فى الصعيد.. أمهاتنا حائط الصد الأخير والحزن سارق البهجة

السبت، 21 مارس 2015 04:02 م
فى الصعيد.. أمهاتنا حائط الصد الأخير والحزن سارق البهجة حزن الأمهات فى الصعيد
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قلب الأم إن صابه الشوق يا بوعيد ..
يبقى أسخن من رمل القيالة لما يقيد
يبقى عش خراب بيسرخ على طيره ..
 
 
تتغير كل الأشياء المحيطة بنا فى العالم ويفقد الصعيد سمته الانغلاقى ويدخل فى حيز الاستهلاك التكنولوجى، ويصبح غارقا فى تنوع النغمات، وتعدد القنوات الفضائية واختلافها وتتنوع الأزياء ويفقد المكان جزءا من شكله، لكن تظل "الأم" الصعيدية بابتسامته المخفية فى قلبها عندما يفعل ولدها ما يعجبها، هى فقط تبتسم حتى لا يحسد الآخرون ما أسعدها، وتظل يفجهعا الحزن ويفطر قلبها ويدق أوتاده السوداء فى روحها عندما يصيبه مكروه، ربما الأمهات فى كل العالم يشعرن بالإحساس نفسه، لكننى ما زلت أرى الأم الصعيدية الأكثر حزنا.
 
الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى ذكر أن أمه "فاطمة قنديل" قالت له ذات مرة، يا عبد الرحمن أريد أن أعيش ليس رغبة فى الحياة ولكن حتى لا تقلق أنت وتقول بأن أمى ماتت إذن أنا سأموت، ولكن أريدك أن تقول، أمى ما زالت على قيد الحياة، لذا ما زال أمامى متسع من الوقت".
هكذا "أمنا" الصعيدية موتها وحياتها لا تعنيان لها شيئا إلا بقدر ما ينعكس علينا نحن الأبناء، بهجتنا بهجتها وحزننا حزنها، وما زلنا مع الخال عبد الرحمن الأبنودى، والحديث عن الأم لحزينة، ففى ديوان "أحمد سماعين.. سيرة إنسان" نجد "نوارة" أم صديقه "جودة" الذى مات فى ليلة العيد، وبينما هى توقد النار على "لحمة "العيد" كان "سير" ماكينة الطاحون يطيح به، وتتحول هى إلى "لنضة فى بير" وتصبح الهم الدائم لأحمد سماعين فى صورة تقليدية للمرأة الحزينة "الجالسة طوال الوقت تبكى وتحزن،ليس لها مستقبل بعد موت "وحيدها" تعيش فى ذكرياتها ليل نهار، لا تتذكر سوى الدمع الذى يرسم حياتها، تذوى ولا يستطيع أحد أن يقدم لها شيئا لأن علتها هى "الفقد" وأنت القارئ تبكى لبكائها، وتحزن لحزنها.
 
أما فى ديوان "جوابات حراجى القط" الذى يؤرخ بصورة فنية للأحدث فى مرحلة معينة هى فترة بناء السد العالى، فنجد "أم على أبو عباس"، التى يبكيها الحزن والفرح، تناشد الجميع أن يرسل لها على أبو عباس خطابها كى تطمئن عليه، فترسل فاطنة أحمد عبد الغفار زوجة "حراجى" خطابا تقول فيه:
 
 
 
 
 
وأم (( على أب عباس )) مشغوله عليه/ بدرى ما راسلهاش ليه؟/ أهى طول اليوم .. قاعده على العتبة إيد على خد/ وما سكة عود قش بتبكى وتخطط فى تراب الدرب/ طمنا عليه يا حراجى يرضيك المولى/ وإذا كان عال وف خير/ الضحك مع الجدعان .. ولا رساله لامه المشغوله أولى؟/ قلب الأم إن صابه الشوق يا بوعيد/ يبقى أسخن من رمال القيالة لما يقيد/ يبقى عش خراب بيسرخ على طيره/ وعلى أب عباس عارف أمه/ مالهاش فى الدنيا غيره/ وإمبارح كانت وسط الحريمات/ قاعده تمسح دمعتها .. ف طرحتها وتقول: اللى مانعنى من الموت / اليوم اللى أشوف "على" فيه متهنى وفاتح بيت/ يومها أقول للدنيا ضحكت عليكى/ خلاص غورى
 
 
 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة