"رهانات خاسرة" لحسين البدرى.. الجميع خاسرون إلا الكتابة

الأحد، 11 يناير 2015 10:08 م
"رهانات خاسرة" لحسين البدرى.. الجميع خاسرون إلا الكتابة غلاف رواية رهانات خاسرة
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"رهانات خاسرة" لحسين البدرى، الحاصلة على جائزة ساويرس الثقافية مناصفة فرع الرواية لشباب الكتاب، هى قصيدة طويلة ممتلئة بكل الأسباب التى تجعلك وحيدا فى العالم، فى عالمك الذى هو بين الصحراء والبحر، البحر الذى يمنح المتعة للغرباء ويمنح أهله طعما مالحا، والصحراء/الأم التى لا تشعرهم بحنانها إلا بعد أن يسكنوا أحشاءها.. قصيدة تمتلئ باللغة التى تتجاوز الإخبار العادى للغة الشعرية التى تصنع حولها هالة من الإيحاء والقدرة على التصور.

"رهانات خاسرة" ليست أمورا شخصية متعلقة بـ"منصور" الذى أغلق عليه روحه وعالمه، إنها تتعلق بالجميع بالمدينة الساحلية وطابعها البدوى، بالمجتمع الذى يراهن على لحية مستعارة يمنحها التقديس وتمنحه الخداع، بالآباء الذين يراهنون على أبنائهم الذين شوهتهم الظروف، والأبناء الذين يراهنون على "الود القديم" وشجر الزيتون ومكتب محاماة فى الإسكندرية، وبعض ما يذهبهم عن الوعى.. كلها رهانات خاسرة لا تؤتى أكلها.

و"منصور" و"على" و"عبد الكريم" شخصيات يسكنها الاغتراب تماما، هى نماذج لتطبيق الفلسفات المتعلقة بالانقطاع عن العالم والضياع فيه،كل منها انتحر بطريقة ما، ومع هذا يظل "منصور" أكثرهم وجعا وإحساسا بفجيعة الوجود وهو بيده ضيع كل ما لديه وانتهى الأمر بـكلمة مكتوبة على برواز أهداه إليه عبد الكريم الذى دفع الثمن تماما لهذه الرهانات "طوبى لمن مات على العهد".

الرواية تشبه لوحة رسمها "منصور" فى مزرعته / عالمه الانعزالى، هذه اللوحة ربما كانت ممتلئة بالضباب واللون الرمادى وبأناس يجلسون حزانى على شاطئ البحر وعيونهم للبعيد الذى ليس له آخر، وظهورهم للصحراء الملتهبة بأشعة الشمس الحارقة.


موضوعات متعلقة..
حسين البدرى وسهيلة محمد يفوزان بالمركز الثانى مناصفة فى الرواية شباب الكتاب










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة