أكرم القصاص - علا الشافعي

كريم عبد السلام

سامحيهم يا فيروز

الأربعاء، 16 ديسمبر 2015 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

من يتطاول على السيدة فيروز وينجو؟ من يجرؤ؟ من يتهور؟ من يسلم نفسه لنار القبح تلتهمه بينما يغمغم بكلماته السوداء؟

رأينا وسمعنا وشاهدنا المجهول المدفوع لا ندرى ممن، هو يدرى، يتجرأ فى صفاقة ويسود الصفحات العديدة بالكلمات السامة المؤذية بحق «جارة القمر»، كلمات وراءها عداء وأمامها أموال وبينها وبين الرأى مسافات طويلة، إن هى إلا كلمات مدفوعة بالكامل، رائحة المال السياسى، رائحة المال الطائفى، رائحة نكبة لبنان وهزيمتها فى هذه الكلمات الفجة التى حاولت النيل من سيدة الموسيقى والغناء.

عندما ترى الزارع يقدم على غرس السكين فى يده بدلا من أن يزرع الأرض، وعندما ترى الصانع يقدم على بتر يده المبدعة، وعندما ترى العقل يسلم نفسه للخبل والجنون، وعندما ترى الجندى يطلق النار على من يحميهم بدلا من أن يواجه الأعداء، تعرف أنك فى لبنان، فى قلب مأساتها ومعاناتها المستمرة.

لبنان المبتلاة بالطائفية الهشة، لا تعرف طوائفها أن من يصنع تماسكها ويكوّن لحمتها ووشائجها، هى السيدة فيروز، ولا يدرك المتحاربون والمختصمون والفرقاء السياسيون فى شمال بيروت وجنوبها، أن من يبقيهم رغم تفرقهم وحروبهم، هى السيدة فيروز الفريدة جامعة الفرقاء ومظلة اللبنانيين جميعا.

كيف يجرؤ إذن أن يدعى المدعون بأن السيدة فيروز عدوة للناس؟ أو أنها تتآمر مع بشار الأسد أو مع غيره، أيا من كان، ضد أهلها وأبناء وطنها؟ من هو بشار الأسد؟ من يكون بين الهاربين، بين الطغاة، بين الهالكين، بين القتلة غير المغفور لهم؟ وفى المقابل، أى مكانة عليا تحتلها جارة القمر، أية مرتبة سامية فى وجداننا تشغل؟ بل من يشكل الوجدان غيرها؟ فكيف إذن يقرنها الجهلة بالطاغية؟ يضعها العميان مع حاصدى الأرواح ومدمرى الكروم وحارقى المدن وهادمى المنازل وخاطفى الأبرياء؟

من تجرأ وتطاول على السيدة فيروز، وكنا منذ أيام نحتفل بعيدها الثمانين، إنما يريد بدافع العمى السياسى أن يجذب السماء من عليائها ويدوسها بالأقدام وهو مغتر بجرأته وفرحان بقدرته على رص الكلمات القبيحة إلى جوار بعضها، تلبية لأوامر أسياده فى الميليشيا أو فى الطائفة، لكنه عندما أراد الشهرة، أرادها عمياء على طريقة السفاحين والقتلة، يعرفهم الناس لكن ليدمغوهم بالجريمة والذنوب التى لا تغتفر، وعندما أراد إثبات الولاء للميليشيا والطائفة أحرق ضمير بلد بكامله أكبر من كل الميليشيات والطوائف ويسع جميع الميليشيات والطوائف، فهل عن عقل يصدر هذا الشتام؟ هل يصدر عن ضمير أو منطق أو سبب؟

كلنا نفرح ونغنى ونردد مع السيدة فيروز أبياتها وكلماتها وألحانها، كلنا نحيا معها وبها، ونترقب الأيام التى تملؤها بحضورها العارم الرقيق وفيضها الغنى بالفن والإبداع ،فإذا كانت هى متآمرة فكلنا متآمرون، وإذا كانت هى عدوة للناس وللإنسانية فنحن معها أعداء للناس وللإنسانية، فحتمًا هى تمثل أناسا أرقى وإنسانية لا تعرف القبح ولا الرشوة السياسية ولا الطائفية البغيضة.

كلنا مع السيدة فيروز وسنبقى معها، أما الشتام منفذ الأوامر الطائفى المأجور، فسيذهب وحده مع رياح الخماسين، مع الأتربة والأمراض إلى وادى الهلاك.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

نهاد عبد الله

اين الثرى من الثريا

عدد الردود 0

بواسطة:

غريبه

مين

فين الاخوان ازاي مجبتش سيرتهم في أي جمله

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة