أكرم القصاص - علا الشافعي

سيدات القصر فى عصر "مبارك".. "السيدة الأولى" و"الجميلة الغامضة" و"ملكة النيل" ألقاب زينت المسيرة "الملكية"لـ"سوزان" و"هايدى" و"خديجة" قبل السقوط فى دوامة السجن والدموع.. والأحلام تتبخر فى يناير

الجمعة، 11 ديسمبر 2015 08:37 ص
سيدات القصر فى عصر "مبارك".. "السيدة الأولى" و"الجميلة  الغامضة" و"ملكة النيل" ألقاب زينت المسيرة "الملكية"لـ"سوزان" و"هايدى"  و"خديجة" قبل السقوط فى دوامة السجن والدموع.. والأحلام تتبخر فى يناير سوزان وخديجة وهايدى
كتب : مصطفى عبد التواب ومحمد سالمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نقلا عن العدد اليومى...


حظيت عائلة مبارك بحياة أرستقراطية مُرفهة لمدة ثلاثين عاما.. فأفراد الأسرة الحاكمة كانوا كالنبلاء فى العصور الوسطى.. «سوزان ثابت» حظيت بمعاملة الملكات على مدار ثلاثة عقود.. وزوجتا ابنيها نالتا جنبًا من هذا الاهتمام، سواء خديجة الجمّال، زوجة «جمال» التى أعدها المجتمع المصرى لخلافة السيدة الأولى يومًا ما.. أو هايدى راسخ قرينة «علاء» التى حازت تعاطف قطاع كبير من المصريين بعد صدمة رحيل حفيد الرئيس الأكبر.. كل هذه الهالة سرعان ما تحولت إلى ضباب بعد 25 يناير 2015.. وإلقاء القبض على مبارك ونجليه والتحفظ على أموالهم.

«اليوم السابع» تفتح ملف التحول فى حياة ثلاث سيدات قادتهن الظروف ليُصبحن أهم نساء بالدولة الكبرى فى الشرق الأوسط.. ليصبح فيلم الأيدى الناعمة تجسيدا لحياتهن بعدما اهتزت الأرض من تحت أقدامهن ما بين يوم وليلة.. من ملكة وأميرتين داخل القصر إلى سيدات ينتظرن موعد الزيارة لرؤية أزواجهن داخل محبسهم لدقائق معدودة بعدما كانت زيارتهن لأى جهة أو مؤسسة كفيلة بقلبها رأسا على عقب حتى تتزين لاستقبال أى منهن.

سوزان ثابت كانت وما زالت لغزا محيرا، خاصة أن البعض اعتبرها أحد عوامل سقوط نظام مبارك نظرا لما عُرف عنها بالتدخل فى أدق تفاصيل الحكم، ورغبتها فى السيطرة على مجريات الأمور استعدادا لتجهيز نجلها الذى تدرج فى الحزب الحاكم حتى وصل لمنصب الأمين العام للجنة السياسات استعدادا لخلافة والده على كرسى الحكم، إضافة إلى محاولتها ربط اسمها بالعديد من المشروعات وطرح نفسها كمصلحة ورائدة للعمل الخير والتنموى من خلال مشروعات مثل الأمومة والطفولة والقراءة للجميع على سبيل المثال لا الحصر ما جعل صورة سوزان مبارك حاضرة فى أغلب البيوت المصرية.

لغز السيدة الأولى استمر حتى بعد سقوط مبارك وتم اتهامها بالوقوف وراء عملية تهريب أموال العائلة للخارج ورغم حديث مصر بكل أطيافها عن ضرورة استعادة تلك الأموال بعد الثورة، لكنها لم تعد وربما لن تعود مثلما تشير التقارير الرسمية رغم تكليف لجان متعاقبة بالمهمة التى بدت مستحيلة!.

أمّا زوجتا الابنين خديجة وهايدى فقد نُسجت حولهما العديد من الحكايات والأسرار لدرجة تبارى الصحف العالمية لنشر تقارير حولهما خصوصا «قرينة جمال الرئيس المنتظر» التى وصفت فى إحدى الصحف بـ«ملكة النيل».. و«الجميلة الغامضة» خاصة بعد ظهورها مع جمال فى منتدى دافوس مرتين الأولى أثناء الخطوبة والثانية بعد الزواج.. أمّا هايدى راسخ فانطباع الشارع المصرى عنها تم استشفافه من زوجها المعروف بميله للأعمال الخيرية وحبه الشديد لكرة القدم، كما تُعتبر قصة رغبتها فى ارتداء الحجاب من عدمه من أشهر القصص التى رويت حول قرينة نجل الرئيس الأكبر لاسيما بعد الرحيل المفاجئ لحفيد الرئيس الأكبر فى عام 2009.. مما دفعها للظهور أمام عدسات الإعلام بعد إنشاء مؤسسة محمد علاء مبارك الخيرية بعد سنوات من الغياب منذ زواجها فى عام 1996.

بعد 25 يناير.. كثر الحديث حول طبيعة حياة سيدات القصر الثلاثة اللواتى تحولن من الأمر والنهى إلى محاولة الحفاظ على ما تبقى من كبرياء، بعدما أصبحت ساحات المحاكم وحدائق السجون أكثر ما يشغل بالهن!

سوزان الأحلام تتبخر فى يناير.. «الهانم» فقدت أحلامها بتوريث ابنها الحكم واستكمال مسيرة «القراءة للجميع» و«ماما سوزان» فى رياح «الثورة الشعبية»



اليوم السابع -12 -2015

لو علمت ما ستأتى به الأيام لاختارت أن تظل سوزان صالح ثابت، لا سوزان مبارك، لأن أحلام الاسم الأول كانت سهلة المنال، فأقصاها أن تصبح مضيفة طيران، بينما قادها الاسم الثانى لأحلام ارتفعت بها للسماء ثم تركتها تسقط فجأة فى غفلة من أحلامها.

السنوات العشر الأولى كزوجة لحسنى مبارك لم يكن أحد يعرف من تكون سوزان ثابت، حتى عُين مبارك نائبًا للرئيس السادات، فاستعدت قرينته للظهور على الساحة بخطوات عملية، أولها كان الحصول على درجة الماجستير فى علم الاجتماع من نفس الجامعة التى تخرجت فيها «الجامعة الأمريكية»، وذلك عام 1977.

فى العام نفسه بدأت سوزان مبارك تقدم نفسها للمجتمع من خلال العمل الاجتماعى فى مجال حقوق المرأة والطفل، ومجال القراءة ومحو الأمية، حيث ترأست المركز القومى للطفولة والأمومة، كما ترأست اللجنة القومية للمرأة المصرية، وأسست جمعية الرعاية المتكاملة لتقديم خدمات متنوعة ومختلفة فى المجالات السابقة.

توغلت قرينة مبارك فيما بعد لتترأس جمعية الهلال الأحمر المصرى، وفى عام 1993 رأت سوزان لنفسها دورًا أكبر، فأسست المشروع الذى سيدخل اسمها وصورتها إلى كل بيت «مشروع مكتبة الأسرة» الذى يحمل صورة للسيدة الأولى مصحوبة بعباراتها التى ترددها فى كل عام عند افتتاح مهرجان «القراءة للجميع».

القراءة كانت المفتاح الذى أرادت قرينة مبارك أن تدخل من خلاله إلى داخل البيوت المصرية، لم تكن تحلم بالدخول إلى البيوت فقط، لكنها أرادت أن تصبح «ماما سوزان»، وبالفعل خصصت إحدى حلقات برنامج «عالم سمسم» الذى أشرفت على حلقاته بنفسها، لتطل قرينة الرئيس إلى جانب العروس المتحركة التى عرفت بـ«خوخة» وتناديها العروس بـ «ماما سوزان»، ولعل من أعد الحلقة لم يبعد كثيرًا عن هذا الذى عمم كلمة «ماما سوزان» فى أغلب مدارس الجمهورية، ووضع صورة لها فى كل مكتبة بالمدارس.

بدأت السيدة الأولى تظهر أكثر فى الصورة مع بدايات القرن الحادى والعشرين، حيث خصص لها مكتب فى القصر الجمهورى، ثم بدأت تتدخل فى اختيار الوزراء والمسؤولين، ومع الوقت انكشف ما تصبو إليه السيدة الأولى.. إنها تحلم أن تنتقل من لقب « قرينة الرئيس» لتصبح «الملكة الأم».

وفقًا لتقارير صحفية نشرت على فترات متقطعة عقب الإطاحة بعائلة مبارك، فإن سوزان كانت تقصى كل الرجال الذين قد يقفون أمام حلمها، مثال الدكتور أسامة الباز الذى أبعدته سوزان لأنها رأت أنه قد يقف أمام حلم «التوريث»، وبدأت سوزان بالتوازى مع ذلك فى زيادة حصة النفوذ لأهل الثقة الذين ضمنت ولاءهم لحلمها الجديد، مثل زكريا عزمى، رئيس ديوان رئيس الجمهورية، والوزير السابق أنس الفقى، والوزيرة السابقة عائشة عبدالهادى، وغيرهم من هؤلاء الذين ضمنت الأم الحالمة ولاءهم لحلمها.

هنا كان منحنى الصعود فى حياة «سوزان ثابت» قد قارب المدى الذى حلمت به زوجة مبارك وأم الوريث، إلا أن الرياح دائمًا تأتى بما لا تشتهيه السفن، فقبل أشهر قليلة من الانتخابات الرئاسية التى كان من المفترض الدفع خلالها بـ «جمال مبارك»، خرج الشباب فأطاحوا بأحلام سوزان، ولم يكتفوا بتحطيم حلمها أمامها، بل سلبوا منها اللقب الذى لم تكتفِ به «السيدة الأولى»، لتصبح زوجة المواطن محمد حسنى مبارك.

الانحدار فى أسهم أحلام «سوزان مبارك» لم يكتف بجعلها زوجة مواطن عادى كأى مواطن آخر، بل حولها لزوجة المتهم محمد حسنى مبارك، ليس هذا فحسب، بل أم لاثنين من المتهمين، الأول «علاء»، والثانى «جمال»، فلم يصل «جمال» إلى حيث خططت أمه، بل ذهب لتراه خلف قضبان السجن.

إلى هنا لم تكن النهاية قد حانت بعد، فانحدار أسهم أحلام «الهانم»- كما كانت تحب أن يناديها المقربون- وصل إلى أن أصبحت «المتهمة سوزان صالح ثابت»، فلم تغن عنها أحلامها أمام ثورة الشعب، ولم تغن عنها أحلامها أمام بلاغ قدم للنائب العام يتهمها باستغلال النفوذ والتربح، ومن السيدة الأولى إلى المتهمة سوزان ثابت هكذا صارت الأحلام سرابًا، بل تحولت إلى كابوس يطارد السيدة التى كانت أولى.

السيدة التى كانت الأولى وصفتها تقارير صحفية بالغرور والتعالى، فقد عرف عنها فى طفولتها- وفقًا لتلك التقارير- تكبرها على أصدقائها فى المدرسة، لأنها لأم إنجليزية، كما حركتها غيرتها من مذيعات وفنانات كـ«أيمان الطوخى» فنفتهن بعيدًا عن الأضواء، وفى مرحلة تالية حدد هواها الشخصى من يستحق أن يكون مسؤولاً ومن يتم إبعاده عن «الشلة التى تحكم مصر». وقد نقلت تقارير صحفية تفيد بأن «سوزان» لم تكل ولم تنكسر، حيث نشرت تقارير صحفية تفيد بأنها أشرفت على الخروج الآمن لأموال العائلة إلى الخارج، وكذلك تولت إدارة كل ما يحتاجه المحامون لكى يصلوا بزوجها وابنيها إلى أحكام البراءة التى حصلوا عليها بعد ذلك.

كما ذكرت التقارير الصحفية أن إحدى المقربات من «سوازن» بالعاصمة الهولندية أمستردام قامت فى أعقاب ثورة الخامس والعشرين من يناير بشراء العديد من المنازل والشركات المختلفة فى كل من هولندا وبليجكا وألمانيا وإسبانيا، بلغت قيمتها 123 منزلًا، و37 شركة نظافة وسياحة وطيران ودعاية وإعلان، ومحطات وقود.

هذا الأمر فسره محام فرنسى- وفقًا للتقارير- بأن السر فى اختيار هذه المدن أنها الأغلى، وتعد بيئة وسوقًا خصبة لغسل الأموال الآمن، كاشفًا عن عدد من الشركات الجديدة التى تم إنشاؤها خلال الـ 17 شهرًا الماضية فى الـ4 دول الأوروبية.

وأشار التقرير إلى أنها شركات نظافة، واستثمار عقارى فى أمستردام وبروكسل وبون، مع جيش من رجال أعمال ومصريين مقابل رواتب شهرية معروفة، ويتم شراء منازل ومحال وشركات ومطاعم فى مدن أوروبا عبر إعلانات وسماسرة سوق، ثم يتم بعد ذلك تأجيرها لفترة معينة تمتد لشهر أو أكثر، ويتم بيعها بعد ذلك لغسل الأموال، وإضفاء مشروعية على مصدرها، ويتم إيداعها بعد ذلك فى أى من البنوك.

فى حوار نشرته الكاتبة الكويتية فجر السعيد عبر صفحتها على «فيس بوك» جمعهما معًا، قالت سوزان مبارك: «أحتاج أن أحضن ابنى وأبكى على صدره، ولكن لا أستطيع، لأن انهيارى سيؤلمهم، وهم بحاجة لمن يشد من أزرهم فى محنتهم، لذلك أنا متماسكة حتى الآن».. وبالتالى فإن «الهانم» لم تنكسر، ولديها من الأسباب ما دفعها لذلك، ربما أرادت أن تسترجع ابنيها وزوجها من السجون، فحاولت التمسك بالصلابة حتى تحقق ما تصبو إليه.

السيدة الأولى لم تتوقف عن استجداء القلوب، ففى الحوار نفسه قالت: « كنت أتألم لأننى محرومة من حقى الطبيعى بالزعل والبكاء، لأحافظ على ثبات من حولى»، وقالت أيضًا: «عندما أخرج من زيارة أولادى بالسجن أدخل غرفتى ولا أخرج إلا ثانى يوم لأن حالتى النفسية لا تسمح برؤية أحد، وربنا ما يكتب ما أراه على أحد».

ربما هى كذلك، لكن العقل الذى خطط لمحطات الصعود التى جاءت فيما بعد للأسرة ليس بالعقل المنكسر، العقل الذى رتب الأوراق مع المحامى فريد الديب ليحصل مبارك ونجليه على البراءة ليس مصابًا بالاكتئاب، العقل الذى ضمن خروجًا آمانًا للأموال- وفقًا للتقارير الصحفية- ليس بالعقل المنكسر، العقل الذى لا يزال يحلم ليس بالعقل المنهزم، العقل الذى دبر فى الكواليس عودة مبارك ليظهر إلى المواطنين عبر إحدى الفضائيات التى يملكها رجل أعمال كان قريبًا من الأسرة الحاكمة حتى يقال له على الهواء «يا سيادة الرئيس» ليس بالعقل الحزين. ربما شعرت سوزان بالحزن عند الوهلة الأولى للصدمة، لكن ما أنجزته فى مقابل أحلام الملايين الذين قالوا «الشعب يريد إسقاط النظام» يؤكد إنها سرعان ما تماسكت وفكرت ونفذت، وإنها سرعان ما عادت تحلم.

خديجة حلم لم يكتمل السيدة الأولى دمرتها ثورة 25 يناير.. والتحفظ على أموال والدها صدمة جديدة



اليوم السابع -12 -2015

لم تكن من نجمات السينما.. وليست وزيرة أو سفيرة لكنها نالت شهرة واسعة فى لحظات قليلة فقط عندما اختارها جمال مبارك، نجل الرئيس لتُصبح شريكة لحياته، هى خديجة الجمّال، تلك السيدة الذى تعامل معها الجميع باعتبارها سيدة مصر الأولى والوريثة الشرعية لـ«سوزان ثابت»، نادرا ما كانت تظهر أمام عدسات الإعلام، لكن الأحلام لم تدم طويلا وجاءت ثورة 25 يناير لتُطيح بالماضى والحاضر.. وتجعل المستقبل غامضًا.

«خديجة الجمّال».. الابنة الوحيدة لرجل الأعمال المعروف محمود الجمال.. من مواليد شهر أكتوبر عام 1982.. تخرجت فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة قسم إدارة الأعمال مثل زوجها جمال مبارك.. وبالنسبة لتلك النقطة أشارت تقارير صحفية إلى أن التخصص الدراسى كان سببًا رئيسيًا فى تعرف نجل الرئيس على زوجته الحالية داخل الجامعة.

فى يوم 3 مارس 2006.. كانت خريجة الجامعة الأمريكية على موعد مع حدثٍ غير عادى.. عندما تم إعلان خطبتها على نجل الرئيس الشاب الصاعد بقوة فى الحياة السياسية المصرية آنذاك.. وفى 4 مايو 2007 أقيم حفل زفاف «خديجة وجمال» بشرم الشيخ بعيدا عن الأجواء الصاخبة.

الأصوات المعارضة فى مصر ذلك الحين وصفت زواج «جمال وخديجة» بأنه حلقة جديدة بل وثيقة رسمية لمسلسل زواج السلطة الحاكمة برأس المال.

ظهور خديجة الجمال أمام وسائل الإعلام كان نادرا.. فالمرة الأولى التى ظهرت فيها بشكل رسمى كان فى الجلسة الافتتاحية بالمنتدى الاقتصادى العالمى «دافوس» بشرم الشيخ شهر مايو من عام 2006 تجلس بجوار خطيبها، وفى المقعد التالى أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية آنذاك.

الظهور الثانى الذى استحوذ على نسبة أكبر من علامات الاستفهام.. كان بعد عامين بمؤتمر دافوس بشرم الشيخ أيضًا.. وجلست بجوار زوجها هذه المرة، وفى المقعد التالى أحمد نظيف رئيس الوزراء.. الحديث حينها تركز على أنه رسالة صريحة بأن سيدة مصر الأولى بدأت فى الإعلان عن نفسها.. وتوريث الحكم قادم لا محالة بكل مكوناته حتى فى أدق تفاصيله المتمثلة فى الدور الواضح لـ«السيدة الأولى».

وفى 23 مارس 2010.. أنجبت خديجة ابنتها «فريدة» لتظل محل اهتمام من الجميع فى مصر أو خارجها بعد زواجها من أمين عام سياسات الوطنى.. ففى أكتوبر 2010، نشرت صحيفة «صنداى تايمز» البريطانية تقريرا عن «خديجة» بعنوان «الجميلة الغامضة تستعد لتكون ملكة النيل».

25 يناير 2011.. يوم لن يُمحى من ذاكرة خديجة الجمال.. خاصة أنها غيرت مسار حياتها من سيدة فى طريقها تحلم بدخول القصر الرئاسى لتنعم بحياة السيدة الأولى للشرق الأوسط إلى امرأة تحلم بالأمان فقط، فى ظل مواجهتها مستقبلا مجهولا تنتظر وقت الزيارة من أجل رؤية زوجها ووالده المحبوسين.

وما بين ليلة وضحاها اختلفت التوقعات والتكهنات كليًا حول «خديجة» من امرأة تستعد للجلوس على عرش مصر إلى مقياس وفائها والبقاء بجانب زوجها فى محنته، منذ تم إلقاء القبض عليه فى إبريل 2011.. مرورًا بكل القضايا التى تخطاها زوجها وأسرته سواء بالحصول على البراءة أو انقضاء مدة العقوبة والبقاء حرًا على ذمة قضايا أخرى، لتحمل ذكرى ثورة 25 يناير بعد أربعة سنوات ذكرى سعيدة هذه المرة بالإفراج عن جمال وعلاء مبارك لتخطيهما مدة الحبس الاحتياطى.

حلم خديجة فى استعادة حياتها الهادئة عاد بعد الإفراج الأول عن جمال فى 26 يناير من العام الجارى.. لكن سرعان ما تراجع هذا الحلم بعد الحكم عليه فى قضية قصور الرئاسة 9 مايو الماضى.. إلا أن خديجة كانت فى انتظار فرد جديد من عائلة مبارك اعتبره المحبون لمبارك «وش السعد» خصوصا أن قدومه للحياة فى 15 أكتوبر الماضى بالعاصمة الإنجليزية لندن تلا الإفراج عن والده وعمه لانقضاء مدة قصور الرئاسة. لمّ شمل الأسرة حلم لم يكتمل بالنسبة لـ«خديجة» التى باغتتها الأيام بمفاجأة جديدة بعدما تم التحفظ على أموال والدها رجل الأعمال محمود الجمال على خلفية اتهامه بالاستيلاء على أراضى الدولة فى قضية فساد وزارة الزراعة بالاشتراك مع صلاح دياب مؤسس جريدة المصرى اليوم، ليبدأ فصل جديد فى معاناة سيدة حلمت بأن تكون السيدة الأولى فى مصر يوما ما.

هايدى الصدمة لم تفارقها.. تحولت حياتها إلى كابوس بعد رحيل نجلها الأكبر.. و25 يناير زادت من المعاناة



اليوم السابع -12 -2015

على عكس باقية أفراد عائلة مبارك كانت هايدى راسخ بعيدة عن الانتقادات.. نظرا لابتعاد النجل الأكبر لمبارك عالم السياسة خلاف شقيقه الأصغر جمال فى.. ابنة رجل الأعمال حازت على تعاطف المصريين فى أوقات كثيرة لكن لم يشفع لها هذا التعاطف عقب قيام ثورة 25 يناير أن تنال الجزاء نفسه لباقى أفراد الأسرة الحاكمة وكل المقربين فى بداية الاحتجاجات.

هايدى راسخ ابنة رجل الأعمال مجدى راسخ لم تظهر فى المناسبات العامة كثيرا منذ زواجها من علاء مبارك عام 1996.. والتى دارات حولها العديد من الروايات من إعجاب علاء ولقائه بها بالإسكندرية إلى أن حازت إعجاب السيدة الأولى فيما بعد وقررت تزوجيها لنجلها الأكبر لتنجب منه طفلين هما محمد الذى ولد عام 1997 وتُوفى عام 2009.. وعمر الحفيد الثانى لمبارك الذى ولد عام 2003.

الأزمة الأكبر


أكبر الأزمات فى حياة هايدى راسخ على الإطلاق مثلها كأى أم فى مايو 2009.. عندما رحل ابنها محمد بشكل مفاجئ على خلفية أزمة صحية ألمت به.. لتظهر الأسرة الحاكمة لأول مرة مهتزة حزينة على غير المعتاد فى «صورة» جلبت تعاطف قطاع من المصريين بينما تصنع قطاع آخر الحزن للاستفادة مثلما كانوا يفعلون دائما فى أى شىء يخص عائلة مبارك. الرحيل المفاجئ للحفيد الأول نزل كالصاعقة على عائلة مبارك.. والذى كشف عن تفاصيله مؤخرا رجل الأعمال الهارب حسين سالم فى لقاء تليفزيونى قائلا: « الطفل شعر بصداع ثم بدأ ينزف وتوفى فجأة.. وأصر مبارك على إرساله إلى فرنسا فى محاولة لإنقاذه لكن أمر الله كان قد نفذ»، مؤكدًا أن تلك الحادثة كانت بمثابة القشة التى قصمت ظهر مبارك الذى لم يتمالك نفسه بعد تلك الحادثة إلى أن تم الإطاحة به فى يناير 2011.

نقطة تحول


تبدلت حياة «هايدى» كليًا بعد وفاة نجلها.. واتجهت إلى العمل الخيرى والاجتماعى من خلال أنشاء مؤسسة محمد علاء مبارك الخيرية فى شهر رمضان من عام 2010.. وظهرت برفقة زوجها فى حفلات تكريم حفظة القرآن.. فيما كان الظهور الأبرز والاستثنائى لزوجة نجل الرئيس الأسبق فى 3 يناير 2010.. عندما حضرت برفقة زوجها مراسم غسل الكعبة المشرفة برفقة زوجها علاء مبارك فى سابقة غير مسبوقة وحالة استثنائية غير مسبوقة خاصة أن السيدات لا يحضرن غسل الكعبة مثلما هو معتاد. بعد ظهور هايدى فى الحياة العامة.. بدأت أحاديث المصريين تطاردها.. وتركز الحديث حول رغبتها فى الحجاب ورفض آل مبارك لهذا القرار خاصة أنه يعبر عن اتجاه سياسى بدأ ينمو فى الأسرة التى اعتبرت جماعة الإخوان الفصيل المعارض الأقوى فى الشارع المصرى فى ذلك الوقت.. فيما تم ربط قصة حجاب قرينة علاء بالداعية ذائع الصيت حينها عمرو خالد كونه سببا رئيسيا فى إقناعها بفكرة ارتداء الحجاب لذا كان ابعاده عن مصر فى عام 2009 واقع لكن ارتباطه بهذه القصة لم تثبت مدى صحتها حتى الوقت الحالى فى ظل التزام جميع الأطراف الصمت تجاه تلك الأحاديث.

انتقادات


انتقادات وجهت إلى هايدى وزوجها علاء رغم أن رجل الشارع العادى اعتبرهم أثناء حكم مبارك الأقل ضررا بل يقومون بأعمال خيرية تعوض فساد النظام الحاكم.. لكن آخرين اعتبروا أداة فى يد نظام مبارك لتحسين صورته وجلب حالة من التعاطف فى ظل تنامى روح الكراهية والعداء ضده هذا إلى جانب اعتياد نجلى مبارك الظهور فى مباريات كرة القدم للمنتخب الوطنى داخل مصر وخارجه فى أوقات أخرى.

ثورة 25 يناير عام 2011.. حملت المعاناة ذاتها لهايدى مثل نساء آل مبارك لكنها كانت مضاعفة خاصة أنها لم تشفَ من صدمة رحيل نجلها.. لتُصدم بحبس زوجها والتحفظ على أموال والده واتهامه فى العديد من القضايا لتبدأ فصل جديد فى حياتها لم تُعايشه من قبل فى ظل مستقبل مجهول لزوجها وولدها.. كما أمر جهاز الكسب غير مشروع بالتحفظ على أموالها التى تتمثل فى فيلات وشُقَق بمصر الجديدة وبشرم الشيخ والمقطم وأرض الجولف، وذلك بعد أن أثبتت تحريات الأجهزة الرقابية استغلال النفوذ. وتجدر الإشارة إلى أن عديد من التقارير الصحفية أثناء الثورة أشارت إلى أن هايدى راسخ رفضت السفر مع زوجها علاء مبارك وأسرته خارج مصر وطلبت منهم أن يتركوها بالقاهرة لكى تتمكن من زيارة قبر نجلها محمد المتوفى فى 2009، مؤكدة أنها ستظل بجوار جثمان نجلها طوال عمرها.

المعاناة الشديدة لهايدى راسخ.. تكفل نجلها عمر بنقلها عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك مرتين الأولى عندما نشر صورة والديه معلقا عليها «اللهم اجمع شملهما فى القريب العاجل وفك كربهما وفرج همهما وأسعد قلبهما يا رب العالمين».. والمرة الثانية نشر صورة والدته وعلق عليها: «اللهم فك كربها وفرّج همها وأسعد قلبها وانصرها يا رب العالمين». على عكس «خديجة وجمال».. اللذين ظهرا فى الأهرامات تارة وفى مطعم فاخر فى مرة أخرى.. لم تظهر هايدى برفقة علاء فى أى مناسبة عامة منذ الإفراج عن علاء مبارك فى شهر يناير الماضى لأول مرة.. والثانية فى أكتوبر الماضى.. مُفضلين الابتعاد عن الأضواء أو الظهور فى الحياة العامة.. خاصة أن علاء لم يظهر سوى مرة وحيدة فى أبريل الماضى بعزاء والدة الكاتب الصحفى مصطفى بكرى.. ولم يظهر مرة أخرى سوى بالزى المدنى فى آخر جلسات محاكمته فى قضية التلاعب بــ«البورصة المتهم فيها وشقيقه وعدد من رجال أعمال آخرين.


اليوم السابع -12 -2015

اليوم السابع -12 -2015









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

امير

قصة خيالية

الى كاتب الرواية الله لن يسامح

عدد الردود 0

بواسطة:

asdex

ارحموا عزيز قوم ذل

عدد الردود 0

بواسطة:

عمرو

معجزة في بناير 11

عدد الردود 0

بواسطة:

normandy 2010

الله اكبر

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى عربى اصيل

مصرررررررررر

عدد الردود 0

بواسطة:

Alibdar

الى رقم2

عدد الردود 0

بواسطة:

ياســـر

جنــــة الدنيـا على حسـاب مهـانة البســـطاء

عدد الردود 0

بواسطة:

عبدالقوى

كلمتين وبس

عدد الردود 0

بواسطة:

بورسعيدي

يا محكمه الحكم فين في الارض والا في السما

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود ابو ادم

لا يغير الله مابقوم حتى يغيروا ما بانفسهم

واهم من ظن ان مبارك وعائلته هم الفساد

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة