أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

الإرهاب فى فرنسا.. والخواجة عندنا

الخميس، 15 يناير 2015 07:01 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ولا تتوقف المفارقات فى التعامل مع الإرهاب هنا وفى أوروبا، ما يتم من إجراءات وخطوات قضائية وأمنية فى فرنسا، لو حدث نصفه أو ربعه هنا، لقامت الدنيا ولم تقعد، فى فرنسا تم اعتقال شباب

ومحاكمتهم بتهمة «تبرير الإرهاب» على مواقع التواصل الاجتماعى، وهى أحكام وتحقيقات لو طبقت فى مصر لعدها البعض نوعا من «التفسخ الإمبريقى السلطوى البازغ فى سماوات القمع»، المستشرقون عندنا الذين يحبون الإشادة ليل نهار بالديمقراطيات الأوروبية لم يرمش لهم جفن وهم يرون هذه الأحكام ولم نجد لدى «عشاق الديمقراطيات الغربية» من يعد هذا مبالغة، ونرى يوميا من يحتفى بالقتلة، ويشيد بداعش ويشجعهم، ويدعوهم لقتل المصريين.

فى فرنسا اعتقلت شرطة باريس الفكاهى الفرنسى ديودونيه، للتحقيق معه بتهمة «الإشادة بالإرهاب». وتم التحقيق معه بعد تصريح ديودونيه «أشعر أننى شارلى كوليبالى»، خالطا بين اسم التكفيرى الذى قتل شرطية وأربعة يهود وشعار «أنا شارلى» الذى يرفعه ملايين المتظاهرين فى فرنسا، وقال ذلك فى تصريح على «فيس بوك» ثم مسحه ديودونيه لاحقا، «ديودونيه» سبق أن تم التحقيق معه بتهمة «الإشادة بالإرهاب» فى سبتمبر الماضى بعد نشر فيديو يسخر فيه من إعدام الصحفى الأمريكى جيمس فولى على يد داعش.

وفى نفس السياق، أصدر القضاء الفرنسى للمرة الأولى إدانات بتهمة تبرير الإرهاب، وهى جريمة أدرجت أخيرا فى القانون الجنائى الفرنسى. فى تولوز حكم على شاب فى الـ21 من العمر بالسجن 10 أشهر، لأنه هتف فى المترو متضامنا مع الأخوين كواشى، منفذى هجوم شارلى إبدو.. وفى تولون- جنوب فرنسا- حكم على شاب، 27 عاما، بالسجن عاما بعدما نشر على صفحته على «فيس بوك» صورا لإرهابيين وتصريحات تبرر هجمات باريس، وفى ستراسبورج- شمال شرق- أجلت محاكمة رجلين بالتهمة نفسها وأبقيا رهن الحجز، الأول نشر على صفحته على «فيس بوك» صورة بندقية وذخائر وتعليقا بخط اليد يقول «قبلات حارة من سوريا، باى باى شارلى»، واتهم الثانى بأنه وجه الكلام مرتين إلى عناصر شرطة أمام مركز شرطة هاتفا «%100 كواشى».. لاحظ أنه وجه كلاما للشرطة ولم يهاجمها، لكننا نرى من يستخسر مجرد التضامن مع شهداء الشرطة والجيش ويسبهم ويعد ناشطا وسياسيا وثوريا، ولو حدث وتم القبض عليه فسيخرج من يرى الحساب نوعًا من التسلط المخلوط بالقمع.

الشاهد من هذا أننا نرى عشاق ديمقراطية أوروبا يدينون نفس التصرف هنا، بينما المطلوب فى النهاية دولة قانون، وهو قانون فى الغرب لايرحم حتى هؤلاء الذين يبررون الإرهاب أو يحتفلون به، هناك ازدواجية واندهاش وانبهار بالأجنبى فقط، وهى عقدة الخواجة الكبرى.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة