حكاية حروب ودماء أبطال روت موقع قناة السويس الجديدة.. العدوان الثلاثى بداية تسطير كفاح البواسل.. وفى 67 جسد الجنود أعلى معانى البسالة فى المعارك رغم الانسحاب.. ونصر أكتوبر فتح باب المشروع العملاق

الثلاثاء، 16 سبتمبر 2014 03:02 م
حكاية حروب ودماء أبطال روت موقع قناة السويس الجديدة.. العدوان الثلاثى بداية تسطير كفاح البواسل.. وفى 67 جسد الجنود أعلى معانى البسالة فى المعارك رغم الانسحاب.. ونصر أكتوبر فتح باب المشروع العملاق موقع حفر القناة الجديدة
كتبت صفاء عاشور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وسط زخم العمل اليومى فى توسعات قناة السويس الجديدة، وتحديدًا فى منطقة الكيلو 78، تعثر أحد العمال فى شىء صلب وسط الرمال الناعمة.

نادى العامل على زميله، وهو فى حيرة، فيقترب الأخير، يزيلان الرمال فى حذر، فيتبين لهما بعد قليل أن الشىء الصلب عظام بشرية، وتحديدا جمجمة بشرية.

يبتلع العاملان ريقهما، فما زالا يتذكران العثور على رفات أحد الشهداء من جنودنا، ممن شربت ضفاف القناة دماءهم الطاهرة، التى بذلوها أثناء معركة العبور، فى حرب أكتوبر عام 1973.

يبلغ العاملان رئيس الوردية، الذى يأمر بتوقف أعمال الحفر فورا، ويبلغ قيادات المشروع، التى تأمر باستخراج الرفات بحرص، خوفا من تضررها، يصح توقع العاملان، الرفات لشهيد آخر، ممن فقدوا فى أحد الحروب، وحصلت أسرته على لقب أسرة الشهيد، بعد مرور 5 سنوات على غيابه، تماما كحال رفات زميله، التى سبق إيجادها منذ أيام.

لكن سوء الحظ يتدخل هنا، فهوية رفات الجندى الجديد ستظل مجهولة، فقد فقدت قلادته المعدنية، والتى تحفظ اسمه ورقمه كمجند، ربما كان فى سوء الحظ ذلك، إحياء لأمال مئات الأسر، ممن فقدوا أولادهم خلال الحروب المصرية التى دارت على ضفتى القناة، ومازالت تحمل أرض الضفتين رفات شهدائها، بعد مرور 41 عاما، على آخر تلك الحروب.

وشهدت تلك المنطقة 3 حروب طاحنة، إضافة إلى حرب الاستنزاف، خاض خلالها الشعب المصرى من عسكريين ومدنيين معارك دامية، انتهت بتحرير كامل الأرض المصرية، واستعادة الكرامة، معارك نحتاج إلى استعادة تفاصيلها بين الحين والآخر حتى نتذكر كيف من الممكن أن يؤدى نجاح مشروع القناة الجديدة، لرسم ابتسامة على وجوه الشهداء، الذين ينظرون إلينا من السماء الآن فى ترقب، فالأراضى التى تشربت دماءهم الطاهرة، ممكن أن تتحول إلى موانئ ومصانع ومزيد من فرص العمل، وإضافات للدخل القومى، وخير للبلاد التى نالوا الشهادة فى سبيلها.

أول الحروب التى شهدتها منطقة القناة، هى العدوان الثلاثى على مصر، عام 1956، الذى شارك فيه كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، ردا على تبنى مصر للثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسى، وقرار الزعيم جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس، للاستفادة من عائدها فى تمويل مشروع السد العالى، بعد رفض البنك الدولى إعطاء قروض لمصر.

وتعمدت قوات جيوش العدو ضرب الأهداف الميدانية، ووفقا لأطلس بطولات شعب بورسعيد، فإن الطائرات البريطانية القادمة من القاعدة البريطانية فى قبرص، والطائرات الفرنسية من فوق حاملات الطائرات الفرنسية، أغارت على مدينة بورسعيد مستخدمة قنابل النابالم، وركزت ضرباتها على المدينة فى منطقة الجميل والجبانة والرسوة وبور فؤاد، تمهيدا لإسقاط مظليين بتلك المناطق، ولكن المقاومة الشعبية المدعمة من القوات المسلحة قاومت ببسالة، وأسقطت عددا من الطائرات، تحمل ما يقرب من 250 جنديا، من قوات العدو، إلا إن جيوش العدو قامت بضربة انتقامية، تسببت فى غرق العشرات من مراكب الصيد، بمن فيها.

ورغم خسائر مصر فى تلك الحرب، إلا أنها لا تقارن بخسائر جيوش العدو، وخاصة بريطانيا وفرنسا، وقد نتج عن تلك الحرب هجرة ما يزيد عن 92 ألفا من النساء والأطفال والشيوخ، خارج مدن القناة، وبخاصة مدينة بورسعيد.

وتعد هزيمة 67، ثانى الحروب التى اتخذت من منطقة القناة مسرحاً لها، حيث فقدت مصر آلاف الجنود هناك، من 9800 إلى 15,000 جندى مصرى، أثناء انسحابهم من منطقة سيناء، بعد سيطرة الجيش الإسرائيلى عليها، فعقب عبور جيوش العدو إلى جنوب سيناء فى الـ6 من يونيو، قطع الجنود المصريين 200 كم سيرا على الأقدام فى صحراء قاحلة، فى اتجاه قناة السويس، وقد تعرض أغلبهم للقصف أو الموت، فى حين أُسر المئات منهم، ومازالت حوادث قتل الأسرى من جنودنا محفورة فى الوعى المصرى، تثير الحزن، وتذكرنا دائما بالثأر التاريخى بيننا وبين العدو الإسرائيلى.

وجاء نصر أكتوبر ليمحو حزن الهزيمة، ويعيد الكرامة الوطنية، حيث نجحت القوات المسلحة فى عبور قناة السويس، وتحطيم سد برليف، والتوغل إلى مسافة 20 كم شرق قناة السويس، واستعدت مصر بنهاية الحرب السيطرة على سيناء.


موضوعات متعلقة..


للمرة الثانية.. العثور على رفات جندى بمشروع حفر القناة









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة