"حرب الكاميرا".. البنادق والصواريخ خرجت من الخدمة.. الجيل الرابع من الحروب يستخدم تكتيكات إعلامية متطورة لنشر الفوضى.. ويستهدف ضرب الاقتصاد وإفشال الدول.. خبير عسكرى: "داعش" نموذج عملى لحروب المعلومات

الإثنين، 21 ديسمبر 2015 02:19 م
"حرب الكاميرا".. البنادق والصواريخ خرجت من الخدمة.. الجيل الرابع من الحروب يستخدم تكتيكات إعلامية متطورة لنشر الفوضى.. ويستهدف ضرب الاقتصاد وإفشال الدول.. خبير عسكرى: "داعش" نموذج عملى لحروب المعلومات داعش – صورة أرشيفية
كتب محمد أحمد طنطاوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى ظل التطور الكبير الذى يشهده العالم فى وسائل الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، لم تعد الحرب التقليدية بمصطلحاتها السياسية والعسكرية، هى المسيطرة على المشهد العام فى مختلف الدول شرقا وغربا، بل ظهرت مفاهيم جديدة مرتبطة بالحرب الإعلامية والجيل الرابع من الحروب، وفوضى المعلومات، التى تشجع فكرة "اللا دولة" وتؤسس لظهور الجماعات المتطرفة، والدعاية الترويجية لأفكارها وممارستها التى غالبا ما تكون خارج إطار الدين أو القانون أو حتى الإنسانية.

وعلى الرغم من أن الحروب بين القوى المتكافئة كانت تعتمد حتى وقت قريب على فكرة المواجهة المباشرة بين القوى النظامية فى الجيوش، إلا أن المفهوم تغير كثيرا، وباتت جماعات متفرقة، قد تكون صغيرة الحجم نوعيا، محدودة الإمكانيات قياسا على كيان الدول، لكنها قادرة بدعم من حروب المعلومات وفوضى الإعلام على أن تضرب مصالح دول عظمى أو تستهدف منشآت ومرافق حيوية، لإثارة الرعب والفزع على مستوى قطاعات كبيرة.

وتعتمد حروب الجيل الرابع على تكتيكات إعلامية متطورة، ووسائل الاتصال الحديثة، وشبكات التواصل الاجتماعى، التى تتغلغل من خلالها لتحقيق أهدافها فى نشر الفوضى، وتبدأ فى تبنى مخططات لضرب الاقتصاد والتأثير على منظومة الأمن القومى، بهدف إفشال الدولة، وتفتيت الجهود التى تقودها نحو قضايا التنمية، بالإضافة إلى تشتيت جهود الأمن وإنهاك القوات النظامية، وإبعادها عن دورها الأساسى فى حماية الحدود وتأمين البلاد من المخاطر والعدائيات المحتملة .

من جانبه، قال اللواء مختار قنديل الخبير الاستراتيجى والعسكرى، إن الجيل الرابع من الحروب يعتمد على عناصر أساسية ينفذ من خلالها إلى الدول والمجتمعات المختلفة، على رأسها الإرهاب، ويعمل على زيادة تأثير الجماعات الإرهابية المحلية وتقوية دورها وخلق زخم إعلامى منظم لتلك الجماعات لا يتناسب مع حجم الدور الحقيقى لها أو قدرتها الفعلية.

وأشار اللواء قنديل لـ"اليوم السابع" إلى أن تنظيم "داعش" الإرهابى ما هو إلا نموذج عملى لحروب الجيل الرابع، وكيف ساهمت وسائل الإعلام والتطور التكنولوجى فى علوم الاتصال الحديثة إلى تحويل الأنظار عن تنظيم القاعدة والحركات الإرهابية التى كنا نسمع ونقرأ عنها خلال السنوات الماضية، لافتا إلى أن أحد تكتيكات حروب الجيل الرابع خلق مصطلحات ومسميات جديدة تنفذ من خلالها إلى الرأى العام، لتحتل مساحات فى الصفحات الأولى من الصحف وأوقات مميزة على شاشات الفضائيات.

وأضف اللواء قنديل: "نتابع الآن أخبار "داعش" و"أنصار بيت المقدس" وحتى بوكو حرام فى نيجيريا، وكأنها أخبار رسمية صادرة عن كيانات معترف بها دوليا، ونعرض أخبارها وما ترتكبه من فظائع ضد الإنسانية على الرأى العام، دون وعى أو تحليل دقيق للمشهد العام، أو مراعاة لأبعاد الأمن القومى، داعيا إلى ضرورة وضع مصالح الدولة فوق كل اعتبار.


اليوم السابع -12 -2015



موضوعات متعلقة:


- الصحف الأمريكية: داعش يخلق نوع جديد من الإرهابين المجرمين فى أوروبا.. التنظيم المتطرف يعتمد على الجرائم والسرقات كمصدر للتمويل.. بوتين يدعم القبائل السنية فى العراق لتساعده فى الحرب على داعش










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة