هل انهار الاقتصاد الإسرائيلى فى حرب أكتوبر 73.. اقتصاد تل أبيب خسر 5 مليارات دولار وأوشك على الانهيار لولا الدعم الأمريكى بـ1.6 تريليون دولار

الأحد، 11 أكتوبر 2015 07:04 م
هل انهار الاقتصاد الإسرائيلى فى حرب أكتوبر 73.. اقتصاد تل أبيب خسر 5 مليارات دولار وأوشك على الانهيار لولا الدعم الأمريكى بـ1.6 تريليون دولار حرب أكتوبر
تحليل يكتبه عادل السنهورى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل توقفت خسائر إسرائيل فى حرب السادس من أكتوبر 1973 على الخسائر العسكرية فقط؟ أم أن الحرب كبدت إسرائيل خسائر أخرى كادت أن تؤدى إلى انهيار الاقتصاد الإسرائيلى لولا الدعم والمساعدات الأمريكية غير المحدودة فى ذلك الوقت.

بداية فقد بلغت الخسائر العسكرية الإسرائيلية حوالى 10 آلاف قتيل و20 ألف جريح وتدمير ألف دبابة -أى نصف القوة المدرعة لإسرائيل- وتدمير 372 طائرة حربية و25 مروحية.. لكن الأمر لم يتوقف عند حد الخسائر العسكرية واتسع ليشمل الوضع الاقتصادى، فآثار الحرب وما قبلها انعكس على الحياة الاقتصادية ومرت تل أبيب بأزمة حادة أبرزها تضخم شديد إلى سلسلة من خفض العملة ومعدل بطالة قياسى بلغ 10% وتدهور مستوى المعيشة وتزايد عجز الميزان التجارى وميزان المدفوعات.

وكشفت حرب أكتوبر الاقتصاد الإسرائيلى على حقيقته وتعرض لأسوأ أزمة اقتصادية منذ نشأة دولة الكيان الصهيونى بعد الخسائر الجسيمة التى تكبدتها الآلة العسكرية الصهيونية على أيدى البواسل المصريين فى الحرب. الأمر الذى أثبت كيف كان تأثير حرب أكتوبر والاستنزاف على البنية الاقتصادية للكيان الصهيونى وسقوط أسطورة الجيش الذى لا يقهر وتحطم نظرية الأمن الإسرائيلى.

وأدت الحرب وسنوات الاستنزاف إلى إنهاك الاقتصاد الإسرائيلى واستنزافه، حيث فرضت على إسرائيل الاحتفاظ بنسبة كبيرة من قواتها فى حالة تعبئة واستعداد دائم، ما كان له التأثير السلبى على معنويات أفرادها، وخفض معدل النمو الاقتصادى وزيادة العبء الذى يتحمله المواطن الإسرائيلى.
ولإثبات حجم الخسائر الاقتصادية المهولة التى تكبدها الاقتصاد الاسرائيلى فى حرب السادس من أكتوبر المجيدة، يعترف ناحوم جولدمان رئيس الوكالة اليهودية الأسبق فى كتابه بعد انتهاء الحرب بعنوان "إلى أين تمضى إسرائيل" بأن أكتوبر كلفت إسرائيل ثمنًا باهظًا وكبدت الاقتصاد الإسرائيلى حوالى 5 مليارات دولار.

هذه الخسائر الاقتصادية لم يكن الاقتصاد الإسرائيلى الصغير فى ذلك الوقت لولا الدعم الأمريكى المباشر حتى لا تنهار إسرائيل تحت أقدام المصريين. فمثلما أنقذت واشنطن إسرائيل فى الحرب يوم 13 أكتوبر بالأسطول الجوى غير المسبوق فى تاريخ الحروب، فقد كلفت إسرائيل الولايات المتحدة الأمريكية ماليًا، كما ذكرت صحيفة كريستان ساينس مونيتور، أن 6،1 تريليون دولار عام 73، أى أن كل مواطن أمريكى تحمل 5700 دولار لدعم إسرائيل بإرادته أو بغير إرادته. على الرغم من أن أمريكا عانت من ركود اقتصادى فى سنوات الحرب بعد استخدام العرب لسلاح النفط ومنع بيعه لواشنطن، وهو الركود الذى كلف الخزينة الأمريكية بما قيمته 420 مليار دولار، إضافة إلى 450 مليار دولار أخرى مثلت نسبة الزيادة فى أسعار النفط. وفى مواجهة سلاح النفط قررت واشنطن إقامة خزان إستراتيجى بتكلفة 134 مليار دولار.

حرب السادس من أكتوبر 1973 لم تفقد إسرائيل توازنها العسكرى والسياسى وسقوط أساطيرها وأوهامها الكثيرة فقط، بل كادت أن تؤدى إلى انهيار شامل للاقتصاد الإسرئيلى، لولا جسر الأموال الأمريكية للخزينة الإسرائيلية الفارغة، حتى لو كان ذلك على حساب المواطن الأمريكى.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة