الجامعة العربية المرتبكة

الأربعاء، 11 مارس 2015 10:01 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يكن مفهوما أن تدعو جامعة الدول العربية وزيرة خارجية السويد مارجو والستروم، للتحدث أمام اجتماع وزراء الخارجية العرب أمس الأول الاثنين، وهى تعلم أن هناك اعتراضا من دولة عضو فى الجامعة على وجود الدبلوماسية السويدية، على خلفية الأزمة القائمة بينها وبين السعودية بعد الكلمة التى ألقتها والستروم أمام البرلمان السويدى، حول عقوبة جلد المدون رائف بدوى.

لم يكن مفهوماً أن تتجاهل الجامعة العربية هذا الخلاف السعودى السويدى، وتبادر للإعلان عن مشاركة الوزيرة السويدية، دون أن تحاول استطلاع آراء الدول الأعضاء فى الجامعة العربية حول هذه المشاركة، لنصل فى النهاية إلى مآزق شديدة وضعت فيها الجامعة كل الدول العربية، لأن الوزيرة السويدية حضرت إلى القاهرة، لكن فجأة وجدت نفسها غير مرحب بها، وأنها لن تلقى كلمتها أمام الوزراء العرب والتى كان مقرراً أن تؤكد خلالها تضامن السويد مع القضية الفلسطينية، والذى تجلى فى اعتراف السويد بالدولة الفلسطينية فى خطوة أغضبت إسرائيل.

من حق السعودية أن تدافع عن نفسها، ونحن معها فى رفضها التدخل الخارجى فى شئونها الداخلية، لذلك فإننى لا أرى أية مسالب على موقف السعودية، حينما اعترضت على وجود وزيرة الخارجية السويدية فى الاجتماع الوزارى العربى، وهذا موقف يجب أن يكون محل اعتبار من جميع الدول العربية، لأنه يؤسس لقاعدة مهمة فى الرد بقوة على التدخلات الغربية فى شئوننا الداخلية، لكن المشكلة الأساسية فى الجهة التى طلبت وجود وزيرة خارجية السويد، وهى بالطبع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، التى يبدو من هذه الواقعة أنها منفصلة تماماً عن الواقع العربى، لدرجة أنها ليس لديها إلمام بطبيعة الأزمة الدبلوماسية بين السعودية والسويد، ودعت مارجو والستروم لتتسبب فى أزمة ليس طرفها هذه المرة السعودية فقط وإنما كل الدول العربية.

ما حدث أمس الأول يعبر عن حالة الارتباك التى تعيشها الأمانة العامة للجامعة العربية، وكأنها تعيش فى جزيرة منعزلة عن الفكرة الأساسية التى من أجلها تأسست الجامعة، وهو ما يدعو للانتباه إلى ما يحدث داخل الجامعة حتى لا تتكرر مثل هذه الأخطاء الدبلوماسية الكارثية.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة