أن يشغلنا «عواجيز الفرح» بأحزانهم على ماضيهم وحاضرهم دون أى أمل فى المستقبل!!