نانى تركى تكتب: عنصرية الحقوقيين

الأربعاء، 03 سبتمبر 2014 12:04 ص
نانى تركى تكتب: عنصرية الحقوقيين جمعيات حقوق الإنسان - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعلم أن جمعيات حقوق الإنسان تتعامل مع الخارج ممولة من الاتحاد الأوروبى وأمريكا ومشروعة لا خلاف على ذلك الآن وهذه الدول هى من تحدد الفئات التى يهتم بها ويتم إرسال تقارير لهم بذلك فهم معنيون بالديمقراطية والقضايا السياسية أكثر وبالمسجونين السياسيين والصحفيين و"قوافل رايحة وقواقف جاية على عينى وراسى" ولكن أما للآخرين حقوق؟!.

اليتامى ومجهولو النسب والمصابون بالتوحد وذوو الاحتياجات الخاصة والمسنون أيضاً لم يقترفوا شيئاً ولهم أيضاً حقوق واجبة النفاذ فى هذا الوطن، الجمعيات الأهلية التابعة لوزارة الشئون الاجتماعية غير قادرة على مواجهة حقوقهم وحدها، بالإضافة إلى أن مرتبات العاملين بها ضئيلة جداً تستفزهم لمعاملة هذه الفئات بمنتهى القسوة، لماذا لم يفكر الحقوقيين من داخل مكاتبهم المكيفة أو ينادون من وراء شاشاتهم عبر السوشيال ميديا بزيادة رواتب هؤلاء لتكون محفزة لهم لمعاملة أفضل وأكثر آدمية لمن لا ذنب لهم فى الحياة سوى أقدارهم التى وضعتهم تحت أيدى موظفين يقبضون الفتات!.

حتى الجمعيات الخاصة المهتمة بتلك الفئات لديها متبرعون من أصحاب القلوب الرحيمة لفعل الخير أصبحوا لا يرون اهتماماً كافياً من حقوقيين أو غيرهم سوى فى عيد اليتيم أو عيد الأم!!.

زيارات الناس لهؤلاء والشو المصاحب لهم صارت مقصورة على أيام معينة.. "أيام إيه هو يوم واحد فى السنة"!.

اليتيم بات يكره هذا اليوم لأنه تعلق بأناس كثر فى هذا اليوم ولم يزوروه مرة أخرى، حتى المسنين يرفضون هدايا عيد الأم إلا إذا وعدتهم مسبقاً أنك ستزورهم مرة أخرى.

المسنون المسنون المسنون، مهملون ومحتاجون رعاية كبيرة مهما كان مستواهم الاجتماعى، فهم ناس كانوا من قبل كل شئ ولهم رأى مسموع والآن أصبحوا لا شىء!! تركهم أبناؤهم فى دور مسنين أو أصابهم الزهايمر اللعين فوُضعوا أيضاً فى تلك الدور.

هناك أشخاص لديها المال للتبرع به وأحياناً يهتمون بتفاصيل تلك الدور أو الجمعيات التى تبرعوا لها وهم كشخصيات عامة إما يعلنون عن ذلك على سبيل القدوة فيقلدهم الآخرون ومنهم من يرفض تماماً الإعلان عن ذلك وكله فى الخفاء للأسف منهم أشخاص سُبوا فى ذماتهم و أعراضهم وأخلاقهم وأنت لا تعلم منهم شيئاً على المستوى الإنسانى وقد يكونوا أفضل منك حرفياً.

لأننا فى ظروف اقتصادية طاحنة قد لا يجد البعض.. لا بعض إيه أغلبية وحياتك لايجدون ما يتبرعون به وتحديداً للمسنين حيث أنهم فى دور توازى أحياناً الاوتيلات الفاي? ستارز، ولكن المسنين لا يحتاجون مالك بقدر احتياجهم لوقتك ومجالستك لهم والسؤال عنهم وإشعارهم أنهم مازالوا على قيد الحياة يؤخذ برأيهم أحياناً ولو كذبا.

نعم مجالسة المسنين قد تبدوا مملة وما هى بمللة ولكن ما ضير محادثتهم فى أمور قد تبدوا سطحية!! يا عزيزى تحدثنا كثيراً بعمق ومازال الحال مائلاً فلنجرب الحديث بعفوية مع هؤلاء فى الأكل والطبيخ أو الكورة أو عن ذكرياتهم التى بحفظونها عن ظهر قلب فهى كل ما تبقى لهم، وكل ما تحس معاهم بالملل اندهش كل ما تمل اندهش بسؤال استنكارى ستجده يغير مجرى الكلام ، ويحبك ويتذكر اسمك وهو عاجز عن تذكر أسماء أولاده.

هذا الوقت والمجهود مرة فى الأسبوع قد يكون العمل الوحيد الذى يدخلك الجنة وإن كانت أفعالك وعباداتك لا تسمح بذلك، ألم تسمع عن امرأة دخلت النار بسبب قطة ورجل دخل الجنة بسبب كلب فما بالكم بالبشر يا بشر!.

الحكومة عاجزة وحدها عن رعاية هؤلاء والحقوقيون مشغولون بأمور أخرى كان الله فى عونهم، كفاهم تمثيلاً فستائرهم باتت مكشوف ولو كانوا فكروا عالأقل فى زيادة مرتبات موظفين هذه الجمعيات ما كنا سمعنا يوماً وهالنا ما سمعنا أنهم يحمون المسنين بخرطوم مياه ساقعة فى الشتا ستات ورجاله مع بعض!!.

هم جزء منا أيتام وذوو الاحتياجات الخاصة والمنغوليون ومجهولو النسب وأطفال الشوارع والمتوحدون والمسنون رعايتهم بالمال أو بالمجهود والوقت هى ما تجعل منا دولة متحضرة وليست الديمقراطية وحدها يا حقوقييييييين!! مازال أمام الحقوقيين فرصة أن ينالوا الفتات من الاحترام لو اهتموا بهذه الفئات ولو من وراء الشاشات عبر السوشيال ميديا.

حتى مصطلحاتنا المجتمعية تسىء لهذه الفئات معنوياً وكأن لا يكفيهم ما يعانوه، فذوى الاحتياجات الخاصة يطلق عليهم متأخرون والمنغوليون اسمهم متلازمة داون فكلمة منغولى تؤذى أهاليهم نفسياً، حتى كبار السن الموجودين فى الشوارع ويطلق عليهم مجاذيب غالبيتهم مصابين بالزهايمر يا حبذا لو أطلقنا عليهم أهالينا الطيبين.

طالما غير قادرين على مساعدتهم بالمال أو الوقت أو المجهود فلا داعٍ أن نؤذى مشاعرهم ونزيدهم فوق أذاهم أذى.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة