وقال الشاعر والناقد شعبان يوسف، إن عقد بروتوكول مع وزير الأوقاف لإقامة ندوات ثقافية فى المساجد، هى عملية تديين واضحة وصريحة، ومعلنة وسط صمت تام، مشيرًا إلى أن أى مثقف لو أراد الحديث عن إدوارد الخراط، أو نبيل جورجى نعوم، أو هيدرا جرجس، أو مجيد طوبيا، أو مارى تيريز عبد المسيح، سيواجه بالرفض والقوم بأنه حرام، "روح ناقشه فى قصور الثقافة العلمانية أو فى الكنيسة، أوتستضيفه فى ورشة الزيتون الكافرة والملحدة".
وأضاف الشاعر شعبان يوسف، الوزير يلعب بالنار، ورغم إن الموضوع مضحك وهزلى، إلا أن هذا هو التوجه الحقيقى للحكومة الحالية، وليس توجهًا فرديًا للدكتور عبد الواحد النبوى، لأن النبوى أضعف من إنه يتخذ قرارات من هذا النوع، هذا التوجه الذى يريد تصفية الوجه الحقيقى للثقافة، وأطاح بجابر عصفور كرمز، مهما كنت مختلفا معه، فهو أستاذ وأكاديمى ومثقف ينتمى إلى الثقافة العلمانية التى يراد تصفيتها.
وأوضح شعبان يوسف، أن تصفية الوجوه التى تمثلها، واستدعاء وجوه ممحوة وماسحة وربما غامضة، فالإطاحة بأنور مغيث، ومحمد عفيفى وغيرهما دون أدنى توضيح، لا يعنى سوى إزاحة الاتجاه التقدمى والطليعى، واستبداله بوجوه تعمل فى خدمة الرجعية بامتياز، وهذا ما حذرنا منه منذ الإطاحة بعصفور، وجاء من يعترض على حديثنا، ويقول بأن الدولة لا نيّة لديها للتصالح أو التهادن أو حتى السماح بمرور هذه الوجوه.
وأشار الشاعر شعبان يوسف، إلى أن المسألة دخلت فى الجد، ومهما تمسحت الحكومة الحالية ووزراؤها ذوى الطبعة السلفية المعدلة فى مايسمى بمحاربة الإرهاب، وتجديد الخطاب الدينى، واستبعاد بعض الشيوخ من الخطابة على منابر المساجد، هذه الحكومة وبالتالى توجهها لا يريد تجديد أى خطاب دينى، ولا محاربة حقيقية للإرهاب.
وأوضح شعبان يوسف، أن محاربة الإرهاب تبدأ من إلغاء كافة القوانين الملتوية والمقيدة للأفواه وتبدأ من التخلص الجذرى أو السعى للتخلص الجذرى من كل الوجوه والكيانات التى أفسدت الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فعلى المستوى الفكرى، لماذا لا تحتفل الدولة بفرج فودة، أونصر حامد أبو زيد بشكل رسمى، ونشر مؤلفاتهما؟.
موضوعات متعلقة..
وزيرا الثقافة والأوقاف يعلنان عن 7 مشروعات جديدة ومسابقة ثقافية لنشر التنوير