كتبت مروة محمود الياس
استيقظنا البارحة، على خبر آثار ذعر الكثير من الآباء والأمهات، يفيد بتعرض أكثر من طفل فى بنى سويف لحالات إغماء وقىء وإسهال، بعد تناولهم لمحلول الجفاف الموصوف لحالتهم، مكثوا على إثرها فى المستشفى حتى اليوم.
وعلى ضوء هذه الظاهرة على الأم أن تعى أن محلول الجفاف أحد أهم المحاليل التى تستخدم فى الحالات الطارئة، والتى تحتاج لدليل وخطوات صحية، ليتناول الطفل هذا المحلول بأمان دون أدنى فرصة لتعرضه لمشكلات صحية كالسابق ذكرها.
الحالات الفردية ليست دليلا على فساد محاليل السوق
وعن هذه الظاهرة، يحدثنا الدكتور محمد المنيسى أستاذ أمراض الجهاز الهضمى والكبد بقصر العينى، وعضو جمعية أصدقاء الكبد بلندن، مطمئنا الأهالى فى ظل موجة الذعر الشديدة التى انتابتهم عقب انتشار الأخبار التى تفيد بتعرض بعض الأطفال ببنى سويف لدوار وغثيان وأعراض مرضية أخرى فور شربهم لمحلول الجفاف، مؤكدا أنها حالة طارئة تحتمل الكثير من الأسباب، إلا أن فساد المحلول غير صحيح.
طبيعة محلول الجفاف وأهميته
وعن محلول الجفاف وأهميته، يقول منيسى إنه أحد أهم الحلول للحالات الطارئة، والتى يعانى فيها الطفل من حالة جفاف حقيقية، ليصبح الحل الأفضل والأسرع نظرا لامتصاصه عبر المعدة "للنوعيات التى تؤخذ عبر الفم"، فتظهر نتيجته الإيجابية بعد مرور دقائق على تعاطيه، لافتا إلى أن السليم منه يحتوى على نسب مناسبة من البوتاسيوم والصوديوم، وهى العناصر التى تعمل على تعويض الطفل ما فقده من سوائل عند تعرضه لحالة من الإسهال المزمن والمستمر، أودت به إلى الجفاف الشديد.
أعراض الجفاف الكامل.. خلى بالك منها
وعن أعراض الجفاف الكامل الذى على كل أم أن تلاحظها على طفلها، فيوضحها منيسى قائلا "أعراض الجفاف تظهر على الجسم تدريجيا نتيجة ضعف التمثيل الغذائى ونقص السوائل وتعرض الجسم للجفاف التام، ومنها الإسهال الشديد، والقىء المتكرر، وقلة عدد مرات تبول الطفل، مع انخفاض مفاجئ فى كتلة جسمه - أى فى وزن الطفل - بشكل غير طبيعى، ويلاحظها المختص بالكشف الطبى، وبعض تحاليل الصوديوم والبوتاسيوم.
الجفاف المتوسط
وأضاف المنيسى أن هناك درجة متوسطة من الجفاف بحيث يعانى الطفل من فقدان لمياه وسوائل الجسم بشكل مفاجئ، ولكن أعراضه تظهر فى شكل تسارع دقات القلب بشدة، مع اضطراب ضغط الدم الناتج مع تغيير وضعية الجسم أى يكون مرتفعا عند الجلوس على سبيل المثال، وينخفض فى وضعية النوم أو الاستلقاء، مع جفاف الجلد وتشقق البشرة، وجفاف فم الطفل، ويلاحظ المختص أثناء الكشف الطبى فراغات أو نتوءات فى الجمجمة".
المحلول مفيد.. وظاهرة إغماء الأطفال قد تكون بسبب فساده فى الصيدليات لارتفاع درجة حرارة الطقس
وعن نفس الظاهرة وفى السياق ذاته يطمئن الدكتور مروان سالم الصيدلى والباحث فى الدواء والغذاء الآباء والأمهات، مؤكدا أن سبب إعياء الأطفال فور تناولهم جرعات من محلول الجفاف لا ينم من قريب أو بعيد على فساد كل المحاليل فى السوق، وقد تكون جرعة فاسدة تعاطاها الأطفال من نفس الصيدلية، أو قد تكون اختلت نسب الصوديوم والبوتاسيوم بها، وهو أمر غاية فى الخطورة.
لو فسد المحلول فما الأخطار المتوقعة؟ وما التصرف السليم للأم؟
وأوضح سالم أن خطر فساد عبوة محلول الجفاف قد ينحصر فى حالات قىء مع عدم فاعلية علاج الجفاف والتخلص منه، بل وزيادة أعراضه، ويكون التصرف السليم بنقل الطفل فورا إلى أقرب مستشفى لتلقى محاليل سريعة عبر الوريد، وقد تكون عوامل ارتفاع درجة حرارة الطقس والتى زادت بشكل ملحوظ فى الأيام الماضية هى السبب فى فساد أغلب العبوات فى الصيدليات لأن المحلول يحفظ فى درجة الحرارة العادية للغرفة.
محاذير عليك الانتباه لها عند تعاطى الطفل لمحلول الجفاف
ويضيف مروان أن الجفاف الشديد هو حالة من الصدمة ألمت بالجسم، وساعدت على انخفاض الضغط فجأة، واضطرابه، ليصبح جسم الطفل شديد البرودة، وأنفاسه غير منتظمة ويعانى صعوبة فى الحديث وبذل الجهد، وهناك بعض المحاذير والخطوات تسبق تعاطى المحلول حتى لا يتعرض الطفل لأى مشكلة:
- قياس الصوديوم عبر التحاليل الخاصة به فى جسم الطفل، فتركيز الصوديوم والبوتاسيوم فى المحلول يجب أن تكون بين 40 إلى 120 من حيث التركيز، لذا فقياس نسبة الصوديوم فى جسم الطفل وتحديد الجرعات على قدر النقص يحمى الطفل من تخزين المياه فى جسمه مما يزيد من خطر زيادة انتفاخ جسمه وشعوره بالألم.
- يعطى المحلول للطفل الذى يعانى الجفاف وليس نقصان طبيعى فى وزن الجسم لأى سبب آخر، لذا لابد من استشارة المختص.
-قياس وزن الطفل قبل إعطائه المحلول، وتحديد الجرعات على حسب النقص.
-الجرعه 75 ملى ليتر لكل 1 كليو لمدة 4 ساعات.
-لابد من تناوله ببطء شديد حتى لا يسبب القىء .
-عدم استخدام العبوة بعد مرور 48 ساعة من فتحها.
-لابد من الرضاعة الطبيعية أثناء فترة الجفاف.
- استخدم الكوب العيارى لضبط نسب الصوديوم.
-استخدام المحلول الخاص به وعدم استخدام مياه الحنفية كما يحدث فى بعض القرى .
