د. سمير البهواشى يكتب: الوفاء الذى نريده..!!

الأحد، 31 أغسطس 2014 02:24 ص
د. سمير البهواشى يكتب: الوفاء الذى نريده..!! صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل الوفاء للزوج مكتوب فقط على جبين النساء "والمكتوب على الجبين لازم تشوفه العين" فيموت الزوج لسبب أو لآخر وتهب الزوجة عمرها كله بعد ذلك لتربية الأولاد – لطبيعتها الأمومية أو لحيائها أو صيانة لكرامة أطفالها - رغم علمها السابق أنهم قد يغادرون البيت يوما ما لسفر أو زواج لتظل وحيدة بين جدران لا تحوى بين جنباتها إلا ذكريات الماضى و"كنبة" كان يجلس عليها الزوج الراحل و"فردة حذاء" للابن الغائب و"بلوزة حرير" للبنت التى تزوجت؟؟ وربما تسمع هذه الزوجة عن قصص أمهات كثيرة توفاهن الله ولم يعلم أولادهن بموتهن إلا صدفة حين يأتون لزيارة عابرة فلا ترد الأم و"يشمون" من شراعة الباب رائحة الموت العفنة!! وبالرغم من كل ذلك فإنها تضحى بسعادتها وشبابها وترفض الزواج من آخر ترى فيه العزول الذى سيحرم "ضناها" من السعادة؟؟ وعلى العكس تماما نجد الرجال يسارعون إلى الزواج بأخرى إذا مامرضت الزوجة مرضا مقعدا أو غادرت الحياة الدنيا وقد لا ينتظرون "الأربعين"، طبعا تحت مسمى خوف الافتتان وكأن الفتنة لا تصيب إلا الرجال أما النساء فلا ولأن مجتمعاتنا العربية مجتمعات ذكورية – وهى صورة من صور العنصرية – فإننا نحل للرجال مانحرمه على النساء ونصفق ونفرح لبعض الفعال يأتونها ويجاهرون بها ونتغاضى عن العقاب عليها بينما قد تقتل المرأة إن هى أتتها ولو كضحية مفعول بها لا فاعلة ولا راضية بما يفعل بها، فمتى يتمكن الوفاء من قلوب رجالنا ليتساووا مع نسائنا فى العطاء بلا نظر لمقابل وفى الوفاء ولو على حساب لذائذ الدنيا الفانية، أعتقد لو تمكن الإيمان بجوهره الحقيقى فى قلوبهم لفعلوا مثل ذلك الرجل العجوز الذى حضر إلى قسم الاستقبال بمستشفى تعمل بها إحدى الزميلات فى تمام الثامنة صباحا يريد فك بعض الغرز الجراحية فى يده وبينما تقوم الزميلة بفكها سألها هل ستستغرق عملية فك الغرز وقتا طويلا إذ لديه موعداً مهماً الساعة التاسعة صباحا فطمأنته أنه سوف يستطيع اللحاق بموعده فى وقته إن شاء الله وقالت له ما هذا الموعد المهم فى هذه الساعة المبكرة وأنت رجل عجوز خرجت إلى المعاش منذ سنين فقال إنه موعد تناول الإفطار مع زوجتى فى دار الرعاية التى دخلتها منذ خمس سنوات لإصابتها بمرض الزهايمر فهو لم يتخلف يوما واحدا عن الإفطار معها والمكث إلى جوارها حتى يحين موعد نومه ولما سألته هل تعرفه زوجته حين يذهب إليها؟ فقال لا إنها لا تعرفنى!! فقالت له تمازحه لا يهم إذن أن تتأخر عليها أو تذهب من أصله مادامت لا تعرفك!! فقال لها بحنان وصوت مبحوح تخنقه العبرات بينما تنسال الدموع من عينيه بنظرات لائمة.. ولكننى أعرفها يا ابنتى.. إنها زوجتى ورفيقة عمرى وحبيبتى "واللا ناخدهم لحم ونرميهم عضم"؟؟ فلم تجد زميلتى ما تقوله سوى البكاء الذى انهمر من عينيها وقالت فى نفسها هذا هو الحب الذى أريده، والعهدة على زميلتى راوية القصة ولو أن الأمر غير مستبعد فمازالت دنيانا بخير؟؟.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة