أكرم القصاص - علا الشافعي

عادل السنهورى

السلفية الليبرالية فى مصر

الأربعاء، 15 أبريل 2015 07:22 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ماذا يجرى فى عقول بعض المحسوبين على التيار الليبرالى فى مصر؟، هل التطرف الفكرى والمغالاة فى إصدار الآراء والفتاوى الدينية التى تسببت فى زرع الفتن، ونشر روح الفُرقة والتقسيم فى المجتمع المصرى منذ قيام ثورة يناير، وخلال فترة حكم الإخوان انتقلت عدواها إلى أنصار التيار المدنى، فراح بدوره يصدر فتاوى متطرفة تثير الفتنة والريبة والشك فى النوايا، وتورط الدولة الجديدة فى أزمات غير مسؤولة عنها، وفى غنى عنها فى تلك الفترة الزمنية الحساسة التى تعيشها مصر؟

ولنكن منصفين عندما نقول إن هناك تطرفًا من أصحاب التيار المدنى فى الهجوم على تيار الإسلام السياسى من السلفيين والإخوان وأتباعهم، إلى درجة عدم القدرة على التمييز بين الإسلام كدين وثقافة وهوية للمجتمع، وبين أفكار هذه الجماعات، وتختلط الأوراق والآراء بين ما هو سماوى، وما هو توظيف سيئ للدين.

والرسالة فى الأخير أن غلاة المتطرفين فى التيار الليبرالى، أو ما يمكن أن نطلق عليهم «السلفية الليبرالية» يصدرون انطباعات وتصورات خاطئة، بل خطيرة للبسطاء من الشعب المصرى المتدين بطبعه، ووفق فهمه لروح الدين وسماحته وبساطته، دون الاستغراق فى التفاسير والاجتهادات ورواة الحديث ونواياهم التى قد تضلله وتبعده عن مفهومه البسيط للدين وعباداته ومعاملاته.
الآن أصبح لدينا تياران للتطرف، أحدهما يدعى امتلاكه لناصية البيان والحقوق الحصرية للتحدث باسم الإسلام، والثانى يرى أنها فرصة بعد سقوط الإخوان للانتقام، والإجهاز على أفكار هذه الجماعات حتى لو اصطدم الانتقام بثوابت الدين، أو بعادات وتقاليد المجتمع المتدين بالفطرة، مثل دعوة «خلع الحجاب»، أو الهجوم غير المبرر وبخطاب إعلامى غير لائق، وبأحادية فكرية تحمل فى داخلها روح الكراهية ضد جانب من التراث الإسلامى، وفى فترات معينة.

المشكلة هنا أن الدولة الجديدة ستتحمل وحدها هذا العبث، فالتيار المدنى - شاءت أم لم تشأ - محسوب عليها، وبالتالى أى أفكار أو آراء تصدر عنه، خاصة ضد التيار الإسلامى، سيفسرها الإسلاميون وأتباعهم بأنها تعبر عن مواقف وآراء الدولة، وفى النهاية المستفيد الوحيد من شطحات الليبرالية السلفية هم جماعات الظلام والإرهاب والعنف لتبرير سلوكهم ومواقفهم ضد دولة 3 يوليو.

لا أريد أن أستعين بالقصة الشعبية الشهيرة عن حكاية الدب الذى قتل صاحبه عندما أتحدث عن تطرف بعض أنصار التيار الليبرالى، لأنه يبدو أن الشبه ليس بعيدًا كثيرًا.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة