علا الشافعى تكتب: "الليلة الكبيرة" يحمل طموحا أجهضته الأحكام الأخلاقية

الأربعاء، 02 ديسمبر 2015 07:14 م
علا الشافعى تكتب: "الليلة الكبيرة" يحمل طموحا أجهضته الأحكام الأخلاقية علا الشافعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تستقبل دور العرض المصرية اليوم الأربعاء فيلم "الليلة الكبيرة"، وهو الفيلم الذى مثل مصر فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته السابقة، ويضم توليفة قادرة على جذب الجمهور خاصة أن موضوعه يتعلق بتيمة شعبية وثقافة حاضرة فى طبقات وشرائح اجتماعية مختلفة.

"الليلة الكبيرة" يرصد حالة من الجهل والتخلف التى تحكم المجتمع المصرى تلك المرتبطة بالتبرك بالأضرحة، ويعد ذلك العمل استكمالا لمسيرة الثلاثى (عبد الله وعبد العزيز والسبكى) بعد فيلمى «كباريه» و"الفرح".

الفيلم يحمل الكثير من القصص التى تمس عددا من الناس ممن يذهبون إلى الأضرحة ولديهم مطالب من الله، ولكنهم يذهبون إلى هذه الأماكن ليتباركوا بها.. حيث نجد تلك المرأة الكبيرة فى السن التى تعيش خادمة للضريح، ويساعدها مجذوب من مجاذيب الشيخ ومريديه ويجسده صبرى فواز، وهناك المرأة التى تعانى من عقدة اضطهاد أهل الزوج لها لأنها لم تنجب سوى فتاة لذلك استولى على ميراثها وأموالها بعد وفاته لذلك تصر على أن تنجب ابنتها ولدا فتأخذها إلى الشيخ لنيل البركة ومن بعدها إلى «كودية الزار»، وهناك من يعملون فى السيرك وصاحبه رجل ضيع عمره فى اللف على الموالد يجسده أحمد بدير _ وله ابنة تجسدها سمية الخشاب تصير مطمعا للاعب فى السيرك.

الفيلم يحفل بالعديد من الشخصيات المتحرش جنسيا _أحمد رزق _ ضحية والدته التى كانت تمارس الدعارة أمامه وتجسدها صفية العمرى، والأب العاجز الذى يجبر ابنته على ارتداء النقاب خوفا عليها آيتن عامر، وصاحب اللوكاندة المجاورة للضريح يجسده سيد رجب، ويعاونه ابن شقيقه منصور يجسده وائل نور الذى يؤجر غرف اللوكاندة التى تجاور المقام لمن يتزوجون عرفيًا أو مسيارًا، والمنشد الدينى المدمن "أبو قمر" وعدد كبير من الشخصيات والحواديت الكثيرة والمتشابكة التى تكشف حجم التناقض المرعب لمجتمعات عربية تفعل كل شىء فى الخفاء وتذهب لتتبارك بالأولياء الصالحين.

تدور الأحداث كلها وتتصاعد فى يوم واحد والليلة الكبيرة لمولد الشيخ "عرش الدين"، "كان من الممكن أن يصبح هذا الفيلم علامة مميزة فى تاريخ السينما المصرية ليس لعدد النجوم المشاركين فيه فقط ولكن لثراء القماشة الدرامية التى تدور حولها الأحداث ولكن الثنائى سامح وعبدالله عادة ومثلما فعلا فى فيلمهما السابقين كباريه والفرح دائما ما يلجآن إلى الأكليشيهات وفقرة الثواب والعقاب، وأحادية البناء شخصيات بيضاء أو سوداء مع أن أجمل ما فى الدراما تلك الشخصيات الرمادية أو الأكثر إنسانية، إضافة إلى الأحكام الأخلاقية فكل شخصية تعاقب أو يتم إثابتها طبقا لأفعالها، البناء الهندسى شديد الإحكام فى دراما الفيلم أفقده الكثير كما أنه صار شيئا قديما عفا عليه الزمن.

لكن لا يستطيع أحد أن ينكر حجم الجهد المبذول فى الفيلم على مستوى التصوير والإضاءة والملابس والإكسسورات وصعوبة تصوير المشاهد وتنوع الإضاءة خاصة تلك التى كانت داخل الضريح والتى وضح فيها تميز مدير التصوير جلال الذكى.. الليلة الكبيرة فيلم يحمل طموحا ولكن أجهضته الأحكام الأخلاقية.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة