أصدرت دار الكتب الوطنية فى هيئة أبوظبى للسياحة والثقافة الترجمة العربية لكتاب "الشعوب والقوميات منذ 1780م المنهج والخرافة والحقيقة" للمؤرخ البريطانى المعاصر إى جيه هوبزبوم.
يضم الكتاب الذى ترجمه مصطفى حجاج، ستة مقالات سبق للمؤلف أن قدمها على هيئة محاضرات فى جامعة كوينز أوف بلفاست فى شهر مايو عام 1985، ويقول المؤلف فى المقدمة "لقد جرى تركيز محتويات هذا الموضوع فى أربع محاضرات لكى يتلاءم مع متطلبات هيئة التدريس بالجامعة. ولقد ركزت فى الأساس على القرنين التاسع عشر وبداية القرن العشرين، حيث كان الموضوع متمحوراً حول أوروبا مركزاً فى كل الأحوال على المناطق النامية، حيث كنت أتحدث تارة وأطرح أسئلة عن الشعوب والقوميات تارة أخرى".
ويرى هوبزبوم أن مسألة القومية موضوع شهير ومثير للجدل، فموضع دراسة الأمة أو القومية يلفت الإنتباه خلال الفترة التى كانت فيها خريطة أوروبا قد رسمت للمرة الأولى، بل للمرة الوحيدة كما تبين لاحقاً بناء على مبدأ القومية.
ويقول المؤلف "إننا ننظر إلى الشعب بوصفه أحد العناصر الجديدة الوافدة فى تاريخ الإنسانية، وأنه نتاج أوضاع خاصة لا يمكن تفاديها، محلية كانت أو إقليمية أو تاريخية، ونتوقع حدوثها بالشكل الذى كانت عليه فى البداية، فى قليل من المستوطنات، عوضاً عن أن تكون مجموعة من السكان موزعة فى مناطق مختـلفة من العالم. وهناك مشكلة تتمثـل فى عدم وجود طريقة تساعد المراقب على تمييز الشعب عن الكائنات الأخرى كمجموعات الرهبان على سبيل المثال".
ويرى الكتاب أنه جرت محاولات لإرساء معايير موضوعية للشعوبية أو لتوضيح لماذا أصبحت بعض الجماعات شعوباً؟ فى حين لم تفعل ذلك مجموعات أخرى، وذلك بناء على معيار واحد؛ كاللغة أو العرق، أو مجموعة من العايير؛ كاللغة أو الأرض المشتركة أو التاريخ المشترك أو المعتقدات الثقافية أو أى شيء آخر. إن العصرية هى الميزة الأساسية للأمة الحديثة وكل ما هو على علاقة بها، وهذا أمر مفهوم الآن إلا أن الإفتراض المناقض الذى يقول إن الهوية الوطنية هى بشكل ما أمر طبيعى وأول ودائم ما يسبق التاريخ هوشائع جداً إلى حد أنه قد يكون مفيداً توضيح حداثة مصطلح الموضوع نفسه.
ويرصد هوبزيوم تطور هذا المفهوم فى فترات تاريخية مختلفة مفصلا فى المعنى الدلالى للكلمة والاستخدام الوظيفى من قبل شرائح مختلفة، ويخصص فصلا عن تحول القومية بين 1870-1981، وفصل آخر عن أوج القومية بين 1918-1950.
يذكر أن دار الكتب الوطنية، الحاصلة على جائزة أفضل دار نشر محلية لعام 2013 عن معرض الشارقة الدولى للكتاب، تعمل على رفد القارئ العربى بأحدث الترجمات من العلوم والمعارف العالمية، إلى جانب اعادة قراءة تراث وتاريخ المنطقة.
