أكرم القصاص - علا الشافعي

عادل السنهورى

دينا مسعود وجنرالات تويتر والفيس بوك

الجمعة، 22 مايو 2015 10:15 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الجدل الذى أثاره جنرالات تويتر والفيس بوك حول الفنانة دينا مسعود يثبت من جديد أن غالبية مرتادى مواقع التواصل الاجتماعى أغناهم الله بجهل عن كل علم، وأن هذه المواقع رغم أهميتها أصبحت فى جانب كبير منها منابر للبذاءات ونشر الانحطاط الأخلاقى، وأماكن لتبول التفاهات والنفايات الفكرية. دينا مسعود - وبالمناسبة لا أعرفها وبالكاد أسمع بها - لم ترتكب جرما بكتابة بيت شعرى من قصيدة شهيرة للشاعر المبدع الراحل أمل دنقل أعلى كتفها، ولم تأت بإحدى الكبائر، ذنبها أن الجهل هو اللغة السائدة فى التويتر والفيس بوك والتفاهة باتت أسلوب حياة لدى جنرالاته وصبيانه. سارعت جحافل الجهالة إلى اتهامها مبدئيا بالإلحاد وطالبوها بالكشف عن هويتها الدينية وانتمائها الأخلاقى ومقر سكنها فى «شارع الملحدين» بوسط البلد، والذى زاره فى جولة تفتيشية مفاجئة رهط من الإخوة السلفيين لاستطلاع المخاطر التى تهدد إسلامهم! ولك أن تتخيل كيف دخل السلفيون - كما صرح ياسر برهامى - إلى الشارع وهم متنكرون فى زى «الفرنجة والكفرة» حتى لا يكتشف أمرهم!

الجهل إذن هو سيد الموقف والآن وبالجهل والحماقة وحدها يمكنك أن تحاكم أى شخص على هويته الدينية، وتستطيع أن تكفره بسهولة وتستبيح دمه لباقى الجهلاء، ورسم وشم من بيت شعر مقتبس من قصيدة شهيرة، كفيل بوصف المطربة والممثلة الشابة دينا مسعود بالإلحاد، وبشن حملات شعواء عليها تتهمها بعدم الإيمان بالأديان والمعتقدات السماوية. للأسف، هذا هو حال مواقع التواصل الاجتماعى فى مجتمعاتنا العربية وفى مصر تحديدا، تحولت إلى أبواق للفتنة والشائعات وتفتيش فى النوايا ونصب محاكم التفتيش الدينية بجهل منقطع النظير دون رقيب أو حسيب ولا نعرف إلى متى تبقى هذه المواقع بعيدة عن الضوابط الاجتماعية والقانونية.

الجهالة كادت أن تنسينا عبارة بديعة مثل «خصومة قلبى مع الله» المأخوذة من أروع قصيدة للراحل أمل دنقل وهى قصيدة «لا تصالح» من مراثى اليمامة وتناول فيها سرد أحداث حرب البسوس التى دامت 40 عاما، ووصفت فيها غضبها من مقتل أبيها بأبيات منها:

خصومة قلبى مع الله.. ليس سواه!/ أبى أخذ الملك سيفا لسيف/ فهل يؤخذ الملك/ منه اغتيالا/ وقد كللته يدا الله بالتاج؟!/هل تنزع التاج إلا اليدان المباركتان/ وهل هان ناموسه فى البرية/ حتى يتوج لص.. بما سرقته يداه؟








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة