أكرم القصاص - علا الشافعي

على درويش

الصالحون وتدوين الأحاديث

السبت، 16 مايو 2015 11:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سمعت أمرًا عجبًا وغريبًا، سمعت إنسانًا يقول: «أنا لا أستطيع أن أصدق كلامًا قيل من ألف سنة، وسند هذا الكلام هو العنعنة»، وقائل هذا الكلام غير منطقى، أولًا لأنه لا يعلم شيئًا عن علم العنعنة، ولا الرجال الثقات الأتقياء الصالحين الذين جمعوا هذا الكلام، ولا عن خشيتهم وحبهم لله، وحبهم لرسول الله عليه الصلاة والسلام، ولا يعلم شيئًا عن تاريخ تدوين الأحاديث، ولا كيف دونت، ولا عن نوعية الصحابة الذين دونوا الأحاديث. وطبقًا لهذ المنطق العليل الأعرج، إذا كانت الأمور تقاس بالمدة الزمنية والتشكيك فى الرواة، فعلى المسيحية واليهودية السلام، لأن كل دين منهما جاء منذ أكثر من ألفى سنة. وتأتى كلمه أخرى تقال الآن عندما تثور مناقشة حول الحدود، فغالبًا يقال هذه الحدود تختلف مع «قناعتى»، وهذه كلمة تثبت عجز صاحبها على أن يرى الحكمة من التنزيل، وأن هذا الإنسان يجعل عقله أعلى من الكلام المنزل. قال الله تعالى «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِىّ..»، وهذا يعنى أنه لا يجوز لأى إنسان أن يجعل كلامه أعلى وفوق كلام سيد الخلق، ومن يفعل ذلك فقد حبط عمله.
الصديق أبوبكر رضى الله عنه نال هذه الدرجة الرفيعة لسلامة قلبه، ونقاء فطرته، ولقد ذكر الصالحون أن للصديقين أعمالًا وأحوالًا قلبية.

ولقد ذكر القشيرى أن من منازل الأعمال لدى الصديقين: التوبة، والمجاهدة، والتقوى، والورع، والزهد، والصمت، وترك الشهوات، والتواضع، ومخالفة النفس، وترك الحسد والغيبة، والتحقق بالقناعة، والشكر، والصبر، والمراقبة، والرضا، والعبودية، والاستقامة، والصدق، والحياء، والذكر، والخلق، والسخاء، والغيرة لله، والقيام بالفرائض، والالتزام بالسنن، وأشياء وصفات حميدة أخرى.
أما الإمام الغزالى رضى الله عنه فقد قال إن خلق الصديقين تتجلى فى صدق اللسان، وصدق النية، والإرادة، وصدق العزم، وصدق الوفاء، والصدق فى الأعمال، والصدق فى مقامات الدين. والسؤال الذى يطرح نفسه: هل هذا الصنف من البشر قد وصل إلى درجة المجتهد حتى يبدى رأيه فى كلام الله المقدس، دون أن يستحيى من تطاوله على أقدس مقدساتنا؟.. علينا وعليهم بالأخذ بنصيحة رسول الله صلى عليه وسلم للإمام على بأن يقول «اللهم اهدنى وسددنى».








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة