أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

«مشادة كلامية».. وتوك شو بجلاجل!

السبت، 04 أبريل 2015 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الكثير من برامج التوك شو أصبحت ثقيلة الظل أو مملة. انصرف المشاهدون عن السياسة وأصابهم الملل من الخبراء الاستراتيجيين وأصبحوا يفضلون البرامج الخفيفة والمنوعة والمثلثة، التى تقدم حاجات خفيفة، ومسلية بعيدا عن اللت والعجن. وخلال السنوات الأربع الأخيرة الناس تفرجوا على كل أنواع السياسيين والمحللين الاستراتيجيين والتكتيكيين فضلا عن كل أنواع النشطاء، السياسى والاجتماعى والاقتصادى والسياحى.

الخلاصة أن المشاهدين ملوا وضجوا من السياسة، والكلام المكرر والخبراء الذين يفتون فى كل شىء، من الحرب للطبيخ، ومن الانتخابات إلى علاج الكالو بالأعشاب. ناهيك عن أن ما يقدم هو وجبة واحدة فى أطباق مختلفة.

بعض صناع التوك شو توصلوا إلى اختراعات يجذبون بها الجمهور الهارب، وبأى ثمن، وبذل بعض المقدمين جهدا ليصبحوا كاركترات، يجذبون بها الجمهور. البعض يعمل «عجين الفلاحة»، والبعض الآخر يمارس خليطا من الزعيق، والخطابة وتعليم الجمهور ومعايرته بالجهل. منهم من يعمل نفسه أراجوزا ويخترع مشاهد مضحكة، أو مناظرات وقضايا ساخنة تثير الجدل وتشد الناس كالجنس والشذوذ، والدين. ناهيك عن «ماسورة» برامج فكاهية تعيد وتزيد، وبعضها يفتقد لخفة دم. ويضطر لتعويض ذلك إلى الإفيهات والإيحاءات الفجة.

طبعا هناك من يتفنن فى البحث عما هو مثير ومرعب عفاريت سحر وعبط «اوكى» أمراض نفسية «ياحبذا»، فضائح جنسية «ياريت» أو استدرار عطف المشاهد، على قصص مأساوية والبحث عن قصة تموت فيها الأم، ويتكهرب الأب، ويدمن الابن وتنحرف الابنة، لتكتمل الدائرة، المذيعة تتشحتف، والجمهور يمصمص شفتيه، ويعض على أنامله وينتف رموشه.

أما الاختراع الأسهل لجذب الجمهور هو تسليط الضيوف على بعضهم، والاتيان باثنين عصبيين جاهزين للملاكمة، ينط الواحد فى كرش الثانى، ويرش أحدهما الثانى بالماء أو يصفعه، فيرد الثانى باللكمات، وتصبح خناقة تشد المزيد من المتفرجين أو يتم نشرها على مواقع التواصل لتعويض انصراف الجمهور.
كان ومازال الاتجاه المعاكس صاحب السبق فى هذه النوعية من برامج الردح، التى تغذى ثقافة الكراهية وتثير النعرات الطائفية والسياسية، وبالتالى أصبح هم كثيرين لتعويض نقص الجمهور اختراع مشهد فيه تشويق صفعة أو شتمة أو صوت بالأنف والفم، خناقة يرتبها المذيع، بالاتفاق أو التسخين حتى يصفع الضيف مناظرة أو يتشابكان أو يتشاتمان ويتم نشر خبر عن «مشادة كلامية»، تروج بضاعة كاسدة، ليعرف من لا يعرف، واللى ما يشترى يتفرج.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

المشادات الكلاميه والصراخ اصبح سمه اساسيه فى مسلسلاتنا وافلامنا وحواراتنا اليوميه

وتبقى القضيه عالقه بدون حل

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة