فى "أحلام فترة النقاهة الأخيرة".. نجيب محفوظ يغنى حتى لا يصاب بالجنون

الجمعة، 11 ديسمبر 2015 12:00 م
فى "أحلام فترة النقاهة الأخيرة"..  نجيب محفوظ يغنى حتى لا يصاب بالجنون غلاف الأحلام الأخيرة
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل هناك علاقة ما بين زمن المهرجانات الموسيقية الذى نعيشه وكتاب "الأحلام الأخيرة" للكاتب العالمى نجيب محفوظ، والذى يعد الكتاب الأخير فى مسيرة الكاتب العالمى الذى توفى 2006.. وبعيدا عن التشكيك فى كون هذا الأحلام كانت ضائعة ووجدتها ابنتا نجيب محفوظ، أو أن نجيب نفسه أهملها ولم يكن موافقا على نشرها واعتبرها ليست قوية بالشكل الكافى.. بعيدا عن كل ذلك هى ليست لمؤلف آخر فبالتأكيد كاتبها هو نجيب محفوظ.. وأغنياتها هى جزء من ذاكرة نجيب محفوظ، فرغم تجاوزه التسعين ظل نجيب محفوظ يغنى "عملت صياد سمك وصيد السمك غية".

يبدأ نجيب محفوظ فى الكتاب الجديد من الحلم "200 " وبعيدا عن كون الأحلام القديمة كانت 239حلما سبق نشرها فى 5طبعات، والكتاب الجديد يحتوى 291 حلما.. دعك من هذه الأرقام فلن تفيدك شيئا واستمع للموسيقى فى الحلم 302 حيث يبدأ الغناء يدلى بدلوه فى الأحلام الأخيرة لفترة النقاهة التى مر بها الكاتب العالمى نجيب محفوظ حيث يقول "رأيتنى سكرتيرا للمجلس الأعلى لوزارتنا، وانعقد المجلس وإذا بالسعاة يدخلون حاملين الصوانى المليئة بالفتة واللحم وينقض عليها الأعضاء فيمسحونها مسحا، ثم قدمت الموضوعات وتمت الموافقة عليها وانفض المجلس ورجع رئيسه إلى حجرته بالوزارة، وبعد انصراف الموظفين حضر صديق الرئيس الحميم الموسيقار محمد عبد الوهاب متأبطا عوده وراح يغنى: غلبت أشكى وغلبت أبكى لا شكوى نفعت ولا بكايا".

ثم يتوالى الغناء فى الأحلام فيغنى نجيب محفوظ أو من رآهم فى الأحلام من أصدقائه أو الغرباء الذين مر بهم فى تخوم الأحلام أغنيات كثيرة منها "يوم الهنا حبى صفا لى، والعراجين يا ملانة، أنا كنت صياد سمك وصيد السمك غية، لا دوام لشيء إلا الله، وحقك أنت المنى والطلب، عشنا وشوفنا كتير.. واللى يعيش يشوف العجب".

ليس هذا فقط فرجال الفكر والثقافة فى "زمن نجيب محفوظ" يغنون ففى الحلم "380" يقول نجيب محفوظ "رأيت أننى فى ذكر من أذكار الصوفية أذهب وأجىء وكان المنشد الأستاذ العقاد حتى تساقطنا على الأرض بين فاقد وعيه وآخر يكاد يفقده، ولما ساد الصمت غنى الأستاذ العقاد بصوت مؤثر: "يا أهل مصر هنيئا لكم الحسين"

أما فى الحلم "384" فيكتب محفوظ "وجدتنى فى حديقة الأورمان مع نخبة من طلاب وطالبات الدكتور طه حسين، وسرعان ما حضر الدكتور وراح يعلمنا أصول الغناء الشرقى والغربى وجعل يغنى ونحن نغنى وراءه، وجاء السميعة من المصريين والأجانب، ثم جاء الإعلام من الصحافة والإذاعة والتلفزيون وأصبحت فرقة طه الغنائية أعظم الفرق".

ويظل الغناء يتوالى "على بلد المحبوب ودينى، ياما انت واحشنى، وروحى فيك، يا بيت العز يا بيتنا، أراك عصى الدمع شيمتك الصبر، أسمر ملك روحى، وذو الشوق وإن تعزى – مشوق حين يلقى العاشقينا، وهواك عندى كالغناء لأنه حسن لدى ثقيله وخفيفه، البحر بيضحك ليه، يا ليل يا عين، قمر له ليالي، عندما يأتى المساء، نجوم الليل تنثر، امتى الجميل يصنع جميل وأفرح وأقول حبى عدل، خفيف الروح بيتعاجب، برمش العين والحاجب، آه يا سلام آه، زادوجدى آه، والصبر طال من غير أمل، إمتى الجميع يصنع جميل وافرح وأقول حبى عدل"

وغنى نجيب محفوظ "من قد إيه كنا هنا، من شهر فات ولا سنة، أيام ما كنا لبعضنا، والدهر غافل عننا، على دول يا أمه على دول، حلالى، بلالى، وفانى الحبيب".









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة