أكرم القصاص - علا الشافعي

الستر والصحة وراحة البال والرزق ..رسائل المصريين إلى الله فى المطر

السبت، 12 ديسمبر 2015 09:00 م
الستر والصحة وراحة البال والرزق ..رسائل المصريين إلى الله فى المطر صورة أرشيفية ـ دعاء وقت سقوط المطر
كتبت رضوى الشاذلى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لحظات خاصة هذه التى يعيشها المصريون وقت سقوط المطر، دموع تختلط مع بقايا المطر على وجوههم، ونظرة إلى السماء يحوطها الأمل والخوف من القادم، ورجاء إلى الله العالم بأحوال عباده من فوق السموات السبع ينتظر رسائلنا المُحملة بأمنيات عسى الله أن يسمعها وهو يذكرنا "ادعونى استجب لكم".

لم يطلب المصريين من خالقهم سوى هذه الأحلام البسيطة التى يذكروها دائماً فى ثوانِ السجود المعدودة التى يفيض فيها الدمع على أمل الاستجابة، الستر والصحة وراحة البال هذه الأمنيات التى لا يعرف أحد قيمتها سوا الداعى بها، لم يطلب من خالقه "عربية فارهة" أو حتى "جزيرة ساحرة"، بل أحلامه مازالت فى طور الرضا هذا الشعور الذى لا يفارق المصريين مهما مر العُمر وتغيرت شكل الحياة، فهو مازال محافظاً على الرضا كقاعدة أساسية فى حياته.

"راحة البال" هذه الدعوة التى رددها أحدهم وهو فى طريقه إلى منزله بعد عودته من العمل، ترك سيارته ووقف فى منتصف الطريق وهو رافع يده إلى السماء ويردد دعوة واحدة فقط "يارب راحة البال مش عايز غيرها يارب...ريح بالى واهدى أولادى.... كلمات لم تفارق شفتاه منذ أن بدأت السماء تُهدينا الخير بعد طول غياب.

ثوانِ مرت على هذا الدعاء الذى يسوى لديه الكثير والكثير، راحة البال هذه التى لا يقدر ثمنها إلا من هو فقدها، فكانت هذه هى الدعوة التى اصطفاها الرجل الأربعينى اليوم لكى يرسلها إلى الله وقت أن أعلنت السماء عن نفسها أنا الآن أفتح لك الطريق أمام خالقك كى تناجيه كى ترسل له ما تشاء، تطلب منه فيستمع إليك، وتدعوه فيجيبك".

هى ساعة استجابة هكذا تفوهت قبل أن ترسل دعوتها إلى الله عبر سماواته السبع، "الستر والصحة يا الله"، رسالة مُختصرة إلى الخالق أرسلتها إلى الله منتظرة أن يجيبها الآن وليس غداً، اسندت ظهرها إلى الحائط المجاور لباب المسجد متيقنة أن بركة بيت الله ستعم عليها وتجعل رسالتها تصل أسرع إلى خالقها،.

قالتها بصوت مرتعش "يارب استرنى واستر أولادى وديم علينا الصحة"، دموعها اختلطت مع ماء الأمطار المتساقطة بلا رحمة على رأسها وهى على يقين أن الله قريب إليها وسيحقق لها ما تريد، مظهرها المتواضع يدل على أنها سيدة بل جاه، ومع ذلك لم تطلب من الله الكثير، لم يكن العمر المديد والأموال الطائلة أحلامها، بل كانت آمالها متواضعة مثل حالتها".

"الرزق" رسالة مبتورة أرسلها الشاب العشرينى إلى الله فى لحظة ينتظرها الكثيرين بيقين أنه الآن وليس غداً الله سيستجيب إلى دعوته التى أرسلها إليه بحرارة بالغة، وأمل لم يشوبه أى إحباط، الرزق وحده كافى لأن يجعله أفضل حالاً، الرزق الحلال هو ما يطلبه الشاب منذ سنوات، لم تكن هى المرة الأولى ولن تكن الأخيرة، فمازال الشاب يقف على باب الخالق فى انتظار المزيد".








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

.

زمان

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة