يوسف أيوب يكتب: سيول الإسكندرية تكشف عورات حكومة "إسماعيل".. الوزارة تختبئ خلف ستار الفشل والحلول التقليدية وترفض الابتكار.. والشواهد تؤكد أننا أمام منطق يحتاج للتصويب من القيادة حتى لا تغرق المركب

الأحد، 25 أكتوبر 2015 04:21 م
يوسف أيوب يكتب: سيول الإسكندرية تكشف عورات حكومة "إسماعيل".. الوزارة تختبئ خلف ستار الفشل والحلول التقليدية وترفض الابتكار.. والشواهد تؤكد أننا أمام منطق يحتاج للتصويب من القيادة حتى لا تغرق المركب الإسكندرية تغرق نتيجة السيول والأمطار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نظريًا لا تتحمل الحكومة بشكل كامل وزر ما حدث فى الإسكندرية اليوم، كونه نتيجة تراكم سياسات فاشلة لحكومات متعاقبة اعتادت أن تستسلم لكلمة "كله تمام"، لكن عمليًا فإن الحكومة مسئولة عن هذا الفشل الذى جاء بعد أسبوع واحد فقط من أول جولة خارج مكتبه لرئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل، والذى اختار الإسكندرية لتكون محطته الأولى، لكنه بدلاً من أن يطمئن بنفسه على استعدادات المدينة الساحلية لموجة الطقس السىء التى كان يتوقع أن تضربها هذه الأيام، استمتع دولة رئيس الوزراء بجولة فى مشروع التطوير الحضرى بمنطقة غيط العنب، وفى ميناء الإسكندرية ومصنع الأسمدة العضوية، وغيرها من الزيارات التى ساعدت على التقاط صور جميلة لرئيس الحكومة وهو يرتدى الملابس الكاجول.

ما حدث يؤكد أنه تم تغييب رئيس الحكومة خلال زيارته للإسكندرية بفعل فاعل، فبدلاً من إستغلال الزيارة ليكون إسماعيل مطلعًا على استعدادات المحافظة جرت عملية تحويل للأنظار إلى اتجاه آخر، حتى لا يرى رئيس الحكومة ضعف إمكانيات المحافظة، وتهالك بنيتها التحتية التى انهارت مع أولى موجات الطقس السىء، بما يؤكد أن غياب الرؤية لايزال يحكم أداء حكومة مصر، فهى لا تنظر إلا تحت أقدامها، ولا تنظر للأمام أبدًا، وبدلاً من أن تستشرف المستقبل تعتمد على الأداء البيروقراطى الذى سيغرق البلد كلها وليس حكومة شريف إسماعيل وحدها.

حدث للإسكندرية ما حدث، وتحمل أهلها وزر أخطاء الجميع، وغرقت المحافظة الساحلية فى مياه الفساد والإهمال الحكومى، لكن للأسف ليست هناك مؤشرات على أن الحكومة ستستفيد مما حدث، بل إنها ستسير على نفس الوقع الذى سارت عليه كل الحكومات السابقة، فالمحاسبة مرفوعة تمامًا من الخدمة، وإن حدثت فإنها تطال شخصيات ليست مسئولة كليًا عن الفساد والإهمال، لأن الهدف هو التغاضى عن أخطاء المسئولين الحقيقيين، وخير مثال على ذلك أن الحديث الآن منصب على محافظ الإسكندرية الحالى، ورغم أنه يتحمل جزءًا من المسئولية، لكن لماذا نتغافل جميعًا أن المسئولية تشمل أيضًا كل من تعاقبوا على كرسى المحافظ باعتباره شريكًا أصيلًا فيما حدث، لأن إعادة تأهيل البنية التحتية للمحافظة لن تتم فى شهر أو عام، لكنها تحتاج لخطة طويلة، لابد أن يسأل عنها كل من شاركوا فى إهدار أموال الدولة فى خطط لا يستفيد منها سوى حفنة من الفاسدين.

أغرقت سيول الإسكندرية حكومة شريف إسماعيل لأنها لم تخرج عن النسق المألوف لحكومات مصر السابقة، واعتبرت أن البيروقراطية هى السبيل الوحيد لكى يستمر كل وزير فى كرسى الوزارة، فلا حلول مبتكرة ولا أفكار أبداعية.. الكل يبحث عن الاختباء خلف ستارة الفشل.

السيول ليست وحدها التى ستغرق هذه الحكومة، فقبلها حدثت مؤشرات تؤكد أنها حكومة قصيرة العمر، فبأى منطق اتخذ رئيس الوزراء قراره بمقاطعة مؤتمر مرسى مطروح الاقتصادى رغم أنه فكرة إبداعية ستحدث أثرًا اقتصاديًا إيجابيًا لو اهتمت الحكومة بكل ما شهده المؤتمر من أطروحات اقتصادية واستثمارية.. وبأى منطق اتخذت الحكومة قرار تجميد العمل بدرجات الانضباط والسلوك، وهل الحكومة الحالية كالسابقة تمامًا تعيش فى جزر منعزلة.

أسئلة كثيرة وشواهد أكثر تؤكد أننا أمام منطق حكومى يحتاج للتصويب السريع من القيادة السياسية.. حتى لا تغرق المركب كلها.



موضوعات متعلقة..



- صورة لكورنيش الإسكندرية محاصر من الاتجاهين بمياه "البحر والأمطار"


- رجال الشرطة بالإسكندرية يرفعون شعار "شمر بنطلونك وانزل" لإنقاذ الشوارع


- محافظ الإسكندرية:خطة لحل أزمة تراكم مياه الأمطار تظهر نتائجها الشتاء القادم


- ارتفاع ضحايا سقوط كابل كهرباء ترام الإسكندرية على مياه الأمطار لـ6 قتلى


- بوادر الشتاء تخطف قلوب رواد تويتر بثلاثة هاشتاجات تتصدر الموقع



- إغلاق ميناء العين السخنة أمام حركة الملاحة لسوء الأحوال الجوية


- بالفيديو والصور.. كارثة إنسانية فى الإسكندرية بسبب الطقس السيئ.. مصرع 6 أشخاص حاولوا الاختباء من المطر صعقا فى سقوط كابل كهرباء ترام.. والمحافظ: تطوير شبكة الصرف لمواجهة الأزمة


- بالصور.. الطقس السىء يضرب المحافظات بعد انخفاض الحرارة 8 درجات ويعطل حياة المصريين.. أمطار فى القاهرة وسيول على الصعيد والسواحل الشمالية.. والأرصاد: الموجة مستمرة حتى الثلاثاء










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة