العظة الأسبوعية.. تقليد كنسى بدأه البابا شنودة عام 1964 فى مطعم الكلية الإكليريكية حين كان أسقفًا للتعليم.. وتواضروس يبعد محاضرته عن السياسة مكتفيًا بالروحانيات.. وأوقفها متعللًا بتجديدات الكاتدرائية

الجمعة، 10 يوليو 2015 03:48 ص
العظة الأسبوعية.. تقليد كنسى بدأه البابا شنودة عام 1964 فى مطعم الكلية الإكليريكية حين كان أسقفًا للتعليم.. وتواضروس يبعد محاضرته عن السياسة مكتفيًا بالروحانيات.. وأوقفها متعللًا بتجديدات الكاتدرائية البابا تواضروس
كتبت سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قرر البابا تواضروس إيقاف عظته ثلاث سنوات لحين الانتهاء من تجديدات الكاتدرائية وافتتاحها عام 2018.

القرار كان له وقع الصدمة على الكثير من الأقباط الذين اعتادوا هذا التقليد الكنسى منذ الستينيات، حيث بدأه البابا شنودة الراحل، وصار مع الوقت من التقاليد الكنسية الشهيرة، فالبابا يعظ فى شعبه ويلتقى بهم كل أربعاء.

غير أن عظات البابا تواضروس فى الفترة الأخيرة، كانت قد شهدت العديد من الأحداث التى جعلت مراقبون للشأن القبطى، يرجحون إلغاءها لأسباب لا علاقة لها بأعمال التجديدات، حيث شهد الشهر الماضى واقعة تظاهر متضررى الأحوال الشخصية أثناء العظة، ما دفع البابا لإلغائها وتدخلت الشرطة وقبضت على المتظاهرين، بعدها بأسبوع صاحت سيدة فى منتصف القاعة "عايزاك يا سيدنا" وبدا البابا تواضروس متوترًا جدًا وغادر القاعة بعد أن حاول الاستماع لها.

كذلك فإن أوضاع البلاد الأمنية، وما أطلقه أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين من تهديدات باغتيال البابا على مواقع التواصل الاجتماعى عقب اغتيال النائب العام، كان لها أثر فى حالة التوتر التى انتابت الكاتدرائية فى العظة التالية مباشرة والتى شهدت إجراءات أمنية مكثفة.

كمال زاخر عضو المجلس الاستشارى القبطى، يروى تاريخ العظة، ويقول إن البابا شنودة هو أول بابا فى تاريخ الكنيسة يعتمد عظة الأربعاء كطقس كنسى متبع، حيث بدأها عام 1964 لما كان أسقفًا للتعليم وظهرت العظة كاجتماع صغير فى مطعم الكلية الإكليريكية وبمرور الوقت صار لأسقف التعليم، محبين ومريدين يرغبون فى الاستماع إلى محاضرته التى يمزج فيها بين السياسة والثقافة والروحانيات، بما كان يمتلكه من مهارات فى الخطابة ووعى كبير، ثم انتقلت العظة إلى الكنيسة الأسقفية بكلوت بك من أجل إفساح المجال لعدد أكبر من الحاضرين، ولما تم اختياره بطريركا نقلت العظة إلى القاعة الكبرى بالكاتدرائية عقب افتتاحها.

ويوضح زاخر لليوم السابع، أن عظة البابا ليست تقليدًا كنسيًا راسخًا ولا تلزم أى بطريرك بها، فقد كان البابا كيرلس السادس الذى سبق البابا شنودة، لا يعظ ولا يتحدث مع شعبه، ويفضل قيادة صلوات القداس الإلهى كل صباح بديلًا عن العظة، وكانت الكاتدرائية مفتوحة أمام الشعب للصلاة خلف البطريرك معتبرًا إلغاء العظة خطوة مهمة لأن البابا يحتاج إلى التفرغ لحل مشاكل الكنيسة وإدارتها من الداخل على حد تعبيره.

ويحلل زاخر، ما يشاع عن وجود مؤامرة داخلية على البابا من داخل المقر الباباوى، فيقول: حيثما يوجد البشر يوجد صراع المصالح وتظهر المؤامرات ولكن البابا أذكى من الوقوع فى هذا الفخ، فهو رجل يتمتع بسلام داخلى ولديه مهارات خاصة فى الإدارة وحصل على شهادات وأجرى دراسات فى الإدارة، بالإضافة إلى وجود تيارات كنيسة داخل الكنيسة تطمح فى أن يقود تواضروس حركة التغيير للأفضل، خاصة بعدما قاد أول حركة تنظيم مؤسسى داخل الكنيسة وأصدر العديد من اللوائح فى مجالات الأحوال الشخصية والكلية الإكليريكية، والرهبنة ومدارس الأحد.

واعتبر زاخر أن العظة هى الوسيلة الوحيدة للتواصل، لكن هذا لا يعنى أن البابا سينعزل عن شعبه، فهناك شعب فى أسوان ورعايا فى المهجر، هل نستطيع القول إن البابا منعزل عنهم، مضيفًا: العلاقة بين البابا والشعب علاقة أبوة ولا يجب أن نفسح المجال لتحليلات سياسية وأدوات التواصل متعددة بين البابا والشعب متعددة ومرتبطة بمنظومة من الهرم الكنسى من خلال الأساقفة والكهنة ما يخلق تواصل بين البابا والناس.

فيما قارن المفكر القبطى حنا جريس بين عظة البابا شنودة وعظة البابا تواضروس وقال: البابا شنودة كان له تاريخه وطريقته الخاصة التى تميزه، وحين تولى البابا تواضروس كرسى مارمرقص أعلن بوضوح أنه سيستكمل عظة الأربعاء رغم أنه لم يكن ينتوى ذلك، لكنه قرر أن يكملها على طريقته الخاصة، عظة روحية مليئة بالتعاليم الدينية، لا تتضمن مواقف سياسية ولا يجيب فيها على تساؤلات الناس، مضيفًا: ومن حق البابا تواضروس أن يقدم عظته على طريقته ومن مدرسته الخاصة.

وأرجع جريس، قرار إلغاء العظة إلى ما وصفه بالضغوط، سواء المتعلقة بطبيعة المرحلة السياسية والأمنية، أو نتيجة لوجود من لا يقدر ما يفعله البابا ويطالبه بأن يعمل طوال الوقت، مشيرًا إلى أن البابا تواضروس يعيد ترتيب الكنيسة إداريا من خلال عدد كبير من الكهنة والأساقفة يتولوا إدارة الملفات الكنسية مع شعب الكنيسة.

ورفض جريس، التسرع فى الحكم على البابا قائلاً: سنحكم على التجربة بعد فترة ولا أدعى أن الأداء جيد بنسبة مائة بالمائة، بل أن الارتباك يصيب البابا فى أحيان كثيرة، بسبب الضغوط الهائلة ووضع البلاد الاستثنائى.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة