بالصور.. "حجر الأساس" يخلد تمجيد المصريين لرؤسائهم من الحكم إلى الممات

لا يتعدى طولها "متر فى متر"، ولكن تأثيرها عظيم، هى أول ما تراه عند دخولك لأى مشروع حكومى، وهى أيضاً آخر ما تراه عند خروجك من مقابر الملوك والرؤساء، إنها قصة لا تنتهى من تمجيد المصريين لرؤسائهم وملوكهم، نقشت بحروف الذهب والحبر على قطعة رخامية صغيرة، وانتقلت من عصر لآخر تحت اسم "حجر الأساس"، وكم من مشروع فى مصر وُضع له حجر الأساس، ولم يكتب له رؤية أى أحجار أخرى.

حجر أساس جامعة محمد على فى أسيوط وقد نقش عليها اسم محمد على باشا

حجر الأساس ليس كأى حجر فهى عادة فرعونية قديمة توارثها المصريون جيلا بعد جيل، وتفننوا فى تغييرها ونقشها حسبما يرضى الملك أو الرئيس الجالس على كرسى الحكم من فترة لأخرى، القصة تبدأ مع الملكة حتشبسوت التى حرصت على نقش اسمها على كل معابدها، ولكن بعد تولى تحتمس الثالث حرص على محو اسمها ونقوشها من على كل معابدها.

حجر أساس فى عهد الملك يجمع بين اسم الخديوى إسماعيل والملك فاروق الأول

ومن الفراعنة للملوك حيث حرص الخديو إسماعيل والملك فاروق الأول على نقش اسمائهم على جميع المبانى والمشاريع التى بنيت فى عهدهم، وعلى عكس الفراعنة كان ملوك مصر يحرصون على ذكر اسم الملك الذى بدأ فيه المشروع واسم الملك كذلك الذى تم استكمال المشروع فيه على اعتبار أنهم جميعًا من عائلة واحدة.

عبد الناصر والبابا كيرلس أثناء وضع حجر أساس للكتدرائية

ومع ثورة 23 يوليو ظهر مفهوم جديد لأحجار الأساس، وتم محو اسم الملك فاروق الأول من على العديد من أحجار الأساس، ووضع اسم الرئيس محمد نجيب والزعيم جمال عبد الناصر بدلاً منها، واستقرت الأسماء المنقوشة لفترة ليست بطويلة فى عهد السادات.

أحجار الأساس فى عهد عبد الناصر

وفى عهد مبارك أتيح لأحجار الأساس ولأول مرة أن تبقى على أكثر من ثلاثة عقود متصلة، فباتت جملة "تم افتتاح هذا المشروع فى عهد الرئيس حسنى مبارك" شعار محفوظ فى كل مكان وبأى مؤسسة حكومية.

ومرت مصر بمرحلة محو أخرى لأحجار الأساس بعد ثورة 25 يناير، حيث انتشرت حالة من النفور العام من اسم مبارك لدرجة أن العديد من الحركات الثورية طالبت بمحو اسم مبارك من على كل مشروع أو لوحة تنطق بما لا تشتهى الأنفس فى ذلك الوقت ولكن حكما قضائيا صدر برفض محو اسم "مبارك " مطالبًا بإعادة الاسم فى أى مكان تم محوه منه.

جملة تم افتتاح هذا المبنى فى عهد الرئيس مبارك تم نقشها على كافة المبانى الحكومية

ومن تحول كبير لتحول أكبر، فقد شهد عصر الرئيس المعزول "محمد مرسى" عددا أقل من أحجار الأساس، حيث لم تشهد هذه الفترة افتتاح العديد من المشاريع القومية، وهناك مشاريع عديدة لم يتم حتى ا

عصر محمد مرسى شهد عددا قليلا من أحجار الأساس

وبالرغم من قصر المدة الزمنية التى قضاها الرئيس المؤقت "عدلى منصور" إلا أن هناك العديد من أحجار الأساس التى مازالت تحمل اسمه فى المشاريع القومية، منذ بداية توليه وحتى الآن، ليأتى من بعده عصر الرئيس "عبد الفتاح السيسى" حاملًا عهده العديد من أحجار الأساس والمشاريع القومية التى تم افتتاحها فى الفترة الحالية.

عدلى منصور شهد عصره عددا كبيرا من أحجار الأساس مقارنة بالمدة الزمنية التى قضاها

وأيًا ما كانت فترة الحكم التى قضاها أى حاكم مصرى على كرسيه أو الثورات، والتقلبات التى تمت ضده، تبقى أحجار الأساس الحقيقة المؤكدة الوحيدة فى حياة وممات الملوك والرؤساء، فهم يرحلون وتبقى أحجار الأساس تنطق بحكاياتهم على مر التاريخ، وتصاحبهم من بداية جلوسهم على العرش وحتى آخر حجر أساس فى قبورهم، والذى ينقش عليه "هنا يرقد الرئيس المصرى فلان الفلانى" .

أحجار الأساس شاهد على عصر الرئيس السيسى