طبيب نفسى:على المسافر تقبل أوضاعه الجديدة للبعدعن الاضطرابات العاطفية

يعتاد الإنسان بعض الأماكن والأشخاص، وترتبط كل هذه الأشياء أحيانا بطفولته ومراهقته وصباه ومدرسته، فتكون مصدر سعادة له، ومع مرور الوقت والزمن، قد يضطر الإنسان لتغيير هذه الأماكن أو الأشخاص الذين اعتاد عليهم، لظروف قد تكون خارجة عنه، مثل السفر، أو تغيير محل الإقامة، أو الانتقال من عمل لأخر أو حتى من مدرسة ومرحلة إلى أخرى، وينتج عن هذا التغيير أنواع كثيرة ومختلفة من الاضطراب العاطفى والنفسى الذى لا يعيه الكثيرون ولا يعرفون سببه، وهذا ما أكده الدكتور عبد الرحمن حماد طبيب النفسية والعصبية ورئيس وحدة الإدمان بمستشفى العباسية للصحة النفسية.

وأضاف "بعض الاضطرابات العاطفية تتمثل فى انعدام التوازن العاطفى والنفسى تماما، كالإصابة بنوع من القلق، ونوبات التوتر، والإحباط، والاكتئاب، وعدم التركيز وربما بعض اضطرابات النوم كالأرق الزائد والسهر غير المبرر رغم الإجهاد أو الاستغراق الشديد فى النوم، كذلك اضطرابات الأكل وصعوبة تناول الطعام وانعدام الشهية أو عدم السيطرة عليها كرد فعل عكسى، وذلك بمجرد أن يغادر الإنسان موضع نومه أو حياته وعواملها التى اعتادها، فيصيبه القلق ويهرب منه السكون النفسى والاطمئنان وتذهب راحة البال.

وللسيطرة على هذه الاضطرابات المؤقتة، فينصح "د.عبد الرحمن" الشخص بتقبل هذه الحقائق الجديدة والتعامل مع تلك العوامل المستجدة، فالتجديد أساس الحياة، وهو أمر طبيعى فى التطور، ويجب أن يعى أن هذا الشعور قد يمكث أياما، الأهم ألا يطول ويسرع بالتخلص منه، أما إذا طالت فربما يحتاج الشخص لاستشارة أهل الاختصاص، وأهم العوامل المعينة للإنسان على هذا الشعور أولا تعود النفس وتوطينها على تقبل مثل هذه التغيرات الطارئة، وكما ذكرنا فالمزعجات الطارئة ليس لها ثبات أى سرعان ما ستمر، فضلا عن طرد الأفكار السلبية عن السفر والوحدة من مخيلته، والتعود على تكوين صداقات جديدة والتعرف على الناس، والمؤكد أن الإنسان سيجد آخرين يبحثون عنه، ويعانون مثلما يعانى، ويتمسك بالاستعانة بالله وطلب معيته والاستعانة بالذكر والقرآن والعبادات.