ناجح إبراهيم

كيف أحببت الرسول الكريم؟

الخميس، 17 ديسمبر 2015 10:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اقتربت ذكرى مولد النبى الكريم محمد «صلى الله عليه وسلم»، وعندما يأتى موعد مولده فى كل عام لابد أن أكتب شيئا جديدا عن حبيبى الأثير رسول الله «صلى الله عليه وسلم».. إنه حبى الأول والأخير.. إنه قيثارة روحى.. إنه مصدر إلهامى.. إنه سلواى فى الحياة.. إنه الحب الأكبر الذى زرعه ربى ثم والدى رحمه الله فى قلبى.. فقد كان والدى صوفى النزعة عن علم، ودون شطط أو تطرف، وكان يصلى على رسول الله صلى الله عليه وسلم كل ليلة مئات أو آلاف المرات، وكان يردد أسماء الله الحسنى باستمرار ويعيش فيها بقلبه ومشاعره.. وكان يمكث كل ليلة فى المسجد من المغرب إلى العشاء يحضر دروس العلم أو يتلو القرآن أو يذكر الله.

لقد كان أبى متيما بالنبى الكريم، صلى الله عليه وسلم، ثم انتقل هذا الأمر إلىَّ، فقد ملك على حب النبى، صلى الله عليه وسلم، منذ صغرى شغاف قلبى، وكنت ومازلت أعشق الكلمات الرائعة التى يشدو بها المرحومان الجليلان النقشبندى ونصر الدين طوبار فى مدحهما للنبى، صلى الله عليه وسلم.

وقد تفكرت كثيراً فى أمر حبى لسيدى رسول الله، صلى الله عليه وسلم فقلت فى نفسى: ليست لى خصلة من الخير أتقرب بها إلى الله مثل محبتى الجارفة للرسول «صلى الله عليه وسلم» وأصحابه الأطهار منذ نعومة أظفارى.. فلست من العباد.

حيث مشاغل الكتابة والطب والحياة وما أكثرها، ولست من الصوام، حيث إن الصداع النصفى الذى يلازمنى هو العدو اللدود للصيام.

ولست من الزهاد، حيث إن تطلعات أسرنا وأولادنا فى الحياة تحول بيننا وبين ذلك، خاصة أنهم تعبوا وعانوا معنا كثيرا فى فترات المحنة الصعبة التى مرت بنا فى حياتنا.

كما أن الزاهد الحقيقى لا يعرف إلا إذا ملك مالا يستطيع الإنسان مقاومة إغرائه، مثل عمر بن عبدالعزيز وأمثاله ممن ملكوا الدنيا فزهدوا فيها، فقد كان يحكم نصف الكرة الأرضية ويستطيع هزيمة النصف الآخر، وكان فى ثوبه أربع عشرة رقعة.

ولست.. ولست.. ولست.. والحقيقة أننى لا أجد فى خصالى أفضل من هذا الحب الجارف والصادق لسيدى الرسول.

وقد كنت أكتب هذه المقالات السنوية عن حبيبى صلى الله عليه وسلم بقلبى قبل قلمى.. وبمشاعرى قبل مدادى.. وبروحى قبل حروفى، فما تكلمت ولا كتبت يوما عن رسول الله إلا وفاضت مشاعرى، وانطلق لسانى رغم قلة بلاغتى.. وتألق قلمى رغم ضعف بيانى.

يا سيدى يا رسول الله بضاعتنا مزجاة، وعملنا قليل، وحظنا من رسالتك قليل، وذنبنا عظيم، وتقصيرنا فى حقك كبير، وإسرافنا على أنفسنا لا حدود له، ورغم ذلك وغيره من غفلاتنا وسقطاتنا فإننا نحبك من كل قلوبنا.

يا سيدى يا رسول الله أنت أحب إلينا من أهلنا وأولادنا وأنفسنا والناس أجمعين.

وستظل كذلك يا سيدى نجدد لك فى يوم مولدك صك الولاء والمحبة والمتابعة ما استطعنا إلى ذلك سبيلا.
يا سيدى رسول الله قد عقدنا قلوبنا على حبك وعلى الولاء العظيم لدينك العظيم مادام فينا عرق ينبض، فيا سيدى يا رسول الله سامحنا على تقصيرنا وغفلتنا.

وها أنا ذا يا سيدى الكريم وسيد الأكرمين والأولين والآخرين أبدأ سلسلة هذا العام فى الحديث عن ذكركم العالى، وذكرياتكم النبيلة، وأمجادكم العظيمة، وأخلاقكم الكريمة، تشرفاً بالحديث عنكم وتزلفاً للقرب منكم والتأسى بكم والاستزادة من خيركم وبركم الذى لا ينفد أبداً.. فعذراً سيدى إن جاوزت قدرى، ولكنى أريد القربى، وأطلب الهداية فى الدنيا بهديكم ونوركم.. وأرجو الشفاعة يوم القيامة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد علي

صدقت

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة