سيد حجاب فى هجوم على الأزهر: المؤسسة لعبت دورًا تدميريًا فى تجهيل المجتمع وتمثل عُشًا للغلو.. ونحتاج إلى تجديد العقل العربى وليس الخطاب الدينى

الخميس، 08 يناير 2015 06:44 م
سيد حجاب فى هجوم على الأزهر:  المؤسسة لعبت دورًا تدميريًا فى تجهيل المجتمع وتمثل عُشًا للغلو.. ونحتاج إلى تجديد العقل العربى وليس الخطاب الدينى الشاعر الكبير سيد حجاب
كتبت آلاء عثمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الشاعر الكبير سيد حجاب، إن مؤسسة الأزهر لعبت دورًا تدميريًا، ورجعيًا فى تجهيل المجتمع المصرى، منذ أن دعا شيوخه لخلافة السلطان فؤاد، ثم دعتهم أن يضعوا التاج الملكى على الملك فاروق، ولولا تصدى النحاس باشا لهم، كان ذلك سيؤسس لسلطة كهنوتية، مشيرًا إلى أنه خلال العصور الماضية، كان الأزهر باستثناء بعض الشيوخ الأجلاء، ذيلا للحكام، وترسيخًا للجهل، ويرفض الحداثة، وحتى الآن يعتبر الأزهر عُشا للغلو، لأنه يقف بما يدرسه من كتب ومواد، حائلا دون الدخول فى عصر الحداثة.

جاء ذلك خلال ندوة "رؤية لمستقبل مصر" ضمن فعاليات صالون الجبرتى الذى ينظمه لجنة التاريخ، بالمجلس الأعلى للثقافة، ظهر اليوم 8 يناير، وأدارته الدكتورة زبيدة عطا الله، أستاذ التاريخ بجامعة حلوان.

وأضاف الشاعر الكبير سيد حجاب، أن ما نحتاجه الآن ليس تجديد الخطاب الدينى كما يُطرح دائمًا، لكن المطلوب هو تجديد العقل العربى، حتى نستطيع تنقيته من بعض الكتابات الإسرائيلية المليئة بالأخطاء والتجاوزات، والخرافات، التى دمرت صورة الإسلام فى نفوس المصريين، وهنا علينا استعادة الوجه المشرق للإسلام بالعقل السليم، وبالتالى فإن تجديد العقل، سيجدد الخطاب الدينى؛ وذلك فعلى المفكرين أن يعيدوا النظر فى كل الموروث لتنقيته من الذى يدنسه.

وأوضح الشاعر سيد حجاب إلى أن مصر فى معركة مهمة جدًا، بدأت منذ زمن طويل، عام 1500م، حيث إن الثقافات القديمة، دخلت فى دائرة الفرز والتصنيف، وحاولت التعرف على مفردات الوجود حولها، وعندما جاء عام 1800م، بدأ الفكر الأوروبى يطرح فكرة العلية أو السببة، ومن خلال طرحهم هذا أعملوا العقل فى المعارف القديمة، حتى مشارف الثورة الفرنسية، وتغير العالم نتيجة للكشوف الجغرافية، والعلم، وتغيرت هنا مفاهيم كثيرة، وبدأ الاهتمام بالعلوم التجربية فى هذه الفترة، حتى اكتشفوا أن الإنسان حر، وبدأت الثورة الفرنسية، والثورة الصناعية، وبدأ يسود منطق العقل، والعلم فى حكم الوجود.

وأشار "سيد حجاب"، إلى أن الحضارة العربية لم تفعل ذلك، فحين تحدث ابن رشد عن السببية فى الأندلس، تصدى له الغزالى، وغضب الاتجاه المحافظ، وأبطلوا عمل السببية، وظلوا يفكرون بالعقل القديم.

وذكر حجاب مشهدا من التاريخ المصرى له دلالة عظمى، وهو أنه جاء بعض تجار البنادقة يعرضون على قنسوة الغورى، بأن يبيعوا له سلاح البارود، فرفض الغورى اعتقادًا منه أنه لا يحتاجه، والمؤسف أنه بعد ستة شهور من رفضه لشراء البارود، دخل سليم الأول مصر باستخدام البارود، فى حين كانت مصر لا تملك أى أسلحة متقدمة.

وأكد الشاعر سيد حجاب، أن هذا المشهد يعبر عن مقابلة العقل القديم، وعقل الحداثة، حيث رفض الغورى التطور حتى هزم، وجاءت الحملة الفرنسية وكانت أكثر تطورًا فى كل شىء، ومنذ ذلك الحين، ونحن نحاول الدخول فى العصر الحديث، حتى قال رفاعة الطهطاوى، علينا أن نبنى الوطن بالمدرسة والمصنع، وذلك فيجب أن ندخل عالم الحداثة، بالإسلام الذى يصلح لكل زمان ومكان، وليس الإسلام الرجعى الذى يروج له بعض الجهلاء.

وقال "سيد حجاب"، إن العدو الرئيس لمصر والعرب والمنطقة كلها، هى الرأسمالية المتوحشة، والتى بدأت منذ تكاتفت الدول الغربية وهدمت مشروع محمد على باشا، ولكن أظن الآن أن ثورة 25 يناير، هدمت مخططا رهيبا للرأسمالية فى العالم، التى كانت وصلت لفكرة تحويل البشر إلى زبائن، والوطن إلى أسواق، ومن ثم تفتيت الأوطان كلها، مثلما حدث فى البوسنة والهرسك، وكذلك تفتيت الاتحاد السوفيتى، ثم بدأ تقسم الشرق الأوسط، حتى تكون إسرائيل هى القائد لهذه المنطقة.

وأكد "حجاب"، أن الثورة ضربت مشروعات تركيا بأن تسيطر على الشرق العربى، وكذلك الصراع الإسرائيلى فى فلسطين، كما ضربت مشروع تقسيم سوريا، مشيرًا إلى أن القضاء على هذه الثورة هى الهدف الرئيسى للعدو "أمريكا وإسرائيل"، وليس الدولة المصرية، ولكن ما تمثله هذه الثورة للدولة المصرية، فهم يحاولون هزيمة الفكرة ، فكرة تقدم المصريين لأن يبنوا وطنا متقدما، وهذه الفكرة هى العدو الرئيس لهم، وإن الدواعش أداة يلعب بها العدو الرئيسى "أمريكا وإسرائيل"، حتى تبتعد عنهم الأنظار، وتتحول إلى داعش.

وأشار الشاعر سيد حجاب، إلى أن سكة السلامة لمصر، هى إعادة منظومة الاقتصاد المصرى، بأن يتحول إلى اقتصاد منتج، وكذلك استقلال الإرادة الوطنية، وبناء دولة تملك إرادتها المستقلة، لذا فعلينا التوافق حول خلق دولة تحدث تنمية اجتماعية واقتصادية وعلمية، موضحًا أنه لن ينصلح هذا الوطن إلا إذا ساد معيار الكفاءة، على الوساطة، وأهل الثقة، وهذا لن يحدث دون نضالات، فإذا الناس لم يطالبوا بحقوقهم، وحريتهم، لن يحصلوا عليها، وعليهم أن يناضلوا حتى يحصلوا على حقوقهم.

وأوضح الشاعر سيد حجاب، أنه ليس من المهم أن يطرح أهل الفكر حلولا عملية، ولكن هى مهمة السياسين والاقتصاديين، أما مهمة المفكرين أن يطرحوا الأسئلة الصحيحة فى الوقت المناسب، وأن يتلمسوا إشارات المستقبل، فالمبدعون ينيرون الطريق للسياسيين بطرح الأسئلة فى الأوقات الصحيحة.


بعد مجزرة "شارلى إيبدو".. رسامو كاريكاتير يصفونها بـ"11 سبتمبر" جديد










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة