الفنان أحمد بدير مع الفنان ياسمين جمال فى دور الطبيبة المعالجة
حاول الكاتب المسرحى محمود الطوخى فى مسرحيته "غيبوبة" التى يقوم ببطولتها الفنان أحمد بدير أن يصنع الكوميديا معتمدًا على الموقف الذى يتعرض له مواطن مصرى يوم 25 يناير 2011 حينما يصاب برصاصة فى مؤخرة رأسه تفقده الوعى لفترة طويلة وعندما يعود له وعيه يجد كل شىء حوله .
الفنان أحمد بدير مع ممثل جماعة 6 أبريل
المسرحية تستعرض حالة الاستقطاب السياسى التى حدثت ما بعد ثورة يناير على كل المستويات نظام ومجتمع حكومة ومعارضة مسلمين ومسيحيين وإسلاميين وعلمانيين ورأسماليين جدد وشعب كادح، وحدث الاستقطاب الحاد بين مختلف التيارات الفكرية والسياسية واقتنص الكاتب محمود الطوخى تلك الفكرة وبلورها فى مسرحيته فالمواطن المصرى الذى تلقى الرصاصة واعتقد الجميع أنه أول شهيد يحاول كل فصيل سياسى أن يستقطبه بل يقنعه بأنه ضمن فريقه فالإخوان تأكد له أنه معهم ومن كوادر الجماعة واسمه (إسلام ) وجماعة 6 أبريل تحاول أن تستقطبه وتؤكد له أنه ناشط سياسى كبير واسمه ( تامر ) وضمن جماعتهم وفى نفس الوقت تحاول إحدى السيدات أخذه وتتدعى أنه زوجها والألتراس الأهلاوى يؤكد أنه ضمن قائمته والأولتراس الزملكاوى يدعى أنه معهم وأنه من مشجعى الزمالك وحتى منظمات حقوق الإنسان المتمثلة فى منظمة (هيومن رايتس ووتش ) تحاول أن تستقطبه وتستغله.
الفنان أحمد بدير مع الفنان محمد الصاوى ممثل جماعة الإخوان
حاول الطوخى أن يعبر فعلا عن واقع حدث ما بعد الثورة فقد كان التسابق ما بين الفصائل المختلفة فى تأكيد أن الشهداء فى الثورة من جماعتهم أو أفراد فريقهم فكم من شهيد سقط وادعى الإخوان أنه إخوانى وادعت جماعة ( 6 أبريل ) أنه يتبعهم وحتى شهداء الشرطة كان البعض ينسبهم لهم.
الفنان أحمد بدير مع الأولتراس الأهلاوى والزملكاوى
الفنان أحمد بدير فى مشهد إفاقته من غيبوبته يسأل عن الرئيس مبارك ووزير داخليته حبيب العادلى فتؤكد له الطبيبة أنهما فى سجن طرة فيقول ( حبيبى يا مبارك ) ويتحسر على عهده ويتسائل عن رئيس مصر ويبادر بالتأكيد أن جمال مبارك أصبح هو الرئيس ولكن الطبيبة تنفى ذلك وتؤكد له أن جمال فى السجن فيتوقع أن يكون علاء هو الرئيس فتؤكد له أنه فى السجن أيضا، وهنا يتساءل بدير : ( من رئيس مصر إذن ) فتقول له المذيعة: مرسى، فيقول بدير : ابن الكلب مرسى بتاع البليلة اللى على ناصية شارعنا بقى رئيس مصر، فتقول له الطبيبة: بتاع البليلة إيه بس، ده الرئيس محمد مرسى العياط هو الرئيس، وهكذا يستمر بدير فى التساؤل حتى تأتى جماعة الإخوان وتخطفه من قسم الشرطة، وتأخذه معها، ثم يتم خطفه من قبل كل فصيل مثلما حدث للشعب المصرى الذى كان يتعامل بحسن نية مع الفصائل والاتجاهات السياسية المختلفة، ولكنه عندما يكتشف خداعها وزيفها يتركها فبدير كان هو لسان حال الشعب المصرى الذى حدثت له حالة من التشتت ما بعد ثورة 25 يناير وحتى جاءه الخلاص مثلما جاء فى المسرحية بتدخل الجيش وحمايته للثورة التى أطاحت بالإخوان وبمرسى.
الفنان أحمد بدير يحيى الجمهور وبجواره مؤلف المسرحية محمود الطوخى والفنان فتوح أحمد وفريق العمل
المخرج شادى سرور صنع صورة بصرية مناسبة للحدث برغم المشكلة التى واجهته قبل العرض مباشرة فى الإضاءة لكنه بعيدا عن المشاكل التقنية فى العرض استطاع أن يصنع حركة مسرحية متتابعة وإيقاع سريع فى المشاهد الجماعية واختياره للمثلين كان موفقا والممثل محمد رضوان كان الأفضل فى العمل مع الفنانين فاطمة الكاشف ومحمد الصاوى الذى جسد شخصية الإخوانى بشكل كوميدى جدا استطاع أن يأخذ من كل الشخصيات الإخوانية التى ظهرت على الساحة ورسم لنفسه (كراكتر) مختلف ومتنوع ما بين المرشد والشاطر والبلتاجى وصفوت حجازى ولو تحدثنا عن الفنان أحمد بدير فسنجده هو الملك فى المسرح الذى يستطيع إضحاك المشاهد بأقل حركة أو كلمة ولكن يعيب أداءه فقط البطء فى بعض المشاهد فلو كان الإيقاع أسرع لكان أفضل.
مشهد يعبر عن حالة الاستقطاب السياسى
حضر المسرحية فى افتتاحها عدد كبير من النقاد والصحفيين ورؤساء التحرير والفنانين والرياضيين منهم الكابتن حسام حسن وشقيقه إبراهيم والفنان السكندرى عثمان محمد على والمخرج السكندرى جمال ياقوت ورئيس تحرير جريدة مسرحنا الناقد والشاعر يسرى حسان والدكتور حسن عطية الأستاذ بأكاديمية الفنون ومدير مسرح بيرم التونس الفنان على الوصال والفنان فتوح أحمد رئيس البيت الفنى للمسرح والمخرج والفنان ياسر صادق مدير المسرح الحديث والمخرج عادل حسان.
الكاتب محمود الطوخى والمخرج جمال ياقوت والناقد والشاعر يسرى حسان
الشقيقان حسام وإبراهيم مع المخرج شادى سرور والزميل جمال عبد الناصر
جانب من الجمهور الذى حضر العمل
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة