بعد اعتقال السلطات الفرنسية "ديودونيه" أحد كبار الإعلاميين الساخرين بتهمة تمجيد الإرهاب.. خبراء وسياسيون: المصالح العليا للدولة تسبق مفهوم الحريات المطلقة.. والتعدى على سيادة البلاد لا تبرره أى حرية

الأربعاء، 14 يناير 2015 04:43 م
بعد اعتقال السلطات الفرنسية "ديودونيه" أحد كبار الإعلاميين الساخرين بتهمة تمجيد الإرهاب.. خبراء وسياسيون: المصالح العليا للدولة تسبق مفهوم الحريات المطلقة.. والتعدى على سيادة البلاد لا تبرره أى حرية الإعلامى الفرنسى ديودونيه
كتب اسلام سعيد - عمرو حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكدت مجموعة من الخبراء السياسيين، أن الدول الغربية تلجأ لبعض الإجراءات ضد الديمقراطية وحقوق الإنسان إذا ما تعارضت هذه المفاهيم مع المصالح العليا لها، وكانت آخر هذه الدول الغربية فرنسا التى تعرضت فيها مجلة "شارلى إبدو" لحادث إرهابى أثر على سياسات الحكومة الفرنسية وأجبرتها على اتخاذ بعض الإجراءات الوقائية ضد الحريات واعتقال واحد من أشهر الإعلاميين الساخرين فى فرنسا "ديودونيه" بتهمة تمجيد الإرهاب.

اعتقال الإعلاميين فى فرنسا يؤكد اهتمام الغرب بالمصلحة العليا قبل الحرية

من جانبه أكد الدكتور عمرو هاشم ربيع، الخبير السياسى ونائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن اعتقال شرطة باريس للإعلامى الساخر الفرنسى "ديودونيه"، فى إطار تحقيق بتهمة "الإشادة بالإرهاب" بعد الهجمات الدامية التى شهدتها فرنسا فى الأسبوع الماضى، دليلاً واضحاً على اهتمام الغرب بالمصلحة العليا للدولة حتى إذا سبقت الحرية والديمقراطية التى يدعيها الغرب فى بياناته الموجهة لمصر والعرب فى حوادث مشابهة بدعوى حقوق الإنسان.

وأضاف ربيع، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن الغرب يدعم العديد من الجماعات الشرعية وغير الشرعية فى المنطقة بدعوى حقوق الإنسان، لكن عندما ينقلب الأمر عليها يكون الحكم لديهم بمنطق المصلحة العليا للدولة أكثر من الحكم بمنطق الديقراطية وحرية التعبير.

وأوضح "ربيع" أن الغرب يشهد نوعاً من الارتباك فى مقدساته، موضحاً أن هناك تشددا لافتا للنظر لدى الدول الغربية عند تناول مقدساته المدنية، على عكس المفترض أن يكون الغضب مع التعرض للمقدسات الدينية، لافتاً إلى أن هذه النقطة هى وجه الاختلاف بين الغرب والعرب، حيث تختلف مقدساتهم وتختلف وجهات نظرهم مما يفسر الاختلاف الفكرى والحروب الكلامية بين دول الغرب والدول العربية عند التطرق للحديث عن المقدسات الدينية.

اعتقال "ديودونيه" يؤكد أهمية الإجراءات التى اتخذتها مصر ضد الإرهاب

ومن ناحيته قال هشام القاضى المتحدث الرسمى لحزب مستقبل وطن، إن اعتقال السلطات الفرنسية، اليوم الأربعاء، الإعلامى الفكاهى الفرنسى المثير للجدل ديودونيه، يؤكد أهمية الإجراءات التى اتخذتها مصر ضد بعض الممارسات الإعلامية التى تنال من أمن الوطن، لافتا إلى أن فرنسا والتى تعتبر قلعة الحريات سعت إلى الحفاظ على أمنها بهذا الإجراء.

وأضاف المتحدث الرسمى لحزب مستقبل وطن، أن الإرهاب لا يعرف مكان ولا زمان معين ويضرب كل دول العالم، فلابد من مواجهته وكذلك كل الداعمين له، ولو حتى بالكلمة، لأن هناك دعما للتطرف ليس بالمال ولكن بالرأى والكلمة.

وأوضح القاضى، أى دولة تتعرض لعمليات إرهابية لابد أن تواجه هذه العمليات ومن يؤيدها، مؤكدا أن مصر نجحت خلال الفترة الماضية فى اتخاذ إجراءات رادعة وحقيقة على أرض الواقع فى مواجهة الإرهاب.

الحريات تتحقق بتوافر الأمن القومى لأى دولة

وبدوره قال أبو الفضل الإسناوى، الخبير السياسى والمشرف على برنامج الدراسات المصرية بالمركز الإقليمى للدراسات الإستراتيجية، إن العامل الأمنى ومصلحة الدولة العليا هى الأهم لدى كل دولة، مشدداً على أن الحريات تتحقق عند تحقق الأمن القومى.

وأضاف الإسناوى، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن الممارسة الحقيقية للديمقراطية تتحقق فى ظل الأوضاع الأمنية المستقرة، لافتاً إلى أن كل ما يهدد الأمن القومى يتعارض مع الممارسة الديمقارطية، لأن هناك من يستخدم الحريات لعمل زعزعة أمنية.

كانت شرطة باريس قد اعتقلت الفكاهى الفرنسى المثير للجدل ديودونيه، فى إطار تحقيق بتهمة "الإشادة بالإرهاب" بعد الهجمات الدامية التى شهدتها فرنسا فى الأسبوع الفائت، وفتح القضاء الفرنسى تحقيقا بعد تصريح ديودونيه "أشعر أننى شارلى كوليبالى"، خالطا بين اسم التكفيرى الذى قتل شرطية وأربعة يهود فى تلك الهجمات وشعار "أنا شارلى" الذى يرفعه ملايين المتظاهرين فى فرنسا والعالم ضد الإرهاب منذ أسبوع.



موضوعات متعلقة:

اعتقال "ديودونيه" أشهر مقدم برنامج ساخر فى فرنسا بتهمة تبرير الإرهاب








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة