مر الفنان الكبير محمد عوض بظروف قاسية، حيث رحل والده وهو مازال طالباً فى التوجيهية، وكان الابن الوحيد لأسرة مكونة من ثلاثة بنات، ومن هنا بدأت مسئوليته وهو فى مقتبل العمر، حيث عمل بمصلحة المساحة، لكى يستطيع الإنفاق على دراسته وأسرته، وبعد حصوله على التوجيهية، أراد الالتحاق بالكلية البحرية، وذلك لحبه للبحر والإسكندرية، ولكن سرعان ما تغيرت رغبته ودخل كلية الآداب قسم الفلسفة، وبعد إتمام تعليمه الجامعة انتقل للعمل بهيئة الإصلاح الزراعى.
عشق محمد عوض التمثيل منذ صغره فكان يشارك فى الأعمال الفنية بالدراسة ثم الجامعة، وكان متأثراً بالفنان الراحل نجيب الريحانى، لدرجة أنه كان يقوم بأداء أدواره على مسرح الجامعة، وحاز على العديد من الجوائز مما حفزه لإكمال مشواره الفنى، وأصبح أحد صانعى السينما المصرية لما له من رصيد كبير من خلال عالم السينما والمسرح والتليفزيون والإذاعة.
وتحقق حلم فليسوف الفن وهو لقب أطلق عليه بعد تخرجه من كلية الآداب قسم الفلسفة، والتحق بالمعهد العالى للفنون المسرحية، ليعمل فى مسرح الريحانى، ليقوم بأداء أدور ثانوية، إلى أن جاءته الفرصة، وكما يقال مصائب قوم عند قوم فوائد، حيث قامت الفنانة مارى منيب بترشيحه لأداء أدوار عادل خيرى بعد تعرضة لوعكة صحية، وهنا قام محمد عوض بلعب أدوار عادل خيرى على مسرح الريحانى.
كون الفنان محمد عوض مع صديقه الفنان فؤاد المهندس ثنائياً فنياً من خلال "فرقة الكوميدى المصرية"، واستأجرا مسرح الزمالك، وكانوا يتقاسموا المواسم المسرحية كالآتى موسم لفؤاد المهندس وموسم لمحمد عوض، واستمرت العروض لمدة 20 عاما حتى انتهى مدة الإيجار.
كانت من أسباب نجاح الفنان الكبير محمد عوض أدائه العفوى وخفة الظل التى كان تظهر من خلال أعماله على مدار 30 عمل مسرحياً و80 فيلماً والعديد من المسلسلات التليفزيونية، بالإضافة إلى دراسته للفلسفة التى جعلته يستطيع تحليل والتعامل مع أى شخصية يقوم بتمثيلها.
وبعد 40 عاما من العطاء خلال مشواره الفنى رحل فليسوف الفن بعد 7سنوات من صراعه مع مرض السرطان، تاركاً لجمهوره ومحبيه رصيدا كبير من أعماله التى تعد إحدى بصمات زمن الفن الجميل.
موضوعات متعلقة..
صناع البهجة.. الدكتور شديد.. فيلسوف الفن وماله يا خويا