الشاعر العربى الكبير أدونيس فى معرض الكتاب: إذا ذهبت مصر ذهب العرب..الثقافة العربية تعلمنا الكذب والنفاق والمثقف لا دور له.. و الأنظمة متناقضة وليس لدينا مشروع عربى لمواجهة التطرف الدينى

الأربعاء، 04 فبراير 2015 07:12 م
الشاعر العربى الكبير أدونيس فى معرض الكتاب: إذا ذهبت مصر ذهب العرب..الثقافة العربية تعلمنا الكذب والنفاق والمثقف لا دور له.. و الأنظمة متناقضة وليس لدينا مشروع عربى لمواجهة التطرف الدينى أدونيس
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الشاعر العربى الكبير أدونيس، إنه إذا ذهبت مصر، ذهب العرب، وبهذا القلق، وبهذه الروح، اسمحوا لى أن أبدأ لقائى معكم، لأقول بعض الأفكار التى ربما تعرفون منها شيئًا فى كتاباتى السابقة، لكننى أحب أن أكرر بعضها فى مثل هذه اللقاءات، ومثل هذه المراحل التاريخية.

جاء ذلك خلال اللقاء الفكرى للشاعر السورى الكبير أدونيس، فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، والذى عقد فى القاعة الرئيسية، وأدار اللقاء الدكتور أحمد مجاهد، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، ومدير معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ46.

وأضاف الشاعر الكبير، إن حداثتنا العربية وراءنا وليست معنا اليوم، إلا إذا غيرنا مسار عملنا وتفكيرينا، وسألنا أنفسنا كيف حدثت التغيرات الفكرية قديما، ولم تحدث الآن، ولا أعتقد أن هناك إمكانا لتجديد الدين، وكل تجديد للدين هو دين جديد، ولكن من الممكن أن نغير تأويلنا، فكل تأويل هو تقويل للنص، فتأويل النص هو أن نفرض عليه أن يقول شيئًا، ثم إن أى نص مهما كان عظيما إذا مر فى عقل صغير، فإن هذا النص يصغر، والعكس صحيح.

وأصاف أدونيس، القراءات والتأويلات التى حدثت فى الثقافة العربية، وبشكل خاصة فى إطار الأفق الدينى، واليوم وصل هذا التأويل لأن يختصر 150 آية من آيات القرآن الكريم، وهى الآيات المتعلقة بالنكاح، والطقوس الدينية، وجميع الآيات المتعلقة بالتدبر والنظر فى العالم وخلق مناهج جديدة ليست موجودة لدينا، ولا نستغرب إذا أننا لا نجد بين مليار ونصف المليار نسمة اليوم لا نجد مفكرًا واحدًا، ولا شاعرًا واحدًا، ولا فيلسوفًا واحدًا عظيمًا معاصرًا إسلاميًا يمكن أن نضعه إلى جانب سارتر مثلاً، وإنما نجد فقهاء فقط، وأيضًا للأسف ليس لديهم ما يقدمونه إلا إعادة ما قدمه القدماء، ولهذا أعود وأقول أنه لا تجديد إلا بالقطيعة.

وتساءل الشاعر الكبير، ما هو المشروع العربى للوقوف اليوم أمام التطرف الدينى، ماذا تقدم الأنظمة، تلك الأنظمة التى تقف على شاطئ واحد ضد ما تسميه تطرف، ولكنها فى حقيقتها متناقضة، وليس لديها أى مشروع.

وقال أدونيس لا نزال ثقافيًا فى ثقافة الإمبراطورية العربية المتعلقة بثقافة الغزو والفتوحات، والإنسان العربى اليوم، لم يعد يكتفى بالتسامح، أو يريد المساواة، وهى ثقافة القرون الوسطى، وليس هناك إسلام حقيقى، أو غير حقيقى، وقد يكون هناك مسلمون معتدلون، أو متطرفون، لكن الإسلام واحد لا يتجزأ، واليوم، هذه اللغة أوصلتنا إلى ما يسمى بالتكفير، وإلى ما نعيشه ونشهده، بحيث أصبح النقاش حول الإسلام الصحيح، أو غير الصحيح، هو السائد، وهذا من أخطأنا الكبرى.

وأضاف أدونيس، إن ما نشهده اليوم من جماعات إرهابية إنما هو استمرار لتاريخ طويل وعنيف ودام فى التاريخ الإسلامى، فهؤلاء لم يتنزلوا علينا من السماء، ولمن يعرف هذا التاريخ، فمنذ تأسيس الدولة الإسلامية الأولى، لم تنقطع الحرب العالمية الإرهابية، والإرهاب اليوم ليس إلا تنويعاً جديدًا عن الإرهاب القديم.

وقال أدونيس، إن تاريخنا للأسف هو تاريخ السلطة، والسلطة العربية لم تفكر يومًا فى تغيير المجتمع، وإنما فكرت فى كيفية الحفاظ على السلطة.


واضاف، أن الثقافة العربية لا تعلمنا إلا الكذب والنفاق وأن المثقف على الرغم من جهده إلا أنه لا دور له، لأنه لو كان ذلك لأصبح الكثيرين منهم آئمة لنا، ولهذا فلا يكمن أن نفعل شيئًا إلا بالقطيعة.

وأضاف أدونيس، نحن جماعات تعيش على ما يقوله السلف، وبداخل كل منا شخيصتان، الأولى تلبس وتأكل وتسافر وتعيش حياتها، ولكن نرفض فى وعينا ولاوعينا الأسس التى أدت إلى هذه الاكتشافات، نعيش فى عالم، ونفكر فى عالم آخر، نحن شعب منشطر الشخصية، نعيش فى زمن الثورات، ولكن جيمعاً نفكر بأن الآخر هو المخطئ، ولهذا فلا يوجد لدينا أدب اعترافات، لأن العربى يولد ويكبر ويموت معصومًا عن الخطأ.

وقال أدونيس، الثورة الحقيقة هى أن نثور على أنفسنا، وعندما يحدث ذلك، نفكر فى الآخر، وفى أنفسنا، ودون ذلك، سنظل نأكل بعضنا بعضنا، فإن أعظم معلم للإنسان هو نفسه، فأنا أكره الوعظ، والإرشادات، فالثقافة العربية السائدة هى ثقافة لا تعلم إلا الكذب والنفاق والرياء، وإذا كانت الرقابة، كما لا يوجد فى أى بلد فى العالم، هى جزء عضوى فى المجتمع العربى، وليست فقط رقابة أهل السلطة، نحن أى منّا، وأنا أضرب مثلاً بنفسى، فأنا لا أستطيع أن أقول ما أفكر فيه، وإذا قلت فأقول بعض منه لا كله، وهذا لو حدث يكون فى غرفة مغلقة على عدد محدد من الأصدقاء.


وأكد أدونيس، لا مفر لنا من الديمقراطية، لأنه بدونها لا حرية ولا حقوق ولا مساواة للمواطنين القائمين على المساواة الكاملة، وعلمنة المؤسسة هذا ما يجب أن نناضل من أجله.

وتابع، إنه إذا أردنا أن نتخذ عدة خطوات من أجل التجديد، فعلينا أن نفكر فى تأسيس اتحاد عربى علمانى تكون مهمته هو قراءة الموروث الدينى والتاريخى، وإن القراءة السائدة للدين، هى أول ما يجب أن نحدث معه قطيعة، ونحن نتجه إلى التجديد، فالقراءة الحالية لا تفعل شيئًا إلا أنها تحول القارئ إلى جلاد، لتصبح قراءة داعية للتأمل والتجديد، ومع احترامى الكامل لكل المتدينين وأنا غير متدين، فإنه فى حالة إذا ما حاول هذا المتدين أن يفرض تدينه على فأنا أرفضه.

وقال أدونيس، إننى لا أعتقد أن الرسالات الدينية نزلت لتقيد البشر، وإنما نزلت لتحرر البشر، فالإسلام رسالة لا دولة، فلا يوجد هناك أى نص على أن الإسلام أو الدين دولة، والرسول تحدث عن كل شىء حتى الأشياء الخصوصية للإنسان، ولكنه لم يتحدث ولا مرة عن أن الدين الإسلامى دولة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة