أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد إبراهيم الشريف

هيروشيما فى مصر

الأربعاء، 23 ديسمبر 2015 10:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كلنا يعرف مدينة هيروشيما اليابانية، ويعرف مأساتها ومعانانتها، ونتذكر ما فعلته الحرب العالمية الثانية والقنبلة الذرية الأمريكية التى ألقيت على هذه المدينة فى أغسطس 1945، وتسببت فى مقتل 140 ألف إنسان فى هذه المدينة المكلومة، بما يعتبر سبة فى حق الأمريكان لأبد الدهر، بل وسبة فى حق الإنسانية جميعها، هذه القنبلة التى صحبتها قنبلة أخرى ألقيت على مدينة نجازاكى جعلت اليابان تعلن استسلامها فى الحرب بلا قيد أو شرط، لكن مدينة هيروشيما واليابان كلها خرجت بعد ذلك عن طريق العلم من رماد الاحتراق، وعادت مرة أخرى للحياة.

أقول هذا الكلام بمناسبة وجود وفد من مدينة هيروشيما فى مصر لعقد بعض الاتفاقيات مع مؤسسات مصرية ثقافية وتعليمية وسياحية وجامعية وأثرية ونسأل: فما الذى يمكن أن يعنيه ذلك لنا؟

معروف للجميع أن مصر تخوض حربا ضد الإرهاب، لكن عليها أن تدرك أن ذلك ليس نهاية العالم، فالإرهاب مهما تكن قسوته فلن يكون فى عنف ما حدث لـ«هيروشيما»، لذا علينا أن نتعلم من الدرس اليابانى فى النهوض مما هو أصعب وأشرس، فهيروشيما لم تظل تندب حظها ولا تبكى مأساتها، وها هى بعد 70 عاما على كارثتها تصبح درسا نتعلم منه.

الدرس الثانى نفهمه من خطة وفد هيروشيما فى مصر، حيث التقى وزير الآثار وقام بزيارة أهرامات الجيزة والمتحف الكبير ومركب خوفو وعقد برتوكول تعاون مع محافظة الجيزة واتفاقية مع جامعة القاهرة، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن ما يحدث مع المتحف الكبير وترميم مركب خوفو درس آخر على مصر أن تتعلمه، فالمعروف أن اليابان والمتمثلة فى شركة الجايكا تسهم بشكل كبير فى عملية نقل الآثار من المتحف المصرى للمتحف الكبير، وتخصص منحة لترميم الآثار ومنها «مركب خوفو الثانية»، والمتابع لهذه الأخبار يعرف أن اليابانيين لا يفوتون شهرا واحدا إلا ويأتى المسؤولون لمتابعة الأمر ومتابعة العمل فيها، ومعرفة ما تم إنجازه حتى الآن بما يعكس طريقة التفكير العلمية التى يفكرون بها، فهم قد أسهموا ماليا فى هذا المشروع، وبالتالى فهم يريدون أن يعرفوا أين ذهبت هذه الأموال ويرون أثرها بأم أعينهم، وذلك حتى يقدموا تقارير لشعوبهم تكون مضبوطة ومعروفة ومتحققة.

الدرس الثالث يكمن فى أن كلنا يذكر جملة «إهداء من الشعب اليابانى» المكتوبة على عربات المترو التى أهدتها طوكيو لمصر، وبالتأكيد فإن اليابان قد طلبت كتابة هذه الجملة، وكانت تعرف المردود الإيجابى الذى ستتركه على الشعب المصرى التى ستتمثل فى تعامله مع الشعب اليابانى.

إن وجود وفد هيروشيما فى مصر تجربة فريدة لو تمت قراءتها ثقافيا سنخرج منها بأكثر من درس، حيث كان علينا الاتفاق مع الوفد الذى زار جامعة القاهرة بأن يلتقى بالطلاب، ويحدثونهم عن تجربتهم، وكيفية الانتصار فيها، فأبناؤنا الذين يبدأون حياتهم فى حاجة لهذه النماذج.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة