يديعوت أحرنوت: تقييد الغرب لإسرائيل أعطى حماس نجاحا استراتيجيا

الأربعاء، 06 أغسطس 2014 12:50 م
يديعوت أحرنوت: تقييد الغرب لإسرائيل أعطى حماس نجاحا استراتيجيا جانب من أحداث غزة
غزة (أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رأت صحيفة "يديعوت احرنوت" الإسرائيلية أنه على الرغم من تأييد الدول الغربية لما وصفته ب"حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها" فإنها فى الوقت نفسه تكبل يدى إسرائيل فى شن أى حرب، مضيفة أن الغرب يدعم "الإرهاب" بوصف ما حدث فى غزة "بالمذبحة" لأنه بذلك يساعد حركة المقاومة حماس فى كسب نقاط فى صالحها.

وقالت الصحيفة الإسرائيلية فى مقالها الإفتتاحى على موقعها الإلكترونى اليوم الأربعاء- انه كان من الواضح منذ البداية أن حماس كانت تشن حربا مزدوجة- معركة عسكرية ومعركة علاقات عامة. وكان من الجلى لحماس أيضا أن أى فشل عسكرى قد يتحول إلى انجاز فى العلاقات العامة وأن أى أزمة إنسانية قد تمثل انجازا استراتيجيا.

وأشارت الصحيفة إلى أنه دائما ما يتحقق الهدف من وراء مثل هذه الإستراتيجية فإن أى كلمة تقال أو أى كلمة تكتب فى العالم أو فى إسرائيل عن حدوث "مذبحة" أو "جرائم حرب" هى كلمات تشكل إستراتيجية حماس.

واستطردت الصحيفة قائلة انه بإمكان الإسرائيليين أن يقنعوا أنفسهم بأنهم ينتصرون، لكن هذا الأمر قد يكون حقيقيا من الناحية العسكرية، اما من الناحية الإستراتيجية فإن مكاسب إسرائيل اقل بكثير، موضحة أن أول إشارة دولية متوقعة جاءت من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الذى كان قراره بتشكيل لجنة تحقيق أكثر جدية من القرار الذى اتخذه المجلس نفسه فى ما يخص عملية الرصاص المصبوب عام 2008.

ولفتت الصحيفة إلى أن هذه الإشارات أصبحت تصدر الآن أيضا من قادة وأصدقاء لإسرائيل من الدول الغربية، ففى فرنسا استخدام الرئيس الفرنسى ووزير خارجيته كلمة "مذبحة" لوصف الأحداث فى غزة، وبالتالى فهما لا يساعدان حماس فقط فى كسب نقاط فى صالحها، بل ويشجعان الجهاديين أيضا فى شوارع باريس.

وتساءلت الصحيفة كيف يمكن لإسرائيل أن تشكو من المحتجين اذا كانت هذه التصريحات تصدر عن فرانسوا هولاند ووزير خارجيته لوران فابيوس.

ورأت الصحيفة الإسرائيلية أنها عملية محسوبة، ففى المرحلة الأولى، يظهرون تفهمهم لما تفعله إسرائيل، وفى المرحلة الثانية، تظهر تقارير وسائل الإعلام عن الدمار فى غزة وحول الضحايا الأبرياء. وفى المرحلة الثالثة، يغير الساسة موقفهم الذى كانوا عليه.

وقالت الصحيفة ان إد ميليباند، زعيم المعارضة البريطانية، ينتقد بشدة صفقة الأسلحة التى أبرمتها بلاده مع إسرائيل، كما أن رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون يعلن أن كل الصفقات سيتم مراجعتها بشكل دقيق، وجميعها تصريحات تصب فى صالح حماس.

ومضت الصحيفة تقول أن موقف فرنسا وبريطانيا كان مماثلا حينما خطط حلف شمال الاطلنطى (ناتو) لضرب بلجراد والمناطق المحيطة بها. فحينما أصاب القصف مستشفى واحد دور المسنين انتقد وزير الخارجية البريطانى حينذاك روبن كووك فى 15 أبريل 1999 استهداف المدنيين الأبرياء.

وحدث الأمر مرة أخرى عام 2012 حينما قام الناتو بضرب النظام الليبى مما أسفر عن مقتل مدنيين أبرياء فقد طلبت منظمة العفو الدولية إجراء تحقيق ولكن الناتو تجاهل طلبها.

وهناك العديد من الأمثلة التى يدعم فيها الغرب قيام دولة أو منظمة ما بالضرب بقبضة من حديد للتخلص من "منظمة إرهابية" أو ما شابه ولكن حينما يتعلق الأمر بإسرائيل يؤيد الغرب "حقها فى الدفاع عن نفسها، طالما أنها تذهب إلى الحرب مكبلة اليدين".

واختتمت الصحيفة مقالها بالقول انه على الصعيد العسكرى، حققت إسرائيل انجازا كبيرا أما على الصعيد الاستراتيجى فقد أعطت الردود الدولية نقاطا فى صالح المقاومة الفلسطينية. وهذا ما كانت تأمله حماس وهو بالفعل ما حدث.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة