سعيد السعيد السباعى يكتب: مكافحة القمامة قضية وطنية

الجمعة، 20 نوفمبر 2015 08:06 م
سعيد السعيد السباعى يكتب: مكافحة القمامة قضية وطنية قمامة فى الشوارع

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اندلعت مظاهرات الاحتجاج فى شوارع لبنان بسبب تفاقم أزمة القمامة، تعبيراً منهم عن الغضب من عدم اهتمام الحكومة بحل هذه المشكلة، وكانت حملة "طلعت ريحتكم" قد تجمعت فى وسط بيروت للاحتجاج على عدم حل أزمة النفايات وطالبوا باستقالة وزير البيئة.

ولقد تجاوزنا فى مصر مرحلة "طلعت ريحتكم" ووصلنا عن استحقاق إلى مرحلة "طلعت روحنا" حيث تنتشر أكوام القمامة فى كثير من الشوارع الرئيسية والفرعية سواء فى محافظة القاهرة أو الجيزة أو غيرهما من المحافظات وسواء فى الأحياء الشعبية أو الراقية إلى جانب أن جبال القمامة برائحتها الكريهة تحيط بالمنازل والمدارس والمستشفيات والمبانى بشكل غير متحضر، وأيضاً القاهرة العريقة أكبر مدينة عربية وأفريقية وقبلة العرب والأفارقة والمسلمين أصبح يجتاحها مرض عضال وهو أكوام القمامة فى شوارعها وميادينها، والأخطر من كل ذلك أن القمامة وصلت إلى النيل الذى نعيش منه وعليه لتلوثه مما يعرضنا للأمراض.

إن القمامة بالإضافة إلى أنها تحدث تشوهات حضارية فى الشوارع والميادين وتساعد على انتشار الأمراض أصبحت تشكل بيئة صالحة لتوالد وتكاثر الحشرات الضارة والحيوانات الضالة مثل الكلاب والقطط التى تتجمع عليها وتتغذى منها.

والسؤال الآن، هل كتب علينا أن نتعايش مع كل هذا القبح والتشويه ؟! وأين وزارة البيئة والمحليات والمحافظين؟! أم أنهم شاهد ماشافش حاجة وأين احترام حق المواطن فى أن يسير فى شوارع نظيفة وأن يرى بلاده جميلة خالية من القمامة؟

وألا يشعر المسئولين عن ملف القمامة بالخجل من المناظر المقززة لأكوام القمامة ورائحتها العفنة التى تزكم الأنوف وتأثير ذلك على السياحة ونظرة السائح إلى المجتمع المصرى بما يعد إهانة للمصريين لأن هذا المشهد غير المتحضر يتناقض مع أننا أول من قدم حضارة فى التاريخ، وكيف يمكن أن نصدق أن الخير قادم والقمامة تزداد من حولنا ونفرض علينا مناخ من عدم التفاؤل؟ أن إهمال هذا الملف يؤدى إلى عواقب وخيمة ولهذا يجب وضع حد لهذه المشكلة المزمنة التى سببها تقاعس المسئولين عن إيجاد حلول لها وسوء إدارة الحكومة لملف القمامة.

أن القمامة فى كثير من دول العالم المتقدم تعتبر ثروة تزيد إيرادات الدولة وتستخدم فى إنتاج سلع وخدمات وسماد عضوى لزيادة خصوبة الأرض الزراعية وإنتاج غاز وطاقة لها استخدامات متعددة ويكفى أن دولة مثل البرازيل تستخرج الكحول من القمامة وتستخدمه كوقود لغالبية سياراتها منذ السبعينيات.

وأخيراً نتمنى مكافحة القمامة والقضاء عليها واعتبارها قضية وطنية لأنه بدون حل لمشكلاتنا العديدة فنحن فى مهب الريح.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة