أكرم القصاص - علا الشافعي

"الفصام"مش زى ما بتشوفه فى الأفلام.. المريض يصاب بالهلاوس وينعزل عن الناس ويشك فيهم أو يتهجم عليهم ولا يعترف بمرضه ويمكنه ممارسة حياته وعمله بالأدوية والعلاج النفسى.. والدراما شوهت صورة المريض والطبيب

السبت، 25 أبريل 2015 08:08 م
"الفصام"مش زى ما بتشوفه فى الأفلام.. المريض يصاب بالهلاوس وينعزل عن الناس ويشك فيهم أو يتهجم عليهم ولا يعترف بمرضه ويمكنه ممارسة حياته وعمله بالأدوية والعلاج النفسى.. والدراما شوهت صورة المريض والطبيب دكتورة سهير الغنيمى
كتبت أمل علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فلان يعانى من الفصام.. عبارة تتردد فى بعض الأعمال الدرامية وتخلق صورة ذهنية عند الناس عن هذا المرض النفسى ومرضاه قد تقترب أو تبعد كل البعد عن الحقيقة؟

فما حقيقة هذا المرض وأعراضه ومضاعفاته؟


أكدت الدكتورة سهير الغنيمى، أستاذ الطب النفسى بطب عين شمس أن الفصام يعد الأكثر شيوعا بين الاضطرابات الذهانية التى تتميز بعدة أعراض يمكن تفرقتها عن الاضطرابات العصبية وأهم صفاتها أنة قد يحدث اضطراب فى السلوك يؤدى إلى انعزال المريض وإهماله فى ذاته ورفضه التعامل مع الآخرين وتركه لعمله.

كما يحدث تغير فى شخصيته من عادات وسلوك يختلف كثيرًا عن شخصيته قبل الإصابة، وهذا كثيرا ما يؤدى إلى اختلاط الأمر على العامة وبعض وسائل الإعلام بوصفه انفصاما فى الشخصية وهو مصطلح غير موجود أساسا فى الطب النفسى ويستخدم لوصف اضطراب تعدد الشخصيات.

وقالت يحدث اضطراب فى التفكير وأسلوب التعبير عنه مع وجود الضلالات واضطراب فى الإدراك مع وجود الهلاوس.

مثل فقدان الاستبصار، وهو إدراك المريض لحالته فلا يشعر المريض بمرضه ويرفض العلاج إيمانا منه أنه لا يعانى من أى مرض.

أعراض المرض تؤثر على المريض وأهله أيضًا..


وأشارت أن الأعراض، التى تصاحب مرض الفصام العقلى لا توثر على المريض فحسب بل على أفراد أسرته والمجتمع المحيط به، وهى تؤدى إلى النفور منه لعدم فهم طبيعة الأعراض والاعتقاد أنها أحد السلوكيات غير المقبولة، التى يقوم بها المريض كشكه فى الآخرين أو سبابهم أو حتى التهجم عليهم، مما يؤدى إلى عزلة المريض أكثر وعزل أسرته عنه.

أهالى المريض النفسى قد يلجأون للدجالين


وأكدت أنه مع تطور المرض واكتشاف العائلة لحقيقته تبدأ رحلة الأمل وخيبة الأمل فى اكتشاف المجهول شيئا فشيئا، ويبدأ السؤال عن العلاج وفى كثير من الأحيان تخطئ عائلات المرضى النفسيين فى التوجه للجهات غير الصحيحة لتلقى العلاج كالدجالين، اعتقادا منهم أنه مس جن أو سحر، معتقدين أنهم يقدمون لابنهم أفضل ما يمكن أن يقدم آملين فى شفائه بشكل سريع ونهائى كم يوهمهم هؤلاء النصابون، مما يؤخر توجه المريض للطرق الصحيحة للعلاج وبالتالى يؤخر استجابته ويقلق من فرص تحسنه.

الفصام يختلف عن الأمراض النفسية الأخرى



وتقول الدكتورة الغنيمى: لاشك أن مرض الفصام يختلف عن بقية الأمراض النفسية فى آلية وسرعة علاجه، ولكن لا يعنى بأى حال من الأحوال استحالة تعافيه، فممارسته لحياته الطبيعة بالشكل الصحيح حتى ببقاء الأعراض المرضية من الممكن السيطرة عليها، وذلك من خلال تضافر عوامل منها سرعة اللجوء إلى الجهات الطبية المختصة وعدم تأجيل اللجوء إلى العلاج.
أيضا لابد من الالتزام بنظام العلاج الدوائى، والمراجعة الدورية والمستمرة للطبيب لمعرفة تأقلم المريض مع الدواء ومتابعة استجابته للدواء.

والتعاون وتطوير خطة نفسيةـ اجتماعية لمساعدة المريض فى إعادة الاندماج فى المجتمع وتطوير مهاراته.

استمرار المريض بالقيام بمهام حياته الاعتيادية مثل الاستمرار بالعمل أو الدراسة مع استقرار حالته.

وتطالب بضرورة تفهم المجتمع للمريض وعدم استفزازه من خلال نبذه ووصمة بصفات وكلمات مؤذية تدمر حياته دون اهتمام بمدى تأثيرها السلبى الكبير على حياة المريض، موضحة أن العائلة تلعب الدور المركزى والأهم فى تحقيق كافة هذه العوامل، وفى تحقيق عملية التعافى للمريض منوهة بأنه من المهم معرفة العائلة بالحقائق التالية حتى تساعد مريضها.. أن مرض الفصام هو ليس ذنب أحد وليس بسبب تقصير بالتربية، بل هو مرض عقلى له العديد من الأسباب ليس هنالك من سبب للخجل من مرض الفصام والابتعاد عن المجتمع.

معرفة المرض تساعد فى الشفاء منه..


وقالت إن الدراية التامة بطبيعة المرض وأعراضه يساعد كثيرا فى تقدم المريض ومتابعته فى العلاج واستقرار حالته فكل عائلة تستحق الحصول على المعلومات الكافية لتخفيف التوتر ومعرفة التعامل مع المريض.

وتنصح باتباع الخطوط الحديثة للعلاج باستخدام الأدوية المعروفة بالمضادات الذهانية الحديثة مثل الريسبيريدون، الأولانزابين، الكويتيابين، والزيبرازيدون وغيرهم لما لها من آثار جانبية عصبية عضلية طفيفة، وهى أيضا أكثر أمنا وتقوم بتحسين الأعراض السلبية التى تتمثل فى الانعزال وإهمال الذات والأعراض الإيجابية من ضلالات وهلاوس، وأيضا أى عنف مصاحب، كما يجب أن تعلم العائلة أنه أحيانا قد تستدعى حالة المريض الدخول لإحدى المصحات العلاجية للسيطرة على الأعراض واستقرار حالته، وهذا لا يعيب المريض أو العائلة لأنه كأى مرض آخر يعتمد دخول المريض للمستشفى حسب شدة الأعراض واستجابته للعلاج مع القدرة على التحكم فيه.

للإعلام دور فى تغيير الصورة الخاطئة عن كيفية علاج المرضى



وقالت من هنا تأتى رسالة الإعلام من عدم تخويف العائلة من دخول ابنهم للمصحات النفسية وادعاء أشياء لا تمت للحقيقة بصلة، خاصة أن من يبدعون فى الفن لم ينم لعلمهم أنه لكى يكتمل إبداعهم لابد من المعرفة حتى تكتمل الصورة وليس كما يصورونها مشوهة، وهذا ما يميز الإبداعات الفنية الأجنبية مقارنة بأفلامنا ومسلسلاتنا العربية، التى تحصر الدكتور ما بين بالطو أبيض وشزلونج والمريض النفسى متهيج ويفعل أشياء غريبة أو يهذى بأشياء غير مفهومة.. كم تم تصوير جلسات تنظيم إيقاع المخ فى أحد الأعمال الدرامية، وكأنها جلسات لعقاب المريض تعطى للمريض لتأديبه وليس لعلاجه ولم يعلموا أن هذه الجلسات تعد من العمليات الصغرى يقررها طبيب ويحضر المريض لها ويحضر طبيب التخدير لذلك أن دخول المريض المصحة ليس للعقاب وإنما للعلاج وللأسف بعد أن تم تحسين المشهد قليلا فى الآونة الأخيرة يخرج علينا المبدعون لتصوير المصحات مكان لإهدار حقوق المريض بكافة الأشكال.


موضوعات متعلقة..


- لمن ينادون بتقنينه.. "الحشيش" يؤثر على المخ ويسبب الهلاوس ويؤدى للخرف المبكر والانفصام والعجز الجنسى وتأخر الإنجاب وتدهور الكبد والنظر.. وتناوله مع التبغ يرفع خطر الإصابة بسرطان الرئة 20 مرة










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة