حسين رمضان عويس يكتب: الغذاء والغلاء والتحرك المطلوب

الخميس، 31 ديسمبر 2015 04:06 م
حسين رمضان عويس يكتب: الغذاء والغلاء والتحرك المطلوب سلع

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الإنسان كائن استهلاكى بطبعه، ومن أولوياته فى الاستهلاك الغذاء، حيث هو مصدر البقاء والطاقة التى يحتاجهما الإنسان لبقائه حياً، ومن هنا تأتى أهمية الغذاء للإنسان. ومن حكمة المولى عز وجل تنوع مصادر الغذاء وأنواعه فهناك الغالى والرخيص والمتوفر والنادر. فالإنسان الفقير يستطيع توفير غذائه طبقًا لدخله، والغنى يختار غذاءه مما لذ وطاب وغلا ثمنه.

ولكن ارتفاع الأسعار أصاب الفقير بحسرة فأصبح عاجزاً عن توفير الغذاء اللازم له ولأسرته. واستمر مسلسل ارتفاع الأسعار دون توقف. ووقفت الحكومة عاجزة أمام هذه الظاهرة تحاول ليل نهار كبح جماح هذه الأسعار دون جدوى، وحاولت توفير سلع تموينية بأسعار رخيصة للمواطنين ولكنها لم توقف جنون الأسعار. وحاولت مؤسسة الجيش توفير السلع للمواطنين بأسعار رخيصة لكن أسعار السوق لم تنخفض. فما هى أسباب هذا الارتفاع الجنونى فى الأسعار والسر الكامن فى فشل هذه الآليات فى خفض الأسعار؟
وللإجابة عن هذه التساؤلات لابد من طرح بعض الأمور حتى نستطيع تفهم هذا الوضع.

أولاً: الغذاء صناعة لها مدخلات ومخرجات، فلا جدوى من تخفيض سعر المخرجات دون المدخلات، فعلى سبيل المثال اللحوم هى المخرج والمنتج النهائى لتربية الماشية فكيف أطالب بتخفيض سعر اللحوم دون تخفيض تكاليف التربية أى المدخلات كالعلف والسلالات والرعاية البيطرية. فإن تم تخفيض تكاليف هذه المدخلات انخفض المخرج النهائى. ولكن إن أجبرت السوق على العكس أى بتخفيض سعر اللحوم دون مدخلات الصناعة لتوقفت هذه الصناعة وأحجم مربى الماشية عن تربيتها حتى لا يتكبدون خسائر مادية.
ثانيا: دعم الفلاح حتى يستطيع مواجهة صعوبات الزراعة وتربية الماشية . ويكون الدعم بتوفير تأمين صحى له ولأولاده وتوفير تأمين اجتماعى شامل له.

ثالثا: كسر احتكار الكبار لسوق الغذاء ودخول الدولة كمنافس قوى فى السوق وذلك مثل استيراد السلع ومدخلات صناعة الغذاء.

رابعا: توفير بدائل غير تقليدية فمثلاً توفير أكشاك تابعة لوزارة الزراعة فى كافة المحافظات لتقديم منتج جيد ورخيص للمواطن وتدخل هذه الأكشاك بديلة لتجارة التجزئة.

كما يمكن لوزارة التموين أن توفر سلع بالجملة للمحلات الصغيرة بسعر تنافسى مما يشجع على خفض الأسعار . ومما سبق نستطيع القول بأن توفير الغذاء مشكلة يمكن التغلب عليها بتضافر جهود مؤسسات الدولة المختلفة مجتمعة. وعندها فقط يلمس المواطن نتائج ذلك.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة