بعد فرض إيران على فنانة إعلان اضطرابها العقلى أو أن تظل هاربة.. الخلل العقلى والهروب وسيلة المبدعين لمواجهة القهر.. تولستوى فر من زوجته.. ومى زيادة أصيبت بأزمة نفسية.. والجنون تهمة دائمة لنجيب سرور

السبت، 07 نوفمبر 2015 02:10 ص
بعد فرض إيران على فنانة إعلان اضطرابها العقلى أو أن تظل هاربة.. الخلل العقلى والهروب وسيلة المبدعين لمواجهة القهر.. تولستوى فر من زوجته.. ومى زيادة أصيبت بأزمة نفسية.. والجنون تهمة دائمة لنجيب سرور نجيب سرور
كتبت آلاء عثمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دوامة القوانين المقيدة للحريات لا تنتهى.. كما أن المتمردين لا ينتهون.. وكلما ازدادت السلطات تعنتًا ظهر المتمردون فى صلابة يعلنون رفضهم لأحكام السلطات السالبة لحريتهم.. فى حادثة جديدة أصدرت وزارة الثقافة التابعة لدولة إيران قرارًا تمنع فيه الممثلة الإيرانية صدف طاهريان من التمثيل فى إيران، كما قرر التليفزيون الإيرانى وقف بث مسلسل "أمين" الذى تقوم صدف طاهريان ببطولته، وذلك بعد أن نشرت الممثلة الإيرانية صورة شخصية لها على موقع إنستجرام بدون ارتدائها للحجاب، وهو الزى الإجبارى فى إيران، فى لفتة من الممثلة للاحتجاج على القوانين المقيدة للحريات ببلدها.

ووسط كل الغضب الشعبى والرسمى فى إيران، خرجت الفنانة الإيرانية تشيكامى تشيمان ماه، وهى تعيش خارج إيران، مع صدف طاهريان، ووضعت صورها على إنستجرام دون حجاب، وعندها خرجت الجهات المسئولة بإيران تؤكد أنه على الممثلتين الاعتذار علنًا للشعب الإيرانى، والإقرار بأن سبب نشر الصور بهذه الطريقة هو معاناتهما من اضطرابات عقلية ونفسية، الأمر الذى دفع الممثلة صدف طاهريان إلى الهروب خارج البلاد متجهة إلى دبى، إلا أن السلطات الإيرانية أعلنت مقاضاتها والتربص بها حال عودتها لموطنها.

دخلت الحكومة الإيرانية على خط الجدل المثار حول صور نشرتها الممثلة الإيرانية الشهيرة صدف طاهريان، تظهر فيها بدون حجاب، وأوقفت وزارة الثقافة الممثلة التى فرت إلى دبى عن التمثيل فيما تعتقد أنه يجب ملاحقتها قضائيا لدى عودتها.

ويبدو أن الأمر أصبح معقدًا بعد أن أصبحت صدف طاهريان، بين اختيارين أولهما أن تقضى حياتها هاربة من بلادها، أو تعلن اضطرابها عقليًا ونفسيًا، إلا أن الثانى ليس له نتائج مضمونة فالحكومة قد تزج بها داخل مستشفى للأمراض العقلية، كما فعلت سلطات الحكومات الأخرى مع مبدعيها، أما الأول فقد يكون مصيرها الدائم، مثلها أيضًا مثل عدد من الأدباء والكُتاب الذين هربوا من بلادهم، لأسباب فى غالبيتها تتعلق بالسلطات الحاكمة.

ليو تولستوى


كانت الثلاثون سنة الأخيرة من حياته الطويلة مليئة بالقلق المتزايد، ولما لا وهو دائم البحث على إجابة عن مشاكل البشرية، ورغبته بمساعدة الفقير والضعيف، حتى أعلن الثورة على العنف والحرب، وعلى رياء الرجال المحيطين به، فقرر أخيرًا الهرب من موطنه، إلى شاماردينو، وواصل الهرب إلى القوقاز، وتعددت احتمالات أسباب هرب تولستوى، فهناك احتمال يشير إلى أنه قرر التنازل عن أملاكه ومنحها للفقراء، فاصطدمت مثله العليا بتقاليد أسرته، وبزوجته الكونتيسة صوفيا التى عارضته فى القرار بشدة، فقرر الهرب منها، أو هرب ليريح نفسه من معارضة زوجته أيضًا لمحاولات تشيرتكوف زعيم الحركة "التولستوية" لإرغامه على التخلى عن حقوق نشر مؤلفاته التى كتبها بعد بدء دعوته الفلسفية باعتبار أنها ملك للبشرية جمعاء، وبعد نجاحه فى ذلك صار أصحاب دور النشر يجنون أرباحا طائلة من نشر أعماله.

لكن المؤكد أن هروبه من مسكنه وأسرته أثر على صحته، حتى مات فى محطة قطار قرية استابوفو وهو فى طريقه لزيارة شقيقته، فى 20 نوفمبر 1910م، بعد أن أصيب بالالتهاب الرئوى الحاد، بسبب البرد الشديد.

نجيب سرور


وقف نجيب سرور فى وجه الظلم بشجاعة، مواجهًا السلطات الحكومية دون خوف أو تردد، وحياته الثورية الدائمة عرفت طريقها إلى الشعر منذ سقوط العمال ضحايا لوقوفهم أمام الاحتلال الإنجليزى لمصر، وامتد حتى بعد ثورة 1952م، معترضًا على عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، فوقف أمامه وتحداه فى جسارة، فكان مصيره مستشفى المجانين، إذ لاحقته السلطات المصرية، يوم 2 يونيو عام 1969م، وأودعته فى مستشفى العباسية للأمراض العقلية، ليلقى مصيره الكاشف للوجه الحقيقى للظلم داخل أروقة المستشفى.

مى زيادة


فى الفترة الأخيرة من حياة الأديبة مى زيادة، توالت عليها النكبات، بداية من موت والدها عام 1929م، وبعده بعامين فقط مات حبيبها الشاعر جبران خليل جبران، وبعدها بعام واحد أى عام 1932م، ماتت والدتها، وهو ما أثار فى نفسها حزن وخوف شديدين، ولم تتحمل هذه الصدمات المتتالية فأصيبت باضطراب نفسى، وأخذت تميل إلى العزلة، والانقطاع عن الناس، فظهرت أطماع أقاربها فى ممتلكاته، حتى نقلوها إلى مستشفى للأمراض العلقية، بعد أن حجر أحد أقاربها على أملاكها بحجة جنونها.

نصر حامد أبو زيد


واجه الدكتور نصر حامد أبو زيد، مصيرًا محزنًا، عام 1992م، بعد أن تقدم بأطروحة "نقد الخطاب الدينى" لنيل درجة الدكتوراة، ليجد نفسه متهمًا بالردة والكفر، ومطالبًا بتطليق زوجته، حسبما أصدر القضاء المصرى حكمه عليه آنذاك، وهو الحكم الذى دفعه للهرب خارج مصر هو وزوجته ابتهال يونس إلى هولندا، مؤكدًا أن موقفه كان دفاعًا عن حرية الفكر، والتقاليد العلمية الجامعية، فى مواجهة الذين اعتبروا أن تحليلاته تشكل تهديداً للدين، وخروجاً على الملة، فى حين لم يكن هدف الذين هاجموه الدفاع عن الدين الذى لا يستطيع شخص، مهما بلغت قوة مقولاته أن يهدده، بل هو دفاع عن المصالح والمواقع التى تنتج مكانة وزعامة وأموالاً.

باسترناك


وريس باسترناك، روائى وشاعر روسى، أثار حصوله على جائزة نوبل عن روايته "دكتور زيفاجو"، عاصفة سياسية وصحفية واسعة، كان من نتائجها فصله من اتحاد الكتاب السوفيات، وكان أول تعليق من إذاعة موسكو على حصوله على الجائزة، يقول، إنه "إجراء سياسى موجه ضد الاتحاد السوفياتى".

وضغطت عليه السلطات السوفييتية حتى يرفض جائزة "نوبل" للآداب، بعد أن فاز بها عن روايته "الدكتور جيفاكو" ومنعته من السفر لتسلمها، وبعدها كتب قصيدة شهيرة بعنوان "جائزة نوبل"، ثم توفى بعد عامين من إعلان اسمه فائزًا بالجائزة.


موضوعات متعلقة..


- عروس البحر المعشوقة الغارقة.. مدينة الأحبة وملهمة الأدباء والفنانين..الكتابة عنها امتزجت بالسيرة الذاتية..وبناتها فى الروايات تؤكد:لا أحد ينام فى الإسكندرية..وحياة الصيادين والبحارة برباعية محمد جبريل













مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة