محمد صبرى درويش يكتب: مآسى البحث العلمى فى مصر وكيفية الحل؟

الإثنين، 09 نوفمبر 2015 02:06 م
محمد صبرى درويش يكتب: مآسى البحث العلمى فى مصر وكيفية الحل؟ معمل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تُطالعنا الصحف بين الحين والآخر ويشتكى كاتبوها من الميزانية الضئيلة للبحث العلمى فى مصر، والجميع مُجِمعٌ على أن ميزانية البحث العلمى لا بد وأن ترتقى لأضعاف ما هى عليه، ولا أحد يختلف على هذا، لكن قبل مُطالبة الدولة برفع ميزانية البحث العلمى يتوجب بناء العقول المُبتكِرة أولاً ثم نُطالب بزيادة الميزانية، فالمال وحده لن يُجلبَ اختراعًا.

والآن كيف نبنى العقول المُبتكِرة؟

العقل المُبتكر يأتى نتاجًا عن "معرفة تراكمية عملية"، بمعنى لن يشرب شخص الماء وينام ثم يُقدم لنا اختراعًا فى الصباح، ولكن لا بد من معارف يُلمُ بها ورغبة داخلية لديه فى الإتيان باختراع يُفيد به وطنه، هنا فقط سيتولد الاختراع ثم يأتى المال لاحقًا فى وضع نموذج عملى للفكرة وتصنيع وحدات من الابتكار لتغزو الأسواق.

تعال الآن لنتحدث بطريقة عملية، لو أن شابًا أراد أن يبتكر آلة لتجميد القنابل التى يزرعها الإرهابيون من على بُعد فتُصبح القنبلة بمثابة قطعة حديد لا ضرر منها، ولكى يصل الشاب إلى هذه المرحلة من التفكير لا بد وأن يكون لديه أولاً معلومات عن الموجات الكهرومغناطسية الباردة التى ستخرج من الآلة لتصطدمَ بالقنبلة وتُجمدها وكيفية تصنيع هذه الموجات بطريقة عملية، وأنا أقصد هنا أن يكون قد دَرَسَ "عمليًا" كيفية تصنيع الموجات، فلكى يبتكر لا بد أن يتعلم أولاً، ولكن الواقع نحن نُعلم الشباب المناهج التافهة عن العلوم ويشقى عقله فى حفظ وإلمام كلام تافه لن يُولدَ لنا إبرة.

وأقول للدولة إن كنتِ تُريدين شبابًا يخترع، قدمى لهم العلم العملى أولاً، وستجدى فى كل عام اختراعاتٍ جديدة بعدد أبنائنا فى مراحل التعليم، وهنا فقط تستطيع الدولة أن تزيد ميزانية البحث العلمى لها لأن أى مبلغ ستُقدمه ستجنى أضعافه، وهنا فقط ستصبح الاختراعات مصادر للدخل المادى للطلاب وربما يرتكز الدخل القومى المصرى بعدها على الاختراعات، وأقول للمسئول عن اتخاذ القرار بتحويل المناهج الدراسية إلى مناهج عملية: "إنجز ربنا يِعِمِر بيتك".












مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة