إيمان السويفى: حوّلت سجنى لساحة عمل وعلّمت السجينات صناعة المفروشات

الثلاثاء، 07 أبريل 2015 07:46 ص
إيمان السويفى: حوّلت سجنى لساحة عمل وعلّمت السجينات صناعة المفروشات السجينة إيمان السويفى مع محرر اليوم السابع
كتب محمود عبد الراضى - أسماء شلبى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سيدة تعيش بطريقة طبيعية تحرص على وضع "الميكاج" بصورة يومية، مهتمة بمظهرها الخارجى اهتمام غير عادى، البسمة جزء من ملامح وجهها، والضحكة لا تفارق كلماتها، لديه كمية تفاؤل تتخطى عدد سنوات حبسها، توزع الأمل والنشاط كل صباح على السجينات داخل سجن النساء بالقناطر، وتتعشم دائماً أن يكون القادم أفضل، تصر أن تعيش يومها بكل تفاصيله بسعادة كاملة الدسم، تؤمن أن اليوم لها وغداً للقدر تتركه لله ينظمه كيف يشاء، تحرص السجينات على الالتفاف حولها بصورة يومية، ليس ليتعلمن منها عمل المفروشات فحسب وإنما ليحصلن على كمية من الطاقة والتفاؤل ويتعلمن سرد "الكلام".

"إيمان السويفى" هكذا تم تدوين اسمها بدفتر السجينات، بينما تناديها زميلاتها باسم "إيمان هانم"، فهى المرأة البارعة فى الاعتناء بلبسها ومكياجها، تشعر عند الاقتراب منها أنها تعيش فى مملكتها وليس داخل سجن عاتى الأسوار.

التقت اليوم السابع، بالسجينة "إيمان السويفى" التى سردت كواليس وأسرار دخولها للسجن، وكيف أصبحت الاسم الابرز تردداً داخل السجن بعد "ماما فاطمة"، على مدار نحو أكثر من 9 سنوات قضتهن بين أسوار السجون والزنازين.

قالت السجينة "إيمان السويفى" كنت أمتلك شركة للأدوات الكهربائية أستورد معظمها وأطرحه فى الأسواق، وكانت الحياة "ماشية معدن والحمد لله"، لكن كان هناك كساد للتجارة المصرية وأصيبت برذاذ من هذا الكساد، وتراكمت الديون علىّ، وأصدرت شيكات بنكية بدون رصيد، انتهت بقضية صدر فيها حكم بسجنى 10 سنوات، لأدخل السجن وأقضى جزءًا كبيراً من عمرى خلف القضبان.

وتضيف السجينة "إيمان السويفى" كاد الخوف والقلق أن يمزقا قلبى من هذا العالم الغريب وكنت "مرعوبة" من غيابات السجن، حتى بدأت أتأقلم مع هذا الأمر، وقررت أن أتكيف مع ظروفى وأهتم بمظهرى وشكلى الخارجى، وقررت ألا يؤثر السجن على "نفسيتى" لأن مفيش حاجة فى الدنيا تقدر تضيع شخصية الإنسان حتى السجن، فالسيدة أقوى من أى شىء حتى السجن نفسه، لكن الشىء الوحيد الذى قد يدمرها أن تشعر المرأة يوما أنها غير مهتمة بنفسها لأنها "لو اتكسرت مش هتعرف تعيش جوا نفسها".

وتابعت السجينة، لا يوجد إنسان لا يتأثر بالسجن فكلنا بشر نريد أن ننعم بالحرية الكاملة، ونبعد عن القيود ولكن نحاول نعيش ونتكيف حتى تمر الأيام سريعة، كما نحاول التعامل مع السجينات المتهمات فى قضايا أخرى بتهم مختلفة عنا لنتقى شرورهن، والسيدات المتهمات بالقتل التعامل معهن ليس مختلف عن باقى الناس لأنهن ضعفاء للغاية، فقد ارتكبن الجرائم فى لحظات ضعف، حيث وقعن فى فخ الجريمة فى لحظة خروج عن السيطرة وضيق الحياة والغيرة.

وأردفت السجينة، يجتمعن السجينات حولى ليتعلمن فنون صناعة المفروشات وبعض الأشياء الأخرى أثناء وجودنا بالسجن، ويتم جمع هذه المصنوعات وعرضها فى معروضات بأكاديمية الشرطة بإشراف قطاع السجون، كما أن مسئولى السجن يوفرون لنا كل أوجه الرعاية التى تصنع منا أشخاصا منتجين وفاعلين فى المجتمع نعتمد على أنفسنا، كما يسمحوا لأسرنا بزيارتنا بصفة دورية، ويستمعوا لمشاكلنا ويوجهوا بسرعة حلها، حتى تأقلمنا مع الوضع وأصبحنا نعيش بطريقة طبيعية داخل السجن.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة