لو تكلمنا عن الإبداع بكل صدق لاحتجنا لمئات المقالات بل المؤلفات لأنه محور كل عمل أدبى ناجح.
الإبداع فى مفهومه العام عبارة عن إضافة الجديد لعالم الفكر لم يكن موجودا من قبل أى خلق فنى أو أدبى بوجه عام، وإن كان للأدب نصيب الأسد فى هذا المفهوم بوجه عام.. ولكن من الملاحظ أن الإبداع له ناسه كما أن النقاد فى كثير من الأحيان فى عالم آخر بعيدا عن أصول النقد وأسسه وقواعده وهذا هو مكمن القصور الذى يواجهه أغلب المبدعين الشباب، فإننا بحق أمام مشكلة التقييم النزيه والجاد لكل عمل أدبى يطل علينا من خلال ما تجود به قرائح المبدعين.
لقد لاحظت أن بعض النقاد يحتفون بالكاتب دون العمل ذاته محور التقييم، حيث إن المصالح الشخصية تحسم فى كثير من الأحيان على نتائج الفحص وتلك هى الفاقه الكبرى التى تعانى منها الحركات النقدية فى عالمنا العربى.
ومن الملاحظ أن بعض الأعمال الأدبية الجديرة بالتقدير لا يلتفت إليها لسبب فى غاية الغرابة فى كونها صدرت عن مؤلف شاب، ومن أنها أول عمل له مع أن كثيرا من الأعمال لكبار الكتاب لم تصل لهذا المستوى الإبداعى المنوه عنه.
ويجب على الناقد أن يكون متسلحا بأصول وقواعد النقد بدراسات عميقة حتى يسهل عليه التفرقة بين عمل وآخر.
إن أجهزة الإعلام عموما بعيدة كل البعد عن المبدعين، فالمبدع فى واد وهى فى واد آخر.. وهذا ما يجب أن نلتفت إليه ورجال الإعلام .. لعلنى أضفت جديدا عن قضية كل ساعة وغياب النقد النزيه عن حياتنا.
