أكرم القصاص - علا الشافعي

محمود حمدون يكتب: الفقر.. وأشياء أخرى (2)

الإثنين، 16 نوفمبر 2015 11:40 ص
محمود حمدون يكتب: الفقر.. وأشياء أخرى (2) صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تضاءلت كثيرا أو كادت تختفى الخطوط الحمراء بالمجتمع، ويُقصد بها جملة الثوابت التى تحفظ للمجتمع تماسكه الخارجى وتحافظ على هشاشة علاقاته الداخلية، وتمنعه من السقوط..

من لغو الحديث ألاّ نضرب مثلا على هذا القول، فقائمة كثيرة من الأطعمة التى كانت حكرا على الفقراء وتمثل حد أدنى لهم لا يجوز التلاعب به أو اللعب بأسعاره. بعيدا عن البقوليات ( حتى لا تعتقد أنه المثل الوحيد ) هناك من البروتينات التى كانت تعين الأسرة الفقيرة على العيش بحد أدنى من الكرامة الإنسانية، السمك والجمبرى، (السمك الموسى تحديدا)، والجمبرى من القشريات وكليهما غذاء يحتوى على بروتينات تعوّض صعوبة وصول الفقير للحوم والدواجن.. وكليهما كان بمتناول الفقير، دراهم معدودات يدفعها لقاء كمية من الصنفين تكفيان إطعام الأسرة، ذلك استمر حتى نهايات السبعينيات من القرن العشرين.

الآن انقلب الهرم الغذائى بمصر وأصبحت أطعمة الفقراء، تقع على أول سلّم الأغذية القيّمة ماديا وغذائيا للأغنياء لم يعد الفقير بقدرته الفردية الوصول لأى شىء، يشاهد ويتحسّر مترقبا اللحظة ولعل هذا التغيير لا يعود لحرص الأغنياء وبرّهم بالفقراء والمعوزين لكن يعكس أن المجتمع يضطرب منذ عشرات السنين، اضطراب السفينة التى تجنح كثيرا قبل غرقها، فما من سفينة غرقت فى لحظة، فقط تحتاج لوقت طال أو قصر.

وبعيدا عن لغو السياسة والساسة، إن أردت أن تعرف ما يحدث مع الفقر والفقراء فى مصر، فعليك أن تتعرف على طبيعة سياسات الدولة حيال قضية الفقر، هل هى سياسة إصلاحية، تستأصل الفقر من شأفته؟ أم هى سياسات للتخفيف من حدة وقسوة الفقر؟

الأولى، راديكالية الطابع ونقصد بها أنها تبحث وتهدم فى جذور الفقر والتى هى فى طبيعتها سوء توزيع الدخل القومى وغياب العدالة الاجتماعية..

بينما الثانية، تعالج آثار الفقر وتعمل على التخفيف من قسوته على الفقراء وتبحث فى تفريغ نقاط التوتر بالمجتمع من خلال برامج دعم ومساعدات كبيرة وإتاحة مساحة أكبر للجمعيات الأهلية لجمع تبرعات واستعطاف الأثرياء للتبرع.. شنطة رمضان – شوادر اللحوم فى عيد الأضحى... إلخ، الغاية أن يظل الفقير كما هو وأن تظل المساحة بينه وبين المجتمع أو الآخرين ثابتة.

دون مواراة باستثناء مرحلة "ناصر الاشتراكية" كل سياسات الأنظمة السياسية السابقة والحالية، تعالج آثار الفقر دون المساس بجذوره، غلاة الرأسمالية أنصار النظرية الليبرالية، يرون فى الفقر، جيش احتياط بوزان المجتمع، ويرى هؤلاء أن الفقراء، فقراء لعجزهم، وليس لعجز وقصور سياسات الدولة.
الآن.. حللّ وادرس كل تشريع أو قرار أو سياسة، وحددّ بنفسك :
هل تعالج الفقر من جذوره ؟
أم.. تعالج آثار الفقر وتخففّ منها ؟











مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

ايمن محمود صالح

الفقر والفقراء

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة