وزير الثقافة المغربى السابق: لا أقرأ روايات بها أخطاء لغوية

الإثنين، 16 مارس 2015 06:23 م
وزير الثقافة المغربى السابق: لا أقرأ روايات بها أخطاء لغوية بنسالم حميش
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الكاتب المغربى، بنسالم حميش، وزير الثقافة السابق، إنه لا يقرأ أى رواية يجد فيها أى خطأ نحوى أو لغوى، وأنه إذا ما وجد فى بداية قراءته لأى رواية خطأ واحد يقوم بإغلاق الرواية قائلاً لمؤلفها: "مع السلامة"، مضيفًا: للأسف الشديد هناك بعض الكتاب يكتبون بـ"أرجلهم"، ولا يعطون أى اهتمام للغة أو الأدب، وهو الأمر الذى لا يجعله يقرأ لهم مرة ثانية، أو يكمل قراءة الكتاب، مشددًا على أنه من أشد المؤمنين بأن الكاتب هو لغته، وليس إلا.

جاء ذلك خلال الندوة التى عقدت مساء اليوم، الاثنين، ضمن فعاليات الدورة السادسة لمؤتمر الرواية العربية، فى المجلس الأعلى للثقافة، وتحدث فيها كل من الكاتب ناصر عرق، والدكتورة أمينة زيدان، والكاتب المغربى بنسالم حميش، وزير الثقافة السابق، والكاتب هيدرا جرجس، وأدار الندوة الكاتب خيرى دومة.

وقال بنسالم حميش إن من أهم المهام الملقاة على عاتق الروائى العربى فى عهدنا هذا هو أن يكون فى طليعة القيمين على حماية اللغة العربية وتطويرها، وله فى هذا مسئولية وأى مسؤولية! ذلك أن اللغة فى عمله الإبداعى هى وعاءُ هويته وذخيرته الحية، وهى بوتقة حساسيته ومشاعره ومداركه. فى عالم الجماد والنبات والحيوان والإنسان، بها يسمى ويصوِّر، بها يقطِّع ويُركِّب، بها يحرِّك ويوقِّع.. هذه اللغة المهدَّدةُ، التى تروم جهات مهيمنة وأخرى عرقية إيهانها وتحويلها إلى عُملة بخسة، تظلُّ، رغم ذلك كله، لازقةً بجلده وجوارحه. والعلة أنها كانت فى الماضى وحتى عهدٍ قريب لغةَ ثقافة كبرى وذاكرةً وهَّاجةً ثرية، ولعللٍ أخرى عزيزةٍ شتى.

وأضاف بنسالم حميش: اللغة من الروائى حتى النخاع وإليه، وهى ليست مجرَّد وسيلة تعبيرية فى خدمة غاية مضمونية ما، بل هى فضاء فى حد ذاته، شديد التعالق بعالم النفس والإدراك؛ إنها فضاءُ الكلمات التى تأتى معها الأشياء إلى الوجود، وحتى المقولات والمفاهيم الذهنية الخالصة؛ واللغة أيضًا ليست مجرد أداة قابلة للسلف والاستعارة، فالإنسان لا يحب إلا بقلبه، ولا يواقع ويَنْسل إلا بطاقته الذاتية، وفى كل هذا لا تفويض ولا إنابة. ومثلما الحال مع المنافسات فى الألعاب الأولمبية، تجرى الكتابات الإبداعية تحت ألوان لغاتها. لذا يشعر كل كاتب حق أن لغته هى موطنُه ومستقره ومأواه فى الأرض محيط حياته، ويتفرع عن ذلك مجمل الجواذب والانخراطات. لذا صدح الراحل محمود درويش: "أنا لغتى".

ورأى وزير الثقافة المغربى السابق أن الكتابة الإبداعية حملٌ جوانى مديد، واختمارٌ شائكٌ عصيب، تليه وقتَ الوضع هزاتٌ وفوراتٌ وجدانيةٌ متناغمةُ الانسكاب والإيقاعِ والكثافة. وعليه فإن الروائى المبدع لا يستحق صفته إلا إذا تدرب على حرث حقولٍ ثقافية شتى، بين شعلِ الشوق ووهجِ الإشراقات، وأنجزَ فيها بلغته تحفًا ذاتَ جمالية متجردة، نابضة بجدةٍ حيَّةٍ غيرِ مألوفة. إنه إذا ما واجهته المواد السريعة الطبخ والتلاشي، نأى بنفسه هاربًا منها، كأنـما هى وباء أو من طوالعِ الشؤمِ الجارح. ترياقه الأنجعُ والأبهى: فِكَرٌ نزَّاعةٌ إلى بواطنِ الأشياء والمدى، تعشُّقٌ للأقواتِ الروحية فى الإبداعاتِ المتحاورةِ عبر الأزمنة والأمكنة، اشتغالٌ فرحٌ بطعمٍ للمطلق ملءَ الحواس والرأس؛ هذا كله وسواه هو ما قد يحفِّزُ الروائى الحق على فعلِ الإجادة باطراد، وقياسِ قوةِ منتوجه بحيويةِ المفهوم وجذريةِ الرؤية والأسلوب.

- واسينى الأعرج: "سيرة المنتهى" وقوف بين حيرة ابن عربى وخوف دانتى










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة