محمد عبد القادر يكتب: بين الثورية الفكرية وفوضى العقول

الجمعة، 22 مايو 2015 08:16 م
محمد عبد القادر يكتب: بين الثورية الفكرية وفوضى العقول أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وأنت تتصفح الشبكة العنكبوتية أو قنوات التلفاز التى لا حصر لهـا، حاول أن تتوقف لحظـة وتعى الأمـر الذى مر عليك للتو وأنت تقلب الصفحات والقنوات، هل لاحظت تلك الفوضى أم مرت عليك مرور الكرام، التخبط فى الأخبار، والمناقشات التى تنتهى بسباب وأحيانًا تصل إلى العنف، تلك الترهلات الإعلامية التى تقتحم عقولنا ولا نحاول الخوض فى غمارهـا، أسئلة تلقى بين أقدامنـا ولا نمسها بسوء أو بخير أو بفحص.. فقط نركلهـا فى "بوست" ليركلهـا آخرون بالمثل بدون أن نسأل أنفسنـا لحظة: ما تلك الفوضى التى تصنعهـا ضغطة زر !!؟ .أحد الأصدقاء الحمقى نوعًا ما، يحدثنى دومًا عن روحه الثورية وحبه الثورى والثورية الفكرية فى مخيلته وأنه يتنفس الثورة بدلاً عن الهواء، لكن الحقيقة أنه كـحال الكثيرين مخوخًـا، يصّم الشعارات، يعامل الكتب على أنها منبع لمقتبسات تصلح لأن تكون "تويتة" أو "بوست".. فى أحد لقاءاتنـا سألنى عن رأيى الشخصى فى تأثير الثورة على الفكر العام فأجبته أننى أعيش فى فوضى عارمة ولا أبالى، فما كان منه إلا أن استرسل فى حديث فاق الساعة يتطرق إلى موضوع ثم يلقِ بى إلى آخر، لا تفصيلة واحدة فى خضم الموضوع، يتناوله بسطحية شديدة وجلّ ما أدركته فى نهاية الحديث أننا أمام شرح لمعنى الثورية الفكرية وكيف يُمكن أن تُحدث ثورة عارمة تغير معالم الفكر والحضارة فى المجتمع، لكن الحقيقة أن طريقة حديثه وإقناعه ومسلماته عبارة عن كتلة من الفوضى، أناشيد، وزهور تلقى على قبر شاحب بلا أى اعتبارات عقلية.. لا تتعجب قد تكون أنت عزيزى أو عزيزتى هذا الصديق وقد أكون أنا هو، لا بأس فالفوضى تحتلنـا جميعًا، أما الثورية الفكرية برأيى هى بمنأى عن مجتمعاتنا التى ما زالت تلبس ثياب التاريخ وتعيش على بواقى حضاراتهـا، أما الثورية بحاجة إلى مجتمع ينضب إشراقًا وفكرًا، لا تحتاج لمجتمع يندب حظه ويدّعى الفقر والإنهزام.. علينا أن نتوقف قليلاً، ننظر من النافذة على الواقع الفوضوى المحيط بنا، علينا أن نتفحصه ونحلله لـربما استطعنـا أن نخرج من الدائرة المفرغة التى تراوغنا دومًا وتوقعنا بها مرارًا، وأن نأخذ ما بين أيدينا بعين الناقد لا القارئ الأبله الذى لا يخرج بشىء.."، من لم يشك لم ينظر، ومن لم ينظر لم يبصر، ومن لم يبصر بقى فى متاهات العمى" أبوحامد الغزالى.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة